22-فبراير-2024
الشاعر التشيلي بابلو نيرودا

(Getty) الشاعر التشيلي بابلو نيرودا

في خطوة أعادت الجدل حول ظروف وفاته إلى بداياته، قررت السلطات القضائية التشيلية إعادة فتح التحقيق في ملابسات وفاة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا (1904 - 1973).

واتخذت إحدى دوائر محكمة الاستئناف في العاصمة التشيلية سانتياغو، بالإجماع، قبل يوم أمس الثلاثاء، قرارًا بإعادة فتح التحقيق في ظروف وفاة الشاعر الحائز على "نوبل للآداب"، الذي دارت حول وفاته شائعات وشكوك كثيرة خلال العقد الفائت.  

ويسعى القضاة الذين اتخدوا قرار إعادة فتح التحقيق إلى تحديد ما إذا كان قد توفي لأسباب طبيعية، أو بسبب سرطان البروستات، أو مات مسمومًا في حادثة مدبّرة، سيما أنه توفي بعد 12 يومًا من انقلاب أوغستو بينوشيه على الرئيس الاشتراكي سلفادور الليندي الذي كان نيرودا من مؤيديه. 

فُتح التحقيق حول ظروف وفاة نيرودا، لأول مرة، قبل 13 عامًا على خلفية تصريح سائقه السابق بأنه قُتل بحقنة سامة

وأمر القضاة، مارتيزا فيلاندانغوس وإلسا بارينتوس وخورخي غوميز، بتنفيذ 7 إجراءات "يمكن أن تساهم في توضيح الحقائق"، ومن بينها: فحص خطي لشهادة وفاة نيرودا، ومراجعة استنتاجات فريق الخبراء من جامعتي ماكماستر وكوبنهاجن الذين شاركوا في القضية، إضافةً إلى استجواب الطبيب وضابط الجيش المتقاعد إدواردو أرياغادا ريرين، الذي أدين في عام 2021 بقتل مذيع الراديو والمتعاطف مع الشيوعية أرشيفالدو موراليس، عبر حقنه بمادة ديبيريدامول التي تسبب نوبة قلبية. 

كما أمرت المحكمة كذلك باستجواب بيتر كورنبلوه، وهو أحد العاملين في أرشيف الأمن القومي الأمريكي الذي تولى تحليل الوثائق التي رفعت عنها السرية بشأن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الإطاحة بالرئيس التشيلي المنتخب سلفادور الليندي ودعمها لنظام الدكتاتور أوغستو بينوشيه.

ويأتي القرار بعد نحو 5 أشهر على إغلاق القضية التي فُتحت عام 2011 بعد إعلان سائق نيرودا السابق، مانويل أرايا، في حوار مع مجلة "بروسيسو" المكسيكية، أنه قُتل بحقنة سامة في عيادة سانتا ماريا في بلدية بروفيدنسيا بالعاصمة التشيلية.

وفي العام نفسه، قدّم الحزب الشيوعي التشيلي الذي كان نيرودا ناشطًا فيه، شكوى أدت إلى تحقيق مفتوح حول ظروف وفاته استمر 13 عامًا. وشهدت القضية مشاركة 3 فرق علمية توصلت إلى استنتاجات متباينة، إذ أكد خبراء الطب الشرعي من الخدمة الطبية القانونية التشيلية، في عام 2013، أن سبب وفاة نيرودا هو السرطان.

وعثر الفريق الثاني الذي يتألف من خبراء دوليين، في عام 2017، على مادة سامة هي كلوستريديوم بوتولينوم، على ضرس الشاعر، لكنهم لم يحددوا كيفية وصولها إلى هناك. كما شكك المتخصصون في شهادة الوفاة التي تُشير إلى أن سببها هو "الدنف"، الذي يؤدي إلى خسارة كبيرة في الوزن، لكن اختبار حزامه أظهر أن العلامة التي ربطه بها تتوافق مع شخص يزن حوالي 90 كيلوغرامًا، ما يثبت عدم صحة الشهادة.

وفي شباط/فبراير 2023، توصلت لجنة ثالثة من الخبراء إلى أن سلالة كلوستريديوم بوتولينوم التي عُثر عليها في جسد نيرودا، هي الأكثر فتكًا من نوعها، وقد كانت داخل جسده قبل وفاته. لكنهم، مع ذلك، لم يثبتوا ما إذا كان قد قُتل عبر تسميمه.