09-أغسطس-2018

صدام الجميلي/ العراق

جسدُ الأرض صالحٌ للتراب

أعني ترابًا يبتلع أرضه بعد نفاد

صلاحية العيش.

الأرض كلمة صغيرة 

خطرت في رأسِ ما نسميه الكون

الكون الذي سيخفي آثار أرضه عند زوالها 

كأمٍّ تضم طفلها في لحظة موتهما.

 

الكلمات أفاع برؤوسٍ كثيرة

تخرج من جرة اللغة لتلتهم ساحرها.

 

مثال حدث قبل مائة وخمسين سنة

حينما التهم ماركس بملعقةٍ شرهة

كلمات أسست لعبودية راهنة

جرعَ سمّيتها الهائلة وزفر أوجاعها بهيئة

ورقية أسماها رأس المال

رغم جسد الغول الذي يملكه لم يستطع إخراجها

كما فضلاتٍ لا تنفع حتى للسماد التاريخي

لذا تحولت بعد موته وحوشًا تناولت رأسه

الكبير على ما يبدو كلقم ٍ سائغة.

 

الكلمة لها فعل عكسي لما توحي إليه بفعل

أوليّ بالسماع.

 

لطالما أخبرَ بوذا تلاميذه إن الحياة تجربة خاصة

وما عليهم سوى الإنصات إلى صوت

الموجودات الصامتة

-إنني وهم فلا تسمحوا لأوهامكم أن

تخلق لكم صورة ثابتة للوهم وتسيركم نحوها.

الكلمة انقلبت على نفسها بعد موت بوذا

وتحول الوهم الى عدد لا نهائي من مجسمات

ساكنة في متاحف التراث.

 

الكلمة أرجوحة على حافة هاوية

تمنحك لذة الارتفاع فترة وجيزة لترميك بعدها

في قعرها البعيد.

الكلمة فنار بجاذبية هائلة يسحب السفن التائهة

نحو حدهِ الصخري

الكلمة نرسيس زائف يتأمل وجهه المتفسخ

في صفحة الماء

الكلمة سرطان بحري لن يعطيك من البحر

سوى دمائه الزرقاء.

الكلمة، كلمة لن تنجو من ذات تحملها،

ذاتها التي لا تتحرر إلا بتدميرها الذاتي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جمهورية صمّاء

هروب جسدي

دلالات: