20-مارس-2021

تظاهرة في إقليم شينجيانغ (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

بخصوص أحد فصول معاناة أقلية الإيغور في الصين نشرت منظمة العفو الدولية - أمنستي، تقريرًا على صفحتها على الإنترنت، تحدثت فيه عن المعاناة المستمرة التي يعيشها عدد من الآباء الإيغور الذين يدرسون أو يعملون خارج الصين، بسبب عدم تمكنهم من التواصل مع أطفالهم وعائلاتهم في إقليم شينجيانغ منذ أكثر من أربعة سنوات، بعد الحملة القمعية التي قامت بها القوات الصينية ضد أقلية الإيغور. وقد ترك آلاف الآباء بلدهم وسافروا إلى مختلف دول العالم بحثًا عن الرزق لتأمين قوت أطفالهم، بعد انهيار الأوضاع الاقتصادية في الإقليم ابتداء من عام 2014. ولم يكن الآباء يعرفون عند رحيلهم أن الصين بصدد القيام بحملة قمع عرقية غير مسبوقة ضد أقلية الإيغور، الأمر سيحرمهم من رؤية أطفالهم أو التواصل معهم لسنوات طويلة، في ظل القيود المشددة على الاتصالات والإنترنت.

تستخدم الصين أسلوب اعتقال وإخفاء أقارب الصحفيين من أقلية الإيغور للضغط عليهم ووقف الحديث عن الانتهاكات الإنسانية في إقليم شينجيانغ 

وقد كان لمنظمة العفو الدولية لقاءات وأحاديث مطولة مع ستة من هؤلاء الآباء، يعيشون في أستراليا، كندا، هولندا، إيطاليا وتركيا. وقد تحدّثوا جميعًا عن توقهم الشديد للمّ الشمل مع أطفالهم المحاصرين في الصين. مع الإشارة إلى أن بكين تنفي حصول أية انتهاكات لحقوق الإنسان في هذا الإقليم، وهي تعتبر أن المعسكرات التي تشغلها هناك، والإجراءات الصارمة التي تقيد حرية المواطنين، هدفها منع التطرّف الديني والإرهاب.

اقرأ/ي أيضًا: التقرير السنوي لمؤشر السعادة: فنلندا الأولى وأفغانستان الأخيرة

بينما  التقت شبكة سي إن إن الأمريكية بعائلة ماموتجان عبد الرحيم التي تفرّق شملها منذ عام 2015 بسبب الحملات القمعية في الإقليم. زوجة ماموتجان وأولاده الثلاثة سافروا من ماليزيا إلى إقليم شينجيانج، للحصول على جوازات السفر، لكنهم علقوا جميعهم هناك بعد بدء حملات القمع، ويقول الأب أنه لم يرَ أفراد عائلته منذ ذلك التاريخ. فيما نقلت سي إن إن عن مصادر خاصة، تقديرها بأن عدد مسلمي الإيغور المحاصرين في الإقليم  داخل معسكرات كبيرة في أنحاء شينجيانج يفوق المليوني شخص.

وفي الوقت الذي يأمل فيه الآباء والأبناء الالتقاء قريبًا، لا يشاركهم الباحث في الشؤون الصينية في منظمة العفو الدولية ألكان أكاد تفاؤلهم. فبحسب موقع قناة الجزيرة الإنجليزية، فإنّ حملة الاعتقالات التي شنّتها بكين مؤخرًا، أخذت هذه العائلات إلى وضع مستحيل. وقال أكاد إن مأساة الانفصال الأسري في شينجيانغ، تكشف عن الوحشية الصينية في حملتها للسيطرة على الإيغور، والأقليات الأخرى، ومحاولة تغيير عقائدهم ومعتقداتهم الدينية تحت حجة "مكافحة الإرهاب". وقال إنه يجب على الصين إنهاء الإجراءات التي تقيّد حقوق جميع الأقليات المسلمة فيها، فيما يخصّ مغادرة البلاد والعودة إليها بحرية. ودعا إلى إغلاق جميع معسكرات "إعادة التثقيف"، والإفراج عن جميع المعتقلين فورًا بدون قيد أو شرط. 

وبخصوص انتهاك إنساني آخر للعلاقات الأسرية واستغلالها للضغط على المعارضين في شينجيانغ، ذكر موقع إذاعة صوت أمريكا، أن الصين تستخدم أفراد العائلات للضغط على الصحفيين من أقلية الأيغور. ونقلت الإذاعة الأمريكية عن مسؤولين في شينجيانغ تأكيدهم أن السلطات الصينية احتجزت شقيقي صحفي يعمل في إذاعة آسيا الحرة RFA يدعى إيسيت سليمان منذ عام  2018. ولم يتم الكشف عن مصير الشقيقين إلا مطلع شهر آذار/ مارس الجاري، حيث حصلت إذاعة آسيا الحرة على تأكيدات في هذا المجال بعد لقاءات مع مسؤولين محليين. وقد رفضت الشرطة الصينية والمسؤولون الحكوميون التعليق أو الكشف عن مكان احتجازهما، باعتبار أن هذه أسرار دولة. ويُعتقد أن خمسة من أقارب سليمان محتجزون اليوم في معسكرات إعادة التثقيف الجماعية، كمحاولة للضغط على سليمان، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف تغطيته لانتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ بحسب اعتقاد سليمان نفسه. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأمم المتحدة: الدول الأكثر فقرًا ستدفع الثمن الأكبر لجائحة كوفيد-19

روسيا تهدد بحظر منصة تويتر خلال شهر وتطلب حذف أكثر من 28 ألف مادة