رفض "المطبخ المركزي العالمي" نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل سبعة من عمّال الإغاثة إثر استهداف مركبتهم من قِبل طائرة بدون طيار في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وقال إنها تفتقر إلى المصداقية.
وجددت المنظمة الخيرية دعواتها لإجراء تحقيق كامل ومستقل في القضية، مؤكدةً رفضها نتائج التحقيق الإسرائيلي الذي ألقى باللوم على سلسلة من "الأخطاء الجسيمة" التي ارتكبها الضباط في الهجوم، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة بريطانيين وثلاثة مواطنين أجانب آخرين وفلسطيني أثناء توصيل الطعام.
وقالت اللجنة المسؤولة عن التحقيق إن الحادثة وقعت نتيجة سلسلة أخطاء ارتكبها أفراد عسكريون، بما في ذلك الافتقار إلى التنسيق والخطأ في تحديد الهوية.
رفض "المطبخ المركزي العالمي" نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل سبعة من عمّال الإغاثة، وقال إنها تفتقر إلى المصداقية
وأدى التحقيق الذي أُجري على عجل إلى إقالة ضابطين من الرتب المتوسطة وتوبيخ جنرال، لكن ذلك لن يغلق قضية الحادثة التي عززت الانتقادات العالمية لسلوك "إسرائيل" في الحرب التي أدت إلى استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 73 ألف.
ورغم ترحيبه بالتقرير كخطوة أولى، إلا أن مؤسس "المطبخ المركزي العالمي"، الشيف خوسيه أندريس، قال: "لا يستطيع الجيش الإسرائيلي التحقيق بشكل موثوق في فشله في غزة".
وأضاف: "ولا يكفي مجرد محاولة تجنب المزيد من الوفيات الإنسانية، والتي اقتربت الآن من ما يقرب من 200 شخص. يحتاج جميع المدنيين إلى الحماية، كما يحتاج جميع الأبرياء في غزة إلى الغذاء والسلامة. ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن".
وقال الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية، إيرين جور، إن: "اعتذارهم عن القتل الفظيع لزملائنا يمثل عزاءً باردًا. إنها عزاء بارد لعائلات الضحايا وعائلة (WCK) العالمية. ويتعين على إسرائيل أن تتخذ خطوات ملموسة لضمان سلامة العاملين في مجال المساعدات الإنسانية. عملياتنا لا تزال معلقة".
ورغم العقوبات والاعتذار والتحقيق الذي أُجري على عجل، إلا أن الغضب الدولي بشأن مقتل عمال "المطبخ المركزي العالمي" لم يهدأ بعد. كما أن الإجراءات المتخذة لم تنجح في طمأنة مجموعات الإغاثة الدولية وإقناعها بأنه من الممكن استئناف العمليات في غزة، حيث يعيش ما يقرب من ثلث السكان على حافة المجاعة.
وفي السياق، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، إن نتائج التحقيق الإسرائيلي أظهرت أن هناك حاجة إلى "إصلاح كبير"، حيث كتب في منشور على منصة "إكس"، إنه: "من الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى إصلاح كبير لآلية منع الاشتباك الإسرائيلية لضمان سلامة عمال الإغاثة".
وسبق أن قال سكوت بول، من منظمة "أوكسفام"، في مؤتمر صحفي عُقد مع منظمات إغاثة أخرى أمس الخميس: "دعونا نكون واضحين للغاية. وهذا أمر مأساوي ولكنه ليس حالة شاذة. لقد كان قتل عمال الإغاثة في غزة أمرًا ممنهجًا".