04-مايو-2016

حالة طلاق كل 6 دقائق في مصر(جون مور/Getty)

الطلاق في مصر، أرقام مرعبة وظاهرة آخذة في الانتشار بشكل غير مسبوق، وتنتشر خاصة بين الشباب في سن صغيرة نسبيًا. حالة طلاق كل 6 دقائق، وبذلك تكون مصر الأولى عالميًا في حالات الطلاق حسب الإحصائية التي أجراها "مركز معلومات دعم اتخاذ القرار"، الذي يتبع مجلس الوزراء، حيث ارتفعت نسبة حالات الطلاق من 7% لتصل إلى نسبة 40% في الخمسين عامًا الأخيرة فقط.

مصر الأولى عالميًا في حالات الطلاق حسب الإحصائية التي أجراها "مركز معلومات دعم اتخاذ القرار"

عن أسباب ارتفاع نسب الطلاق، ترى بلقيس محمد علي، الأخصائية في التأهيل النفسي، أن "الرجل في المجتمع المصري يخاف المرأة القوية ومن جهة أخرى الاختلافات الطبقية في المجتمع المصري جعلت من الطبقات في المجتمع الواحد جزرًا متباعدة وأنماط الحياة مختلفة جدًا وانعاكساتها على تصرفات الناس وسلوكياتهم كبيرة ومتشعبة". بالإضافة إلى كل ذلك، هناك إشكالية في القيم المرتبطة بالزواج خصوصًا وفي المجتمع الشرقي عمومًا، ومنها اعتماد الرجل على منطلقات ذكورية في علاقته بالمرأة كأن ينفق الرجل على زوجته من منطلق كونه رجلًا في المقام الأول وليس لاعتبارات أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: 7 نصائح للمرأة لإعادة الانطلاق بعد الطلاق

ارتباط الزواج بسن معين في مصر وخصوصًا بالنسبة للمرأة، يعتبر من الأمور التي عقدت عملية الزواج وجعلت المرأة تجد المبررات لمزيد من التنازل في معايير اختيار الزوج المناسب وبالتالي تتسرع وهو ما لا يفضي إلى علاقة غير مستقرة.

سجلت الإحصاءات في العام الماضي 172 ألف حالة طلاق، 14% منها لم يستمر الزواج فيها أكثر من عام و36% استمر فيها الزواج بين عام أو عامين على الأكثر و18% طالت فيها العلاقة الزوجية حتى أربع سنوات و19% كانت حالات زواج استمر حتى 10 سنوات. وفي عام 2015، سجلت إحصاءات تخص "إعلانات حالات الطلاق" وقدرت بخمسين ألف حالة طلاق في المحاكم في عام واحد، وهي ما يسمى بحالات الإشهار بلغة المحاكم.

حالة طلاق كل 6 دقائق في مصر

ولا يمكن أن تكون الأوضاع السياسية والاقتصادية بمعزل عن حياة الناس ولعل الزواج والطلاق من أهم الظواهر الاجتماعية ارتباطًا بمجريات الأحداث العامة. بعد الثورة المصرية، في الخامس والعشرين من يناير 2011، توقفت عديد القطاعات عن العمل تمامًا مثل اعتلال السياحة في مصر وإغلاق الآلاف من المصانع وهروب عديد المستثمرين، وخلق كل ذلك شريحة واسعة من الشباب الذين فقدوا أعمالهم (تشير إحصاءات حديثة إلى أن نسبة البطالة ارتفعت في الثلاث سنوات الأخيرة لتصل إلى 22%)، وهي نسبة ليست هينة، وذلك ما سبب عددًا من المشاكل أثرت بدورها على الاستقرار الأسري، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالأهل من الطرفين وسوء الاختيار.

اقرأ/ي أيضًا: 11 سؤالاً يجب أن تطرحيه قبل زفافك!

نشرت "بوابة الوفد" الإلكترونية، منذ عدة أيام، رصدها لوسم على تويتر وهو #أسباب_الطلاق وقد تصدرت النساء التعليقات على هذا الوسم، من خلال موضوع تخلي الرجل عن دوره في الإنفاق على الأسرة، فقالت إحداهن: "النفقة من أسس الزواج، فعندما تصبح المرأة المُعيل للأسرة والمربي والأب والمعلم فيصبح من السهل الاستغناء عن الرجل"، وحسب آخر الإحصاءات فإن نسبة المرأة المعيلة في مصر قد بلغت 35% حسب المجلس القومي للمرأة.

على نفس الوسم، أعزى آخرون الأسباب إلى الصور الذهنية التي بات الشباب يحملونها عن الزواج في أوساطهم وتركيز الطرفين على المواصفات الإيجابية دون التعرض للعيوب وكيفية التعامل معها. الباقون تحدثوا عن أسباب مختلفة مثل تدخل الأهل والبخل والخيانة والغيرة وغيرها من الأسباب، كما تطل السياسة فتجعل من البيوت مسرحًا للخلافات السياسية التي قد تؤدي في النهاية إلى الفراق بين الزوجين.

اقرأ/ي أيضًا:

8 عادات سيئة تقتل الزواج

5 سلبيات للعمل مع شريك حياتك وسبل مواجهتها