22-مارس-2017

فيروس يقتل أطفال مصر ويثير قلق عائلاتهم والسلطات تطمئن (خالد دسوقي/أ.ف.ب)

نظرًا لعدم قدرة وزارة الصحة المصرية تحديد اسمه، أو نوعه، أو مصدره، أسمته صحف القاهرة بـ"الفيروس الغامض". بدأ يثير غضب وانتباه وقلق ورعب الأسر المصرية بعدما حجز 11 شخصًا من عائلتين تربطهما علاقة قرابة في منطقة شبرا الخيمة بالقاهرة يعانون الأمراض ذاتها، توفي بعضهم، وسط حالة تكتم حكومي، مما يثير الكثير من التساؤلات عن المرض المنتشر الآن بين المواطنين في مصر في مختلف محافظاتها. 

بيانات رسمية أشارت إلى وجود وباء ما، فقد أطباء مصر القدرة على تحديده، فاستعانت وزارة الصحة المصرية بخبراء من منظمة الصحة العالمية

بيانات رسميّة أشارت إلى وجود وباء ما يقف وراء المرض المنتشر الآن في مصر، إلا أنه لا يملك أطباء مصر، تخصصات الصحة العامة والأطفال والسموم وخبراء في مجال الوبائيات والمعامل والحميات، القدرة على تحديده، فاستعانت وزارة الصحة المصرية بخبراء من منظمة الصحة العالمية لإعداد تقرير عن الحالات الطبية التي جاءت نتائج تحاليلها جميعًا سلبية.

اقرأ/ي أيضًا: بطل لامبيدوزا الصغير.. أطفال مصر يهاجرون!

ورغم عمل فحوص سموم ومعادن ثقيلة للحالات المصابة بالمرض المنتشر الآن في مصر، ومسح ذري للأجسام المشعة، وتقصٍ للحشرات ونواقل الأمراض، أكدت مصادر بوزارة الصحة لعدّة صحف مصرية أن استطلاع نتائج التحليل لا يزال جاريًا، ولم تنتهِ اللجنة المشكَّلة لفحصه من إعداد تقريرها النهائي حتى الآن.

وتمثَّلت الأعراض في قيء مفاجئ وإسهال شديد وألم بالبطن، وزادت شدة الأعراض في بعض الحالات، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن، مما سبب حالة هلع بين الناس بخصوص هذا المرض المنتشر الآن في مصر.

وقد وصل الأمر إلى حدّ اجتماع عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، بوزير الصحة أحمد عماد الدين، بحضور رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، لعرض الأمر على نطاق أوسع، وزاد حدّة التوتر أوامر على مستوى القاعدة لبعض إدارات المدارس بمنح الطلبة إجازات، أو صرفهم من الحضور، منعًا لتفشي المرض بينهم. وكشفت مديرية الصحة بمحافظة القليوبية بدلتا مصر، عن ظهور 19 حالة إصابة جديدة بالفيروس الغامض، بينها 7 حالات لطلبة مدارس.

وفي محاولة لتتبع كيف ومتى دخل الفيروس القاتل مصر، قال المركز المصري للحق في الدواء، إنه وثق أنه بدأ في قتل ضحاياه منذ الثلاثين من كانون الثاني/يناير الماضي. وكانت الطفلة جنى محمد الأولى، التي لقيت مصرعها دون معرفة السبب الرئيسي للوفاة، فاعتبرت "الصحة المصرية" الأمر موتًا عابرًا، ولم تتخذ أي إجراءات احترازية لحصار المرض.

اقرأ/ي أيضًا: تفاقم كارثة نقص الدواء في مصر.. أي حلول؟

وعاد هذا المرض المنتشر في مصر الآن من جديد، وفق بيان المركز، ليقتل الطفلة ملك رضا حين لقيت مصرعها لأسباب مجهولة أيضًا بمستشفى حميات إمبابة في 9 آذار/مارس الجاري، وكانت حجر الزاوية في الأزمة، فأشعلتها.

رغم تزايد حالات الإصابة والوفاة التي تؤكَّد بأن وباءً قاسيًا يجتاح مصر، يصرّ وزير الصحة المصري على أن الوضع لا يدعو للقلق نهائيًا

سمح فشل وزارة الصحة المصرية في اكتشاف هوية الفيروس الغامض الذي يسبب هذا المرض المنتشر في مصر حاليًا لأطباء محليين بالاجتهاد في تحليل الموقف، فقال الدكتور محيي إسماعيل، الاستشاري بحميات العباسية، إن أعراضه التي تصيب الأطفال وتنتهي بالوفاة ربما تكون نوعًا من الفيروسات التي تشبه "الروتا" وتضرب -مباشرة- الجهاز التنفسي.

وأضاف: "أعراض هذا المرض تشبه النزلة المعوية، حيث يؤثر على الجهاز التنفسي ثم الهضمي، مشيرًا إلى أنه يؤثر في بعض الأحيان على المخ، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الوفاة".

ورغم استمرار طمس حقيقة المرض، وتزايد حالات الإصابة والوفاة التي تؤكَّد بأن وباءً قاسيًا يجتاح مصر، يصرّ وزير الصحة المصري، عماد الدين، على موقفه بأنّ "الوضع لا يدعو للقلق نهائيًا وليس هناك أي وباء أو مرض أو عدوى تستوجب الطوارئ".

محاولة أخرى لتتبع الفيروس الغامض الذي يقف وراء هذا المرض المنتشر الآن في مصر تشير إلى أنّ أعراضه تتشابه مع وباء الكورونا، المنتشر في عدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا. ولكن كيف اجتاحت الكورونا، المسمَّاة بـ"متلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة"، مصر؟.. هنا قصة أخرى.

في كانون الأول/ديسمبر 2016، أتمَّت مصر صفقة جمال من السودان، كانت على وشك أن تعبر أول شحنة حدود مصر من أحد المنافذ البرية، فاكتشف الحجر الطبي إصابة الجمال بالكورونا، وأُعدِم ثمانية منها، وتم احتجاز ما بقي من الشحنة.

قطع تجار جمال طريق أبو سمبل الدولي بأسوان احتجاجًا على حجز شحنة الجمال السودانية، وانتقلت قيادات أمنية لفض الاحتجاجات سلميًا، فسمحت بمرور شحنة الجمال المصابة بـ"الكورونا" لتسوية الموقف، وفي كانون الثاني/يناير الماضي ظهرت أول إصابة -تمّ التعرف عليها- بالمرض.. وهو السيناريو الأقرب للحقيقة حتى الآن حتى لا يعود الفيروس غامضًا، إنما "كورونا".

اقرأ/ي أيضًا:

ذعر في أوساط مرضى السكري في الجزائر.. ما السبب؟

جوع من نوع جديد