04-يناير-2024
إعداد الوجبات الساخنة في رفح (برنامج الأغذية العالمي)

إعداد الوجبات الساخنة في رفح (برنامج الأغذية العالمي)

لا يزال العاملون في المجال الإنساني يكررون إعرابهم عن مخاوف كبيرة بشأن أوضاع المدنيين في قطاع غزة، لا سيما على صعيد خطر المجاعة، في ظل استمرار الحصار والقصف الإسرائيلي على دير البلح وخان يونس ورفح في جنوبي القطاع.

وسلطت التحذيرات الأخيرة الصادرة عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وبرنامج الأغذية العالمي الضوء على خطر المجاعة والمرض في المناطق المكتظة بالسكان، حيث فر مئات الآلاف من القصف المكثف في شمال ووسط القطاع.

وقال برنامج الأغذية العالمي في منشور على منصة "إكس": "الجميع في غزة جائعون! إن تخطي وجبات الطعام هو القاعدة، وكل يوم يمثل بحثًا يائسًا عن القوت. غالبًا ما يمضي الناس طوال النهار والليل دون تناول الطعام. الكبار يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام".

ووفقًا للأونروا، يبحث الآن أكثر من مليون شخص عن الأمان في مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالفعل، حيث ينام مئات الآلاف في العراء دون الملابس والمواد الكافية للوقاية من البرد.

من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من "خطر وشيك" لتفشي الأمراض المعدية. فقد سجلت المنظمة منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي 179 ألف حالة إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد، وأكثر من 136 ألف حالة إسهال بين الأطفال دون سن الخامسة، و4600 حالة يرقان.

أكدت الأمم المتحدة في تقرير لها أن أكثر من نصف مليون شخص يتضورون جوعًا في قطاع غزة، حيث يواجه سكان القطاع الذي يتعرض منذ ثلاثة أشهر لعدوان إسرائيلي متواصل انعدامًا حادًا بالأمن الغذائي

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "الأوتشا" إلى أن السلطات الصحية في غزة تمكنت من استئناف بعض خدمات المستشفيات في شمال غزة، من بينها المستشفى الأهلي، ومستشفى أصدقاء المريض الخيري، ومستشفى الحلو الدولي، ومستشفى العودة، وعدد من مراكز الرعاية الأولية الأخرى.

وأكدت الأمم المتحدة في تقرير لها أن أكثر من نصف مليون شخص يتضورون جوعًا في قطاع غزة، حيث يواجه سكان القطاع الذي يتعرض منذ ثلاثة أشهر لعدوان إسرائيلي متواصل انعدامًا حادًا بالأمن الغذائي.

وباتت مهمة العثور على المياه والغذاء في قطاع غزة، مهمة شاقة في ظل شح المساعدات الغذائية وارتفاع الأسعار التي زادت عن الضعفين.

وتمضي أربعة من بين كل خمس عائلات في جنوب القطاع يومًا وليلة كاملة دون طعام، بحسب ما صرحت به "الأونروا".

وازدادت معاناة السكان مع دخول فصل الشتاء إذ يعانون من البرد القارس، وينامون في العراء، ويفتقرون إلى الوقود اللازم لتدفئة الخيم التي تؤويهم، وحتى الأخشاب التي كانوا يجمعونها من المباني المدمرة نفدت هي الأخرى، وأصبح النازحون الفلسطينيون يعتمدون على قطع القماش والبلاستيك لإشعال النيران بغرض التدفئة.

وكان للتكافل الاجتماعي خلال الحرب دورًا مهمًا في منع انهيار الأوضاع بشكل تام، وسد إلى حد ما فراغ أحدثه غياب المؤسسات الدولية، وفق ما أكده المراقبون.

ورغم مساعدات الناس لبعضها البعض إلا أن الوضع الإنساني سيتدهور يومًا بعد يوم في حال استمرار شح دخول المساعدات إلى القطاع.

وفي هذا الصدد، شددت وكالة "الأونروا" من جديد على مطلبها بضرورة إدخال 500 شاحنة يوميًا، بشكل عاجل ودفع المزيد من الجهود لوقف الحرب في المقام الأول.

ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، تؤكد الأوضاع الصعبة التي تعكسها الأرقام في قطاع غزة أنّ 2.2 مليون شخص في غزة باتوا تحت تهديد شبح المجاعة، وأنّ أكثر من مليوني شخص وصلوا إلى المرحلة الثالثة من انعدام الأمن الغذائي، وأنّ أكثر من 900 ألف شخص آخرين في المرحلة الرابعة التي تعتبر مرحلة الطوارئ في مؤشر الأمن الغذائي للأفراد.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، قد أكد في مؤتمر صحافي، أن "الظروف الصحية والإنسانية لأكثر من 1.9 مليون نازح كارثية وقاهرة".

ولفت إلى أن النازحين في القطاع "يتعرضون لمخاطر المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية نتيجة انعدام المأوى المناسب والماء والطعام والدواء في الأماكن التي نزحوا إليها".