03-نوفمبر-2016

بهرم حاجو/ ألمانيا - سوريا

  • إلى سارة

وسط ركام الأحداث المكرورة
أحيانًا تغمرنا صُدفة خضراء
تتعهَّد حياتنا بالدهشة
ولكننا نعلم جيدًا
ضرورة عدم التورّط في إفراط تمنّيها؛
فهي تأتي وحدها
وهنا يكمن الجمال
هذه الموجة المفاجئة اللذيذة،
تَفتُّح إحساسنا الراكد،
الاحتشاد في الموسيقى الخفيفة
للحظات الرابضة في البهجة العمياء،
التواري في الأخضر بعيدًا عن متن المدينة،
المطر الصيفي الذي يقترح علينا
الانتباه للنعيم
والتوقف عن العطاء كذلك.

كلّها أمور لازمة لدرء الضجر
وخلق الانحناءات الحانية
نحن الذين أتعبنا السير في الطرق المستقيمة
مثقلين بعبء كارثة قادمة
موجودة، ومؤكدة.
مُسلِّمين بالندرة النسبية لأسباب بهجتنا
نقول لأنفسنا: لنتدبّر أمرنا بما هو موجود
فيما صوت يركل بداخلنا:
البهجات صغيرة ومؤقتة
والتعلّق بالمطلقات يعوّد الحسرة.
فلنوطّن أنفسنا على القاعدة
ونحتفي جيدًا باستثناءاتها.
لا شيء كامل. لا شيء دائم.
وأعمارنا قصيرة.
*

في نهارٍ صيفي رديء
يُعاندكِ جدول القطارات
ويُلغى تدريبي الأسبوعي؛
فنتمشّى معًا
في شوارع "المعادي"
التي تبدو على وشك النوم دائمًا
ونترك الكلام في أحاديث غديرية 
يغمرنا الأخضر
حين نمصّ "اللوليتا"
ونشرع في دندنة لحنٍ بسيط
متخفّفين من المدينة الوابلة
والسيارات التي تأكل حيّزنا المحتمل
والأعين المشبعة بالاستنكار والغبطة
والبنايات التي تشدو بخرابها.

الحياة جميلة يا صديقتي
فقط لأننا نريدها كذلك.

اقرأ/ي أيضًا:

الموت بأديسون أو بالقنص

كيومِ بلاد لا خَضَارَ في نزهاتِها