25-فبراير-2018

إبراهيم الحسون/ سوريا

الحياة تركب دراجة هوائية

لحظة يخبرك طبيبك

أنّك بدأت تخسر ذاكرتك

وأنَّ كلّ شيء فيها أصبح عُرّضة للتلف

تمرّ الأشياء أمامك بسرعة

كما لو كنت ذاهبًا إلى نهايتك

تلح باجترار كلّ كلمة تَعبُر قلبك

تجتر المكان

تجتر الزمان

والأسماء كلّها

تتجاوزك كلّ الوجوه الّتي عرفتها

تنتابك رغبة بأن تلتهم ملامح إخوتك

تتشرّب الانكماش المحبّب

في وجه أمك

تزيد من سرعتك لتتمكن من اللّحاق بصوت حبيبك

في داخلك

وتحنّط ضحكات الأصدقاء على أشياء غاية في السخف

توّد لو تصبح اللّه في هذه اللحظة

تكبر كثيرًا

تعلو

وتتذكر كلّ البشر.

*

 

علّمتني الحرب

أن أتوجس من كلّ شيء

ألا آمن للفرح المباغت

وللودّ المباغت

أخشى الأشياء التي تأتي دون عناء

والحبّ الذي يبدو سهلًا للغاية

علّمتني الحرب كيف أمرر الوقت

بين الخوف وظلاله

كيف أشك بكلّ النوايا

علّمتني أن أتلفت كثيرًا

حتى عند خلو الطرقات

علّمتني أيضًا

أن أظهر للجميع ككائن طبيعي

 لكنّه يهب حياته

كلّ حياته للأقدار الشريرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قبل العاصفة الشمسية

ثلاث محطّات من ذاكرتي الجامعية