20-يناير-2017

من الفيديو المنتشر (يوتيوب)

فضح فيديو انتشر مؤخرًا على نطاق واسع على مواقع التواصل الإجتماعي بالمغرب، ممارسات خطيرة قام بها زوار أحد المواسم الاحتفالية في ضريح تابع لأحد الأولياء الصالحين بالمغرب، إذ قام عدد من الحاضرين في هذا التجمع بقتل وتعذيب حيوان بشكل وحشي، مما أثار غضب العديد من النشطاء المغاربة وحقوقيين. ويوثق الفيديو، والذي نشر لأول مرة منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، غير أنه لم ينتشر على نطاق واسع إلّا في اليومين الماضيين، عملية تعذيب وحشي، وقطع رأس جمل، وأكله نيئًا من قبل بعض الحاضرين في هذه الاحتفالية بموسم "مولاي إبراهيم" بضواحي مراكش.

انتشر فيديو تعذيب جمل وأكله نيئًا في احتفالية "مولاي ابراهيم" في مراكش على مواقع التواصل مع تنديد بالقتل الوحشي

إذ ظهر مجموعة من الشباب في حال هستيرية يجرون جملًا،  يتجمعون عليه وهو يصرخ من جراء تعذيبه، وبعد لحظات التقط أحدهم رأس الجمل ورماه خارج سور، ثم تجمع عليه شباب وبدؤوا يلتهمون لحمه، وسط هتاف الحاضرين. وغالبًا، ما يتم جلب ذبيحة قرب مكان الضريح في المواسم السنوية للأولياء الصالحين، وتقديمها قربانًا لأرواح الموتى، وذلك في إطار النصب والاحتيال والشعوذة أيضًا، لكن في بعض المواسم المشابهة، يتم بيع الذبيحة كي توضع عائداتها في خزينة الضريح دون القيام بهذه الممارسات الشاذة.

وعاد النقاش حول موضوع زيارة الأضرحة وتقديم القرابين، بعد انتشار الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تساءل بعض النشطاء حول عدم تدخل السلطات ومنع هذا النوع من الممارسات التي تسيء إلى صورة المغاربة عمومًا.

اقرأ/ي أيضًا: معتقدات يمنية تهوى قتل بعض الحيوانات

يعلق إدريس أفتيس، محامي وحقوقي عن مرصد شمال لحقوق الإنسان، خلال حديثه لـ"الترا صوت" حول هذا الموضوع قائًلا: إن "هذه الطقوس ومن يسمح بها هي التي أوصلتنا إلى إنتاج مجتمع متخلف لا يساهم في تطوير الإنسان"، مؤكدًا أن "الدولة هي التي  تشجع ذلك عبر الهبات لمثل هذه المواسم، بالإضافة إلى أن المسؤولية أيضًا، تقع على عاتق الجمعيات المدنية التي تنساق وراء هذه المعتقدات الخرافية وبمباركة من الدولة". مفسرًا أن  "معظم الجمعيات غير المهيكلة التي يكون معظم أعضائها غير مكونين، يستغلون أهالي الأحياء وخصوصًا القروية منها، وتارة يستغلونهم في مثل هذه المواسم، لأغراض انتخابية".

وتعالت أصوات حقوقية رافضة لهذا النوع من الممارسات، مطالبة بفتح تحقيق عاجل في الموضوع، من بين هذه الأصوات، الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، ففي بلاغ لها، حصلت "الترا صوت" على نسخة منه، شددت على ضرورة فتح النيابة العامة المختصة، بحثًا مستعجلًا في الجرائم المرتكبة خلال هذا الموسم/الطقس الاحتفالي، وغيره من المواسم المنظمة بالمغرب. واعتبرت الجبهة، أن فيديو تعذيب الجمل الذي تم تداوله قبل ساعات على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، يستدعي تدخلًا حاسمًا لتفعيل سيادة القانون، وحماية حقوق الإنسان والحيوان على حد سواء.

ودعت الهيئة إلى سن نصين قانونيين، الأول يحمي حقوق الحيوان ويجرم التنكيل والتمثيل به، والثاني يجرم ممارسة فعل الذبيحة في المواسم بطقوس يطبعها النصب والاحتيال. وحملت السلطات العامة مسؤولية تكرار حوادث مماثلة، من خلال الترخيص لمواسم تعرف بمظاهر الشعوذة، وتشكل بؤرًا للجهل والتطرف.

في السياق نفسه، اعتبر عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، أن هذه الطقوس التي وصفها بـ"المخزية" و بـ"الأسلوب الوحشي والهمجي" في نحر ناقة لا يمكن وصفه إلا بالتصرف الإجرامي والوحشي في حق حيوان بريء. وكتب الخضري معلقًا على الفيديو في صفحته على "فيسبوك" أن "المشهد يظهر جانباً من أبشع ما تعرفه طقوس الشعودة والسحر والتي تصيب شريحة مهمة من المواطنين للأسف، والمتواجدة في كثير من المناطق، كمراكش مثلاً ومكناس ومناطق أخرى كثيرة، المشهد مدان بكل المقاييس".

اقرأ/ي أيضًا:

احتفالات رأس السنة الأمازيغية.. طقوس تاريخ معتّق

"أتاي".. شاي المغرب المقدس