27-ديسمبر-2020

مخيم المنية (التلفزيون العربي)

أقدم شبّان لبنانيون على إحراق عشرات الخيم التي يتّخذ منها لاجئون سوريون مأوىّ لهم في أحد المخيمات المتواجدة في منطقة المنية في شمال لبنان. وبحسب مصادر متقاطعة، فإن العملية الانتقامية هذه أتت على خلفية إشكال بين لاجئ سوري يقطن في المخيم، ومواطن لبناني من المنطقة من عائلة المير.

أقدم شبّان لبنانيون على إحراق عشرات الخيم التي يتّخذ منها لاجئون سوريون مأوىّ لهم في أحد المخيمات المتواجدة في منطقة المنية في شمال لبنان

وعلى إثر انتشار الخبر اشتعلت وسائل التواصل في لبنان، وأعلن القسم الأكبر من الناشطين اللبنانيين تضامنه التام مع اللاجئين السوريين في مخيم المنية وفي أي مكان آخر من لبنان. وعلى الفور، نظمّ شبان لبنانيون حملات لتأمين سكن بديل مؤقت لعشرات العائلات التي وجدت نفسها بلا مأوى بشكل مفاجئ. مع العلم أن اللاجئين يعيشون ظروفًا معيشية خانقة، في ظل الحالة الاجتماعية الكارثية التي تشهدها المخيمات، خاصة في فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة، مع عدم قدرة معظم الأهالي هناك على تأمين وسائل التدفئة من محروقات وملابس وبطّانيات.

اقرأ/ي أيضًا: جريدة النهار اللبنانية.. لا حياد عن العنصرية!

وتحوّل وسم #المنيه إلى الترند رقم واحد في لبنان في اليومين الأخيرين. واتخذت النقاشات والمشاحنات بين الناشطين أبعادًا طائفية وعنصرية. وفيما رفض القسم الأكبر من اللبنانيين الاعتداء على المخيم، ورأوا فيه تصرفًا فاشيًا وانتقامًا جماعيًا من لاجئين عزل يرزحون تحت ظروف معيشية قاسية، خرجت أصوات قليلة تبرّر ما حصل، وتدافع عن الهجوم على المخيم، وترى فيه ردّة فعل مبررة على ما أسموه تجاوزات يقوم بها اللاجئون. فيما دعا البعض منهم اللاجئين للعودة إلى بلادهم، بحجة أن الأمن والاستقرار عادا إليها. حجّة تدحضها ممارسات النظام السوري في حق اللاجئين الذي عادوا إلى سوريا في السنوات الأخيرة.

الناشط أنس صباغ نشر على تويتر صورتين من المخيم بعد حرقه، ووصف ما جرى بالجريمة الإنسانية. من جهته، رأى أحد المغردين أن توقيت الجريمة مشبوه، وأن الهدف منها هو الضغط على اللاجئين للعودة إلى سوريا بشروط بشار الأسد، بعد فشل مؤتمر اللاجئين الأخير الذي رعته الدول الداعمة للأسد. وقد اعتذر عدد من الناشطين اللبنانيين مِن مَن أسموهم الأخوة السوريين، وأكّدوا بأن "الهمجية التي شهدها المخيم"، لا تشبه طبيعة الشعب اللبناني الذي يفتح بيوته للاجئين.

الإعلامية ديما صادق اعتبرت من خلال حسابها على تويتر، أن الاستقواء على الضعفاء لا يمت للوطنية بصلة، بل هي عنصرية، فاشية وشوفينية، وحقارة إنسانية بأدنى مستوياتها. وأكدّت وقوفها مع الضغفاء دائمًا في وجه من يستقوي عليهم. أما نورا تركماني، الناشطة من منطقة المنية، فقد أكدت أن أهالي المنطقة يستنكرون الفعل الإجرامي الذي قام به عدد من الشبان في وجه اللاجئين السوريين، وأن أهالي المنطقة يعملون على معالجة الآثار السلبية للحادثة.

وأوردت قناة lbc لاحقًا، أن الجيش اللبناني أوقف شخصًا من آل المير، بتهمة اشتراكه في الهجوم وإحراق المخيم، في منطقة جب جنين في البقاع الغربي. مع العلم أن مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان أدان الاعتداء، كذلك فعل عدد من الشخصيات الدينية والسياسية.

الاعتداء على مخيم المنية ليس الأول من نوعه في لبنان، حيث تعرّضت مخيمات اللاجئين السوريين لعمليات انتقامية أكثر من مرة، ولأسباب مختلفة، دفع ثمنها في الغالب أناس عزل 

وتجدر الإشارة إلى أن الاعتداء على مخيم المنية ليس الأول من نوعه في لبنان، حيث تعرّضت مخيمات اللاجئين السوريين لعمليات انتقامية أكثر من مرة، ولأسباب مختلفة، دفع ثمنها في الغالب أناس عزل لا حول لهم ولا قوة. وآخر هذه الاعتداءات كانت في مدينة بشري البقاعية، حيث هجم مئات الشبان من المدينة على مخيم لللاجئين السوريين على تخومها، وقاموا بطرد قاطنيه وحرق خيمهم وممتلكاتهم، على إثر خلاف بين لاجئ سوري ومواطن من بشري، انتهى بإطلاق الأول النار على الثاني ما تسبب في مقتله وفي تفجير الوضع.

 

اقرأ/ي أيضًا: