09-يوليو-2018

تمثال لـ جوزيه ساراماغو

بماذا فكّر ساراماغو؟

بماذا فكّر ساراماغو، لــمّا صنع من رماده سمادًا لزيتونة يافعة؟ ربّما فكّر في نشر البصيرة للعالمين. قد يصير هامشًا في علبة سردين، ويباع بعد انتهاء صلوحيّته في أسواقنا. هل فكّر في حياء تلك الورود منتشية من خطوات العابرين؟ هل يعلم أنّ دخان حريقه قد ساهم في ثقب طبقة الأوزون، وانكشاف عوراتنا أمام الشمس. ماذا لو فكّر في رحيق تلك الزهور، واقتناص الفراشات الهاربة من قايين.

بماذا فكّر ساراماغو؟ هل اقتنع أنّ الروح تحترق أيضًا وأنّ سمادها ملح. يغذّي احتراق اليسار اليمين، ولا شيء يحترق لأجل اليسار. تغافل عن الخضوع لحتميّة الظهور واحدًا من تماثيل كتّاب لشبونة، المنتصبة مثل منارات. اختار التلاشي مثل عطر والخلود الأبديّ كآلهة. ساراماغو؛ سقطت تماثيلنا وعدنا إلى عصر ما قبل الحجر. نحن من فقعنا عين شاعركم كامويش!

بماذا فكّر ساراماغو؟ بمداعبة الحياة أم بحياة الدعابة. حياتنا أدقّ من إبرة وأقسى من قلب مشمشة. ماذا قصد عندما وهب ترابه للتراب وروحه للمجهول. أجبرنا على احترام الرماد. كتابة على ورق الكيان بحبر المصير. هل فكّر بالشيوعيّة في سكرتها الأخيرة؟ هل فكّر في من يحبُّ؟ أنّ كلمة  "حبّ" زئبقيّة التكوين.

بماذا فكّر ساراماغو؟ هل خمّن أنّ صناعة الأقفال مثل صناعة الأموات عندنا؟ لا تساوي كلّ زياتيننا مفتاحًا. ولم يعد فعل الحرق قادرًا على استمالة شهواتنا. لماذا فكّر بعقل نيرون ولم يفكّر بقلب أوكتاڤيا؟

إنّنا نحترق ساراماغو؛ لا حريق يطفئنا وانفجرت المياه في وجوهنا.

 

عزلة

للعزلة مباهجها؛ ترقص على إيقاع أغنية من بورتوريكو عنوانها "رُويدَكَDESPACITO ". تَفلتُ منك رحلة طائرة إلى جهنّم، ثمّ تبتاع تذكرة أخرى جبرا للضرر.

للعزلة مباهجها؛ ترفض إغراء عاهرة متعلّلًا بأنّ الڤياغرا ورَّدها عضوٌ بالبرلمان. تَعِبُّ ما استطعتَ من الفردوس دون أن تسكر.

للعزلة مباهجها؛ تخطُّ قصيدة غزل إلى حبيبة لن تفهم مجازاتها. وتؤول عنكبوتا ناصبا فخاخك للبلاغة الطائرة.

للعزلة مباهجها؛ تفكّر بالعيد دون أن تكون -أنت- الأضحية، وتصلّي صلاته وسط المقبرة. تقبعُ وسط كلّ مجونك، ويمنعك الحياء من الخروج من نفسك.

للعزلة مباهجها؛ يعتمر عقلُ كارل ماركس -داخل رأسك- عمامةً لابن تيميّة. تُشَيْطِنُ عواطفك دون خوف من رجم الحُجَّاج.

 

العزلة، طيران بلا أجنحة.

البهجة؛ أوهن من بيت عنكبوت وأقسى من ألماسة.  

 

مسامير

  • نصيحة إلى شعراء العالم: لا تكتبوا قصائد عن النساء. قد يختفين، وتبقى القصائد بروحهنّ مسامير في الأعناق.

 

تنامُ... لا أنامُ

يشتدّ بي ألم خفيّ،  وحيٌ ثقيلٌ، اندفع إعصارًا من أهدابها.

*

 

أطيرُ... لا تطيرُ

السماءُ، ليست مجبرة على الطيران.

*

 

بعينين مفتوحتين، لا أراني. بعينيها المغمضتين تفتحني على مصراعيَّ، "ادخليه بسلام آمنة".

*

 

تُلهمني... لن أكتبها

يكتبني ذلك الحبر الصينيُّ المندلق على كتفيها، يأسي يَبْيَضُّ.

*

 

قلبي جسدٌ واحدٌ، ممدّد قرب جسدين، جسدها وشعرها

في كوْنها، أتضائلُ، يتعاظمُ المعنى.

*

 

BING BANG

انفجر المجاز.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الرّقص بساقٍ مبتورة

وأخبرني بأن الحُب نورٌ