24-يوليو-2015

كاظم ياسر / العراق

الليل الثعلب 

متقفياً رائحة النار، حين تغيب الشمس، أركضُ خلفها: 
يا جدتي، 
يا فأرتي، 
يا حارسة المرمى لا تغيبي، 
ستأكلني الشجرةُ في الشارع وسترمي للكلب عظامي. 
وستضربني أمي لأني لطختُ ثيابي بالطين وبالشوك. 
وفي فراشي، 
وأنا نائم، 
سيمص الثعلبُ - لا يتعب من زيارتي كل ليلة- حمامتي 
فأبول عليَّ. 

وحين يوقظنا الديك، 
في الصباح، 
سأبكي من الرطوبة والرائحة العفنة، 
فيزفني إخوتي إلى المدرسة: 
"دمّع دمّع دمّع بدّو كلسون مشمع ، 
عيّط عيّط عيّط بدّو كلسون مخيط".

متقفياً رائحة النار، حين تغيب الشمس، أركضُ خلفها: 
امسكي بيدي، 
وخذيني إلى بيتك، 
أمشط لك شعرك 
كل عمري.

شجرة 

بيتُك هو أنت 
والمنفى أنت 

*

والبندقية 
لولاك ما كانتْ بندقية 
كان يمكنُ لاسمِها أن يكون 
عصا 
أو حمّالة قطن 
أو عودَ قصب
يفتحُ الغجرُ به ليلَهم قربَ نخلِ البحيرة 
أو يمصّوا سكّره

والسماءُ لولاك ما كانت
مقبرة

*

بيتُك هو أنت 

والعتبةُ أنت

لا منفى غيرُ حصانِك تُسرجهُ إن رجَّ الطقسُ سريرَك 

والطقسُ 
أنت الطقس 

إن تمطَّ لسانَك يُغرقِ الصحراءَ لعابُك
أو تنتحبْ على الزرافاتِ 
يستحمَّ الإلهُ بنورِك
أو تغلقِ "الكونديشن"
يتجمّدْ دمُ الأكاسيا 
في عروقِ الزجاج 

*

بيتُك هو أنت

والشجرةُ 
بيتُ الشجرة 

برزخ

بين حربٍ وحرب
نلعبُ الشطرنجَ سريعاً
في غفلةٍ من القلب 

بين قلبٍ وقلب 
يمشي الغزالُ إلى البيت 
في غفلةٍ من الذئب 

بين ذئبٍ وذئب 
تلد أرنبةٌ
"قربَ جحر البنفسج" 
عشرةَ أرانب

طريقُ الأرانبِ طريقُ الثعالب
والدمُ صدفة

الدمُ
خطأٌ في التوقيت

الدمُ
خطأٌ في الذاكرة