14-ديسمبر-2015

من المؤتمر الصحفي لأمير جبهة النصرة أبي محمد الجولاني

الأمير صاحب الأيدي البيضاء في جلسته الإعلامية، مخفي الوجه ومكشوف النوايا، حاضر البديهة في قضايا دولة أهل الشام، المحارب الفذ على كل الجبهات، والذي لا يرى الآن سببًا لمحاربة الإخوة في تنظيم الدولة، أو جماعة الدولة كما يحلو له تسميتهم.

تفيد تصريحات قائد "جبهة النصرة" أن على السوريين أن ينسوا الدولة الديمقراطية الموحدة التي تضم الجميع

في أبسط أحلام السوري بدولة جديدة، غير التي كانت تردد شعار الأمة العربية الواحدة، لم تكن لتحضر صورة الجولاني الأمير زعيمًا وحاميًا للأعراض والثغور، ولم يكن يتخيل في أعظم ما سيحل بالبلاد أن يفرض "جيش الفتح" الذي تقوده النصرة العظيمة اللباس "الغامق" والمستور، فالسوريات قبل عهده كن سافرات يفضحن مفاتنهن في الشوارع، أي عسف هذا الذي لم يكن بالأحلام؟

الأمير المفدى الذي يشرب القهوة، ويستدعي الإعلاميين، و(يطمّشهم) قالوا هذا أم لم يقولوا، ومن ثم يعيدهم إلى أماكنهم بسيارات (مفيّمة)، وينظّر في السياسة أمام إعلاميي الثورة، ولا يتراجع عن مسمياته رغم إصرار هادي العبد الله على انتزاع اعتراف بالجيش الحر وبفك ارتباط النصرة بالقاعدة، لكن الكلمات الثابتة والدعاء بالحفظ والعمر المديد للدكتور الزعيم الإمام أيمن الظواهري، فالنصرة كما يرى الأمير ستصنف إرهابية سواء أعلنت ارتباطها أم لن تعلن.

كل من ذهب إلى الرياض خائن وسيتحالف مع النظام ضد الشعب وثواره، وكل دول العالم كفرة يجب محاربتهم، ولا علاقة له ولجماعته بقطر أو تركيا وإنما تربطه علاقات مع من يرتبطون من بقية الفصائل بتلك الدولتين، وكل الدبابات والأسلحة التي لديه هي غنائم، وإخوة الجهاد في داعش لم يبد ما يدعو لقتالهم حتى الآن، وأما ما يعقد من هدن فهي مؤامرات، وعلى الناس المحاصرين أن يتحملوا الجوع فهم يدفعون الدم.

في الدولة القادمة الرشيدة على السوريات أن يرتدين الجلباب الموحد، وإن جاز لهن التغيير يمكن المفاضلة بين البني والكحلي والأسود، وعلى الرجال أن يطلقوا اللحى ويحفوا الشوارب، والشباب أن يطيلوا لحاهم، ويحفروا الخنادق ويزرعوا العبوات الناسفة، وعلى الصغار أن يتدربوا على حمل السلاح والانضواء في معسكرات الجهاد العالمي لمحاربة غطرسة النصارى ومن والاهم.

بلاد أهل الشام الراشدة لا وجه لها تسفر عنه وتعتز به، ووجهها الحضاري الجميل ذو الـ 7000 عام لم يبلغ بعد طريقه إلى الضوء، وكل تاريخها لا يكفي ليأخذ السوريون المبادرة برسم شكل دولتهم الملونة كأضرحتهم وآثارهم وقباب مساجدهم وصلبان كنائسهم، الرشد يطل فقط من هيبة الإمارة.

بالنتيجة على السوريين أن يتوقعوا الأسوأ، الأمير يسعى إلى حلم سيده الدكتور حفظه الله، وهذا يعني أن عليهم أن ينسوا الدولة الديمقراطية الموحدة التي تضم الجميع، وأن "تورا بورا" جديدة سيعلنها قريبًا ذاك الأمير المأسور بسلطان معلمه الكبير، والغبار الأسود سيخيم على جبال الإمارة، وسيهرع العالم لتنفيذ ضرباته الجوية على سيارات أخيه الجولاني، ومن حوله ممن كانوا يريدون واقعًا غير الذي يدفعهم إليه الحلم بدول الشام الراشدة، التي ستبلغ سن رشدها الديني.

اقرأ/ي أيضًا:

العسّكر تحرّر.. بكاميرا النّصرة

فالس مع الإرهاب