13-أغسطس-2016

هيتلر يتفقد تدريبات اللاعبين قبل أولمبياد برلين 1936(Getty)

شكلت الألعاب الأولمبية عبر التاريخ سلاحًا سياسيًا استخدمته الدول لمحاربة بعضها أحيانًا ولإظهار قوتها وسطوتها أحيانًا أخرى. كذلك تعد هذه الألعاب إحدى أفضل الطرق لإعادة بث الروح القومية في البلاد خاصة قبل وبعد الحرب العالمية الثانية. في كل مناسبة، كانت الألعاب الأولمبية تمثل حدثًا لتثبيت موقف سياسي أو للقيام بحملات مقاطعة بلد ما.

شكلت الألعاب الأولمبية عبر التاريخ سلاحًا سياسيًا استخدمته الدول لمحاربة بعضها أحيانًا ولإظهار قوتها وسطوتها أحيانًا أخرى

برلين 1936

منحت أولمبياد برلين سنة 1936 لألمانيا، لتظهر أنها استعادت مكانتها بين الدول الأوروبية. واستغل النازيون هذا الحدث كمنصة لإثبات التفوق العنصري. وفشلت هذه المحاولة بعد نجاح الأمريكي-الأفريقي جيسي أوينز بتثبيت نفسه بطلاً للدورة حين فاز بـ 4 ميداليات ذهبية. وأثناء مسابقة القفز الطويل، أظهر أوينز ومنافسه الألماني لوز لونغ صداقتهما بشكل علني أمام النازيين ليُقتل لونغ بعدها أثناء الحرب العالمية الثانية، لكن أوينز بقي على اتصال مع عائلته.

لندن 1948

بعد الحرب العالمية الثانية، باتت الألعاب الأولمبية ذات مغزى سياسي أكبر وباتت ترمز للاعتراف السياسي والشرعية. لم تتم دعوة ألمانيا واليابان إلى هذه الدورة نظرًا لدورهم في الحرب، فيما دُعي الاتحاد السوفيتي لكنه لم يحضر.

لم تتحمل بريطانيا مسؤولية إطعام اللاعبين الذين تم الاتفاق على إحضار أطعمتهم معهم، كذلك لم يتم إعمار مرافق جديدة، وملعب ويمبلي كان الوحيد الذي نجا من الحرب. كانت أولمبياد لندن 1948 الأولى التي تعرض على التلفاز، الذي لم تكن تملكه مجموعة كبيرة من الناس في بريطانيا، شارك في الدورة حوالي 4000 رياضي من 59 دولة.

اقرأ/ي أيضًا: أبرز أحداث تداخل الرياضة والسياسة في العالم

هلسينكي 1952

تعد أولمبياد هلسينكي بداية الحرب الباردة. فألمانيا الغربية شاركت لأول مرة والاتحاد السوفيتي عاد إلى الألعاب الأولمبية بعد 40 سنة من الغياب وقرر إقامة لاعبيه في لينينغراد (سانت بطرسبرغ اليوم) وأن يقوموا برحلة جوية إلى فنلندا كل يوم. لكن في النهاية تمت إقامة مرافق سكنية لهم في الكتلة الشرقية من القرية الأولمبية.

ميلبورن 1956

3 مظاهرات منفصلة أثرت على ألعاب ملبورن. فالصين انسحبت من المشاركة بعد أن اعترفت اللجنة الأولمبية الدولية بـ"تايوان" ولم تعد إلى الألعاب الأولمبية حتى سنة 1980. مصر والعراق ولبنان تظاهروا بسبب الغزو "الإسرائيلي" لشبه جزيرة سيناء، فيما قاطعت إسبانيا وسويسرا وهولندا بسبب غزو الاتحاد السوفيتي للمجر. وانطلقت المعركة بين السوفيت والمجر إلى نصف نهائي الكرة المائية، وأنهى الحكم المباراة بعد تحول البركة إلى معركة دامية بسبب اللكمات والركلات ومُنحت المجر الفوز لكونها كانت المتقدمة في ذلك الوقت.

بعد الحرب العالمية الثانية، باتت الألعاب الأولمبية ذات مغزى سياسي أكبر وباتت ترمز للاعتراف السياسي والشرعية

روما 1960

تعد الألعاب الأولمبية في روما تاريخ توقف جنوب أفريقيا عن المشاركة، فنظام الفصل العنصري أدى إلى استبعادها حتى أولمبياد برشلونة سنة 1992.

وفي سنة 1960، شارك إيبيبي بيكيلا في سباق الماراثون حافي القدمين ليكون أول بطل أفريقي ذي بشرة سمراء في التاريخ. وشكلت أولمبياد روما رافعة كبيرة في تاريخ اللعبة ونجحت بجذب 5348 مشاركًا من 83 دولة.

طوكيو 1964

أول عاصمة آسيوية تستضيف الألعاب الأولمبية كانت طوكيو. وصرفت اليابان 4 بليون دولار لإعادة بناء المدينة وإظهار نجاحها بعد الحرب. تم اختيار يوشينوري ساكاي لحمل الشعلة الأولمبية النهائية، وهو الذي كان قد ولد في اليوم الذي قامت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بقصف هيروشيما بالسلاح النووي.

المكسيك 1968

تعد أولمبياد 1968 سنة الاضطرابات: فأوروبا كانت تشهد احتجاجات طلابية، والحرب في فيتنام كانت قد اندلعت وتم اغتيال مارتن لوثر كينغ وروبرت كينيدي وقام الاتحاد السوفيتي باجتياح تشيكوسلوفاكيا.

شاركت في تلك الدورة ألمانيا الشرقية منفردة لأول مرة، وقام تومي سميث وجون كارلوس اللذان حققا ذهبية وبرونزية سباق الـ 200 متر، بإلقاء تحية "القوة للسود" أثناء النشيد الوطني كنوع من الاعتراض على العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية.

ميونخ 1972

شهدت دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ عملية قتل 11 رياضيًا إسرائيليًا وذلك بعد اقتحام مجموعة فلسطينية القرية الأولمبية وقيامها بقتل إسرائيليين وخطف 9 كرهائن وذلك من أجل الإفراج عن 200 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية. توفقت الألعاب الأولمبية لفترة قبل أن يقرر رئيس اللجنة الأولمبية أفيري أرونداج متابعة الدورة.

شهدت دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ عملية قتل 11 رياضيًا إسرائيليًا وذلك بعد اقتحام مجموعة فلسطينية القرية الأولمبية

اقرأ/ي أيضًا: البيانات والإحصاءات تُمسكان بخناق الرياضة العالمية

مونريال 1976

قاطعت حوالي 30 دولة أفريقية الدورة بعد سماح اللجنة الأولمبية لنيوزيلندا بالمشاركة. وكان الفريق النيوزيلاندي قد شارك في المنطقة العنصرية في جنوب أفريقيا، والتي عُلقت مشاركتها في الأولمبياد، كذلك ضغطت الصين الشيوعية على البلد المضيف كندا والذي كان شريكها التجاري لحرمان تايوان من المشاركة.

موسكو 1980

أكثر من 60 دولة من ضمنها ألمانيا الغربية واليابان قاطعت الألعاب الأولمبية في موسكو اعتراضًا على اجتياح الاتحاد السوفيتي لأفغانستان. فالمقاطعة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية أدت إلى انخفاض عدد الدول المشاركة من 120 إلى 81 (أدنى عدد منذ سنة 1956). دعمت المقاطعة دولًا مثل فرنسا وبريطانيا، وفي ظل عدم وجود منافسة نجح الاتحاد السوفيتي بتحقيق المركز الأول.

لوس أنجلوس 1984

بعد مقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية لأولمبياد 1980، قادت موسكو حملة لمقاطعة أولمبياد لوس أنجلوس سنة 1984، وكان الادعاء أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم الألعاب لتحقيق أرباح تجارية.

سيول 1988

لأول مرة منذ أولمبياد ميونخ لم تتم أي مقاطعة منظمة للألعاب الأولمبية، وعلى الرغم من غياب كوريا الشمالية وإثيوبيا ونيكاراغوا وكوبا، انطلقت ألعاب سيول بأفضل حلة ممكنة، كذلك حاولت هذه الألعاب إظهار انتقال كوريا الجنوبية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية.

برشلونة 1992

هي الأولمبياد الأولى بعد نهاية الحرب الباردة، وشاركت فيها لاتفيا وإيستونيا وليتوانيا بمنتخبات منفصلة، فيما شاركت دول الاتحاد السوفيتي السابق تحت اسم "الفريق الموحد"، كذلك شاركت ألمانيا بفريق واحد لأول مرة منذ سنة 1964 وعادت جنوب أفريقيا بعد 32 سنة من الإيقاف.

اقرأ/ي أيضًا:

مصر.. سياسة في المستطيل الأخضر

أشبال كمال أتاتورك يريدون أوروبا!