07-مايو-2016

(Getty)

التالي ترجمة لتقرير جريدة "واشنطن بوست" عن أزمة الحزب الجمهوري الأمريكي البنيوية وأثرها على فرصه في الانتخابات الرئاسية القادمة

ما أصبح أكثر وضوحًا في الانتخابات الأمريكية هو أن أي ولاية بها عدد كبير من السكان غير البيض قد أصبحت أكثر صعوبة للفوز بها من قِبل الجمهوريين

 

___

أورد موقع بوليتيكو يوم الاثنين الماضي نتائج استطلاع رأي في ولاية فلوريدا يظهر أن هيلاري كلينتون تتفوق على دونالد ترامب بنسبة 13% وعلى تيد كروز بنسبة تسعة.

لماذا يهم ذلك؟ لأن كلينتون إذا فازت بولاية فلوريدا بجانب الولايات التسع عشرة (بالإضافة إلى واشنطن العاصمة) التي صوتت لصالح المرشح الديمقراطي في جميع الانتخابات الست الأخيرة، فإنها سوف تكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. بتلك البساطة.

هكذا سوف تبدو الخريطة.


https://img.washingtonpost.com/wp-apps/imrs.php?src=https://img.washingtonpost.com/blogs/the-fix/files/2016/05/Screen-Shot-2016-05-02-at-2.21.53-PM.png&w=1484

يمثل اللون الأزرق الحزب الديمقراطي بينما يمثل اللون الأحمر الحزب الجمهوري. يعبر الرقم على كل ولاية عن عدد المندوبين الذين يمثلونها في المجمع الانتخابي.

وها هي الرياضيات التي يقوم عليها الاستنتاج السابق: إذا فازت كلينتون بالولايات التسع عشرة (بالإضافة إلى واشنطن العاصمة) التي فاز بها كل مرشح ديمقراطي منذ عام 1992 حتى عام 2012، فإنها سوف تحصل على 242 صوت من أصوات المجمع الانتخابي. أضف الأصوات الـ 29 التي تمثل فلوريدا وسوف تحصل على 271*. انتهى الأمر. ويحتاج المرشح إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي للفوز بالانتخابات.

اقرأ/ي أيضًا: أمريكا وصفقة الجزر المصرية..أوان رد الفعل

تبدو الخريطة الجمهورية -سواء مع ترامب أو كروز أو المرشح الجمهوري المثالي (بول ريان؟) كمعيار- أقل ودية بكثير. هناك 13 ولاية صوتت لصالح المرشح الرئاسي الجمهوري في جميع الانتخابات الست الأخيرة. لكنها تمثل فقط 102 صوتًا من المجموع الانتخابي. يعني ذلك أن على المرشح الجمهوري أن يحصل على 168 صوتًا إضافيًا ليصل إلى 270. وهو الأمر الأشد صعوبة بكثير من الحصول على 28 صوتًا.


https://img.washingtonpost.com/wp-apps/imrs.php?src=https://img.washingtonpost.com/blogs/the-fix/files/2016/05/Screen-Shot-2016-05-02-at-2.30.17-PM.png&w=1484

الولايات الأمريكية حسب تصويتها في الانتخابات الست الأخيرة، يمثل اللون الأزرق الحزب الديمقراطي بينما يمثل اللون الأحمر الحزب الجمهوري.

يستعد الكثير من الجمهوريين -خاصة في واشنطن- بالفعل لإلقاء اللوم على هزيمةٍ هذا الخريف، والتي يراها الكثير منهم محتمة، على الانقسام الذي سببه ترامب. لكن ذلك ليس عادلًا تمامًا بالنسبة لترامب.

اقرأ/ي أيضًا: كيف خدع الإسرائيليون جون كينيدي بشأن السلاح النووي؟

بينما لا تساعد شعبيته المنخفضة بين النساء واللاتينيين، على سبيل المثال، وقد تجعل -في أسوأ الأحوال بالنسبة للجمهوريين- ولايات مثل أريزونا أو حتى يوتا متاحة للفوز بها من قِبل الديمقراطيين، فإن مشاكل الخريطة التي تواجه الحزب الجمهوري ليس لها علاقة كبيرة بترامب أو حتى كروز.

بدلًا من ذلك فإنها، في معظمها، مشاكل ديموجرافية تتمحور حول عدم قدرة الحزب الجمهوري على الفوز بأي مساحة كبيرة من المصوتين غير البيض. نيو مكسيو، وهي ولاية حوالي نصف سكانها من اللاتينيين، هي أفضل مثال هنا. في عام 2004، فاز جورج بوش الابن بالولاية في سعيه للحصول على فترةٍ ثانية (تفوق على جون كيري بـ588 صوتًا). بعد ثمان سنوات، فاز باراك أوباما بالولاية في مواجهة ميت رومني بنسبة 10%؛ لم يستهدف كلا الطرفين الولاية على أي نحوٍ يذكر.

ما أصبح أكثر وضوحًا هو أن أي ولاية بها عدد كبير أو متنامي من السكان غير البيض قد أصبحت أكثر فأكثر صعوبة للفوز بها من قِبل الجمهوريين. مالت ولايتا فيرجينيا ونورث كارولينا أكثر فأكثر إلى الديمقراطيين مؤخرًا (فاز أوباما بالولايتين عام 2008 وفاز بفيرجينيا عام 2012).

في نفس الوقت الذي أصبحت فيه هاتان الولايتان أكثر ودية تجاه الديمقراطيين، هناك القليل للغاية من الولايات التي تصبح أكثر جمهورية. ينطبق ذلك على ولايتي ويسكونسن ومينيسوتا، لكن أيًا منهما لا تتحرك سريعًا لصالح الجمهوريين حتى الآن.

وبالتالي ما يتبقى لك هو خريطة انتخابية يبدأ فيها المرشح الرئاسي الديمقراطي بتفوقٍ كبير على المرشح الجمهوري (وهو نقيض التفوق الجمهوري الهائل في المجمع الانتخابي في الثمانينيات). ذلك التفوق مستقل تمامًا عن أي مرشح بعينه ونقاط ضعفه أو قوته. نعم، وجود ترامب كمرشح أكثر إشكالية من وجود ريان كمرشح، لكن فكرة أن ريان قد يبدأ الانتخابات العامة بحظوظٍ متساوية مع المرشح الديمقراطي هي خاطئة تمامًا.

إن أزمة الخريطة الجمهورية أعمق من ترامب، أو أي مرشح آخر. إلقاء اللوم على ترامب في هزيمةٍ في الانتخابات المقبلة لا يغفل السبب فقط وإنما قد يضمن أن يعيد الجمهوريون التاريخ عام 2020.

اقرأ/ي أيضًا:

ثلاثة عوامل وراء عاصفة النفط العالمية

هل ماتت الليبرالية؟