20-مارس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تسبب انتشار فيروس كورونا وما تبعه من إجراءات حجر وإغلاق وتغيرات اقتصادية واجتماعية بالخوف والقلق والوحدة، بالتوازي مع العزل وظروف المرض والموت، لكن تقرير عام 2021 عن السعادة في جميع أنحاء العالم توصل إلى أنه بينما تغيرت المشاعر مع ظهور الوباء، كان الرضا عن الحياة على المدى الطويل أقل تأثرًا. ففي عام 2012 أطلقت الأمم المتحدة تعريفها لمفهوم السعادة بـمدى رضا الشخص عن حياته، ووضعت مؤشرًا سنويًا من 6 عناصر لقياسها، وحثت الحكومات على "إعطاء أهمية أكبر للسعادة والرفاهية في تحديد كيفية تحقيق وقياس التنمية الاجتماعية والاقتصادية".

شمل استطلاع مؤشر السعادة فلسطين، وأورد النتائج لتكون إسرائيل في المرتبة 12، في حين جاءت "الأراضي الفلسطينية" في المرتبة 125

ويصنف التقرير السنوي الذي أصدرته شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، 149 دولة بناء على الناتج المحلي الإجمالي للفرد، ومتوسط ​​العمر المتوقع الصحي وآراء الناس في حياتهم مستوى الرضا عنها. وتقوم الاستطلاعات المستخدمة في التقرير بالطلب من المستجيبين الإجابة على مقياس واحد من عشرة، عن مقدار الدعم الاجتماعي الذي يشعرون به إذا حدث مكروه ما، وكذلك حريتهم في اتخاذ خيارات حياتهم الخاصة، وأيضًا إحساسهم بمدى فساد مجتمعهم. وهذا هو التقرير التاسع الذي تم إصداره منذ بدء المشروع. وقد احتلت الدول الأوروبية تسعة من المراكز العشرة الأولى في قائمة أسعد الأماكن في العالم، إلى جانب نيوزيلندا.

اقرأ/ي أيضًا: الأمم المتحدة: الدول الأكثر فقرًا ستدفع الثمن الأكبر لجائحة كوفيد-19

أما الدول الأوروبية الـ10 الأولى فهي فنلندا والدنمارك وسويسرا وأيسلندا وهولندا والنرويج والسويد ولوكسمبورغ ونيوزيلندا والنمسا، وكانت السنة الرابعة على التوالي التي احتلت فيها فنلندا الصدارة، بينما جاءت أفغانستان في المرتبة 149 عالميًا متذيلة القائمة.

ومن بين الدول العربية مثلًا، جاءت اليمن في المرتبة 141، بينما حلت لبنان في المرتبة 123، والأردن 127، العراق 111، فيما احتلت مصر المرتبة 132. ويشار إلى أن الاستطلاع شمل فلسطين، وأورد النتائج لتكون إسرائيل في المرتبة 12، في حين جاءت "الأراضي الفلسطينية" في المرتبة 125.

تعقيبًا على نتائج التقرير قال الخبير الاقتصادي بجامعة كولومبيا، جيفري ساكس، وهو أحد المؤلفين المشاركين في إعداد التقرير السنوي حول السعادة "عندما ننظر بطريقة بعيدة المدى سنجد أن الناس كانوا أكثر مقاومة في عام 2020"، وأضاف "نجد عامًا بعد عام أن الرضا عن الحياة متقدم في الديمقراطيات الاجتماعية في شمال أوروبا لذا فإن معدل الثقة مرتفع، ويشعر الناس بالأمان في تلك البلدان". وأشار ساكس إلى أن مواطني هذه الدول "ينظرون إلى حكوماتهم على أنها تتمتع بالمصداقية والصدق والثقة متبادلة بين المواطنين وحكوماتهم". وبحسب ساكس فقد تم طرح نوعين من الأسئلة على المستجيبين، أحدهما يتعلق بالحياة بشكل عام، وتقييم الحياة، والسؤال هو "كيف تسير حياتك؟" أما النوع الثاني فيتعلق "بالمزاج والعواطف والتوتر والقلق". وتابع ساكس بالقول "بالطبع، ما زلنا في وسط أزمة عميقة. لكن الردود حول تقييم الحياة على المدى الطويل لم تتغير بشكل حاسم، على الرغم من أن الاضطراب في حياتنا كان عميقًا للغاية".

بينما تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى المرتبة 19 بعد أن كانت في المرتبة 18 كما جاء في تقرير السعادة السنوي لهذا العام. يقول خبراء السعادة أن القضايا التي تؤثر على رفاهية الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية تشمل التوترات العرقية وتفاوت الدخل المتزايد وعدم المساواة وانقسام السكان بشكل حاد بين طبقات غنية وفقيرة. 

وفي تصريحات صحفية قالت الخبيرة في معهد بروكينغز، كارول غراهام، "فيما يتعلق بالسبب الذي يجعل الولايات المتحدة تحتل مرتبة أقل بكثير من الدول الأخرى المماثلة أو الأقل ثراء، فإن الإجابة واضحة"، وأضافت  أن "لدى الولايات المتحدة فجوات أكبر في تصنيفات السعادة بين الأغنياء والفقراء مقارنة بمعظم البلدان الغنية الأخرى".

وقد يكون النجاح النسبي لفنلندا في الحد من انتشار فيروس كورونا قد ساهم في شعور الثقة الذي يتمتع به مواطني هذا البلد إزاء حكومتهم، خاصة وأن الحكومة اتخذت تدابير سريعة ومكثفة لوقف انتشار الفيروس ولديها أحد أدنى معدلات الوفيات في أوروبا. بهذا الخصوص قال الكاتب آنو بارتانين، نقلًا عن الأسوشيتد برس "طبعًا المواطنين في فنلندا يعانون، لكنهم أيضًا محظوظون لأن المجتمع داعم لنظام يعمل من أجل الحد من هذه الأنواع من الصدمات". فيما تواصل فنلندا تقدمها في "المجالات الستة للرضا عن الحياة" التي حددها مؤشر السعادة العالمي وهي: نصيب الفرد من الناتج المحلي، وشبكات الدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر المتوقع للفرد (81 سنة)، وحرية اتخاذ القرارات في الحياة في مجال الحريات الشخصية والحقوق المدنية، وغياب الفساد، والكرم والحرص على المنفعة العامة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

روسيا تهدد بحظر منصة تويتر خلال شهر وتطلب حذف أكثر من 28 ألف مادة

مبعوثة المملكة المتحدة الخاصة لتعليم الفتيات تحذر من نتائج كوفيد-19