صدر عن "منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك" في الدار البيضاء و"منتدى المعارف" في بيروت، كتاب جماعي حول كتاب المفكر عبد الله العروي بعنوان: "الأيديولوجية العربية المعاصرة: مكانة الكتاب وأثره في الفكر العربي"، وهو حصيلة أشغال ندوة فكرية نظمتها شعبة الفلسفة في الكلية بمناسبة مرور نصف قرن على صدور الكتاب، وتضمن الكتاب مجموعة من الأوراق التي شارك فيها كل من الباحثين: عبد الإله بلقزيز، عبد الباقي بلفقيه، عبد اللطيف فتح الدين، عبد المجيد الجهاد، عزالدين العلام، علال الأزهر، كمال عبد اللطيف، محمد الشيخ، محمد مصطفى القباج، محمد سبيلا، محمد مزوز، نبيل فازيو، نوالدين أفاية، نور الدين العوفي.
حاور كتاب "الأيديولوجية العربية المعاصرة" الأسئلة والقضايا التي كانت مطروحة على الفكر العربي في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20، خاصة ما بعد الحرب العالمية الأولى، في مسألة تمثل علاقة الآخر/ الغرب
ومما جاء في تقديم هذا الكتاب للعميد الأستاذ عبد القادر كنكاي، أن من أهم خصائص هذا المشروع الفكري هو وعيه بانتمائه إلى الجامعة وراهنية القضايا والإشكالات التي يطرحها (...) وأن الجامعة تتوج مسارها الحافل بالبحث العلمي، وتقف، من خلاله، وقفة تأمل في مآل الفكر العربي بعد خمسين سنة من صدور الكتاب الذي فتح في آوانه مرحلة فكرية عربية جديدة، داعيا إلى تعميق النقاش في سياق الفكر العربي الحديث، ومؤسسا لنمط جديد في التعامل مع القضايا وإشكالات العالم العربي.
ومن المعروف أن كتاب "الأيديولوجية العربية المعاصرة" حاور الأسئلة والقضايا التي كانت مطروحة على الفكر العربي في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20، خاصة ما بعد الحرب العالمية الأولى، في مسألة تمثل علاقة الآخر/ الغرب. والكتاب يدعو إلى التحلي بوعي نقدي وقاعدة إلى التجاوز المستمر التلقائي بالذات وانطلاقًا من حتمية تداخل المجتمع العربي والغربي. وفي هذه الدعوة إشارة إلى تحاشي كل انكفاء وكل انغلاق لتجنب المواقف التبريئية والاستعراضية الرخيصة، ليصبح العقل العربي جاهزًا كي يوافي الغرب وليتمكن من خلال ذلك التعرف العقلاني، الواحد على الآخر ليدشنا عهد حوار حقيقي.
وجاء إصدار هذا الكتاب للاحتفاء بعبد الله العروي الذي طبع أجيالًا بفكره لمسيرة تنوف على النصف قرن، داخل الوطن العربي وخارجه، بأعماله الأدبية والفكرية العديدة.
