20-مارس-2022
سعادة

"Getty"

يوافق تاريخ 20 آذار /مارس اليوم الدولي للسعادة، وفي عام 2012 أطلقت الأمم المتحدة تعريفها لمفهوم السعادة بمدى رضا الشخص عن حياته، ووضعت مؤشرًا سنويًا من 6 عناصر لقياسها، وحثت الحكومات على "إعطاء أهمية أكبر للسعادة والرفاهية في تحديد كيفية تحقيق وقياس التنمية الاجتماعية والاقتصادية" بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهها فريق الاستطلاع وجمع البيانات، والتي تستند بمعظمها إلى إحصاءات معهد غالوب. خلال هذه السنوات العشر أصدرت الأمم المتحدة 10 تقارير عن السعادة بمعدل تقرير واحد وشامل كل سنة، على اعتبار أن "السعادة: نهج شامل للتنمية".

المعايير المتبعة

التقرير السنوي الذي تصدره شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، يصنف 150 دولة بناءً على الناتج المحلي الإجمالي للفرد، ومتوسط ​​العمر المتوقع وآراء الناس. وتقوم الاستطلاعات المستخدمة في التقرير بالطلب من المستجيبين الإجابة على مقياس واحد من عشرة، من حيث مقدار الدعم الاجتماعي الذي يشعرون به إذا حدث مكروه ما، وكذلك حريتهم في اتخاذ خياراتهم الخاصة، وأيضًا إحساسهم بمدى فساد مجتمعهم، ومدى الكرم داخله، ومتوسط العمر المتوقع للسكان، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وتفشي الفساد، وثقة الجمهور بالدولة.

أشار معدّو التقرير إلى تحسينات في علم السعادة سوف توضع  ضمن المعايير، ومنها الصراعات العسكرية. وعرض معدو التقرير ثلاثة معايير أو مجالات واعدة في علم السعادة ومنها "القدرة على قياس محتوى السعادة المطبوع عبر السوشيال ميديا، من خلال آليات تحليل للمحتوى/المشاعر في هذه المنصات"، وثانيهما يتعلق "بعلم الأحياء والسعادة بغية تفسير العلاقة الوراثية لما قد يجعل شخصًا سعيدًا أم أقل سعادة من شخص أخر"، وثالثهما "إضافة مشاعر إيجابية جديدة والنظر إليها بكونها مؤشرات للسعادة ومنها الهدوء والسلام والوئام والرضا العام عن الحياة" بعدما كان النظر يقتصر بشكل كبير على الناتج السنوي للفرد.

سعادة

وقال الخبير الاقتصادي بجامعة كولومبيا، جيفري ساكس، وهو أحد المؤلفين المشاركين في إعداد التقرير السنوي حول السعادة "نجد عامًا بعد عام أن الرضا عن الحياة هو الأسعد في الديمقراطيات الاجتماعية  بشمال أوروبا، لذا فإن معدل الثقة مرتفع، حيث يشعر الناس بالأمان في تلك البلدان". وأشار إلى أن مواطني هذه الدول "ينظرون إلى الحكومة على أنها تتمتع بالمصداقية والصدق والثقة متبادلة بين المواطنين وحكوماتهم". وبحسب ساكس فقد تم طرح نوعين من الأسئلة على المستجيبين، أحدهما يتعلق بالحياة بشكل عام، وتقييم الحياة، والسؤال هو "كيف تسير حياتك؟" وأما السؤال الثاني فيتعلق "بالمزاج والعواطف والتوتر والقلق".

ترتيب الدول

تم إجراء الاستطلاعات في 100 دولة تقريبًا، وقد احتلت الدول الأوروبية تسعة من المراكز العشرة الأولى في قائمة أسعد الأماكن في العالم. الدول الأوروبية الـ10 الأولى هي فنلندا والدنمارك وسويسرا وأيسلندا وهولندا والنرويج والسويد ولوكسمبورغ ونيوزيلندا والنمسا، وهي السنة الرابعة على التوالي التي تحتل فيها فنلندا الصدارة، بينما أتت أفغانستان في المرتبة الأخيرة.

وفيما يخصّ الدول الأقل سعادة، أتت ليبيا في المرتبة 86 والجزائر في المرتبة 96 والمغرب في المرتبة 100 والعراق في المرتبة 107 وتونس في المرتبة 120 وفلسطين في المرتبة 122 ومصر في المرتبة 129 واليمن في المرتبة 132 وموريتانيا في المرتبة 133 والأردن في المرتبة 134 بينما احتلت أفغانستان المرتبة الأخيرة في القائمة.

سعادة

أما سوريا فبقيت خارج التصنيف، إذ لا يرد لها ذكر في التقرير، علمًا أنها حازت المرتبة 149 عالميًا في تقرير عام 2019، كذلك غابت السودان عن اللائحة. بينما يشار إلى أن 4 دول عربية جاءت ضمن أكثر 50 دولة سعادةً، وهي: والبحرين والإمارات والسعودية والكويت. وأما قطر فجاءت في المرتبة 29 عالميًا في تقرير عام 2019 ، وتعتبر من الدول الأكثر أمانًا حيث يعد الاستقرار عاملًا أساسيًا من عوامل السعادة.

العديد من الأزمات والعوامل الأخرى مثل تأثيرات فيروس كورونا، أثرت على سعادة مواطني دول المنطقة العربية، لا سيما لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث. وهو يتذيل ترتيب الدول العربية في التقرير، وحل ثانيًا ضمن أكثر الشعوب الأقل سعادة عقب أفغانستان، حيث حاز لبنان على المرتبة 145 فيما حازت أفغانستان على المرتبة 146 والأخيرة.