11-أكتوبر-2015

تحضيرات قبل القفز فوق الجمال في اليمن(Getty)

يتميز شباب الزرانيق بمنطقة تهامة، في محافظة الحديدة غربي اليمن، بممارسة رياضة نادرة على مستوى العالم، وهي رياضة القفز فوق الجمال، المتمثلة في القفز على سلسلة من الجمال والتي يصل عددها 7 جمال. وهي رياضة شعبية وقديمة لدى الزرانيق، كانت تُمارس في المناسبات الدينية مثل الاحتفال بالمولد النبوي و"الشعبانية" (15 شعبان) والإسراء والمعراج وعيدي الأضحى والفطر وزيارة أولياء الله الصالحين وفي الأعراس والانتصارات أيضًا.

كانت رياضة القفز فوق الجمال تمارس في المناسبات الدينية والأعراس والانتصارات

ولا يستطيع ممارسة هذه الرياضة من الزرانيق إلا الشباب ذوي البنية الجسدية القوية، وقد عجز شباب الزرانيق خلال السنوات الأخيرة عن تحطيم أرقام قياسية جديدة أو حتى تحقيق ما وصل إليه أجدادهم. يقول علي المساوي، إعلامي ومختص في شؤون هذه الرياضة، لـ"ألترا صوت": "منذ سنوات لم يستطع الشباب القفز فوق أكثر من 5 جمال رغم أن أسلافهم قفزوا من فوق سبعة، وكان آخرهم حميد الزرنوقي الملقب بـ"الأبرش" والذي تمكن من القفز من على 7 جمال في مهرجان الحسينية للفروسية والهجن عام 2007.

اقرأ/ي أيضًا: البرع.. رقصة الحرب اليمانية

ويرجع المساوي سبب ذلك إلى أن "هذه الرياضة تحتاج ميزانية مالية مهمة حتى يتمكن اللاعب من التفرغ التام للتمارين والاعتناء بنفسه صحيًا ومعنويًا". ويضيف: "انعكس تدهور الأوضاع المعيشية في السنوات الأخيرة وغياب الرعاية الحكومية للاعبين سلبًا على معنوياتهم وساهم في تدهور مستواهم".

في هذا الإطار، يقول إبراهيم دبيش، أحد الشباب الممارسين لرياضة القفز فوق الجمال لـ"ألترا صوت": "أستطيع القفز من فوق 5 جمال منذ أكثر من عامين وبعد تمارين مكثفة، كان بإمكاني تجاوز هذا الحاجز لو توفر الدعم المادي وغيابه يحول دون تفرغي التام للاهتمام بالتمارين اليومية. نحن نكتسب هذه الرياضة من آبائنا وأجدادنا وسوف ننقلها لأبنائنا". ويذكر دبيش أنه "لا يتناول إلا غذاءً خاصًا، كل مكوّناته طبيعية ومنها ذرة الدخن، السمن البلدي، اللحم البلدي وحليب الإبل"، مؤكدًا أن الرياضة تتطلب أن "يحرص على رشاقة جسده وصحة بنيته". ويطالب المحترفون في رياضة القفز فوق الجمال أن تعترف وزارة الشباب والرياضة اليمنية برياضتهم لكي يتمكنوا من الحصول على دعم مادي ومعنوي رسمي كبقية الألعاب الرياضية.

يتحدث محمد عبد الله، أحد أبناء قبيلة الزرانيق وهو مدرب في رياضة القفز فوق الجمال، لـ"ألترا صوت": "كنت لاعبًا لأكثر من 17 عامًا ونجحت في القفز فوق 7 جمال ثم اعتزلت في أواخر عام 2001 وأصبحت مدربًا. معظم الأشخاص الذين حطموا أرقامًا قياسية في تاريخ اللعبة يعتزلون من بعد ثم ينتقلون إلى التدريب بدون مقابل مادي وإنما حبًا في اللعبة ووفاء لمشجعيها وحرصًا على استمرارها".

يؤثر غياب الرعاية الحكومية للاعبي القفز فوق الجمال سلبًا على معنوياتهم ويساهم في تدهور مستواهم خلال السنوات الأخيرة

يضيف محمد: "تحتاج هذه الرياضة إلى قوة بدنية وجهد وتمارين مكثفة. يبدأ اللاعب تدريباته، من سن 10 سنوات، وذلك بالقفز فوق عصا يمسك شخصان بطرفيها ويرفعانها تدريجيًا إلى أن تصل إلى مستوى ارتفاع الجمل، ثم يتخلص اللاعب من العصا ويبدأ بالقفز فوق جمل، وإذا نجح في الاختبار تتم إضافة جمال أخرى تدريجيًا. وترتبط هذه الرياضة بتقاليد قبيلة الزرانيق، وهي قبيلة عرفت بالشدة والقتال، وبذلك نشأت الرياضة من المجال القتالي الذي تميّزت به هذه القبيلة وارتبطت بالجمل وهو رمز لصحراء التهامة، موطن الزرانيق.

اقرأ/ي أيضًا: جيش اليمن.. وليمة القاعدة والحوثيين