22-سبتمبر-2015

مهند عرابي / سوريا

 

للأمل ذراعان طويلتان، 
تكادان كلّ منهما تلامس الأرض، 
وتجويف كبير أسفل رأسه، 
بعين جاحظة يغمز للحرب 
فتبتسم..

للأمل أُذنا شامبانزي، 
يتسلّق شجرة بلوطٍ في غابات مقدونيا،
وينصت إلى خُطا المهجّرين الثقيلة.

بالأمس رأيته يتكئ على عصا جوني ووكر،
ويشتم لامبروزو، 
الأخير الذي قال عن الأمل إنه يحمل صفات إجرامية.

بين جموع المهجّرين 
يعلّق كارة بطرف غصن ويمشي،
يأكل بزر البطيخ الأصفر،
يمدد رجليه في ماء النهر،
كلما تشردق ضرب السوريُّ على ظهره برفق، 
وظلا يضحكان طويلًا..

الأمل أخو السوريّ بالرضاعة.
يحني ظهره ويرخي ذراعيه كسكة قطار،
يمدّ لسانه مثل بوصلة ليهتدي بها الأخير.

يظهر الأمل في صورة ملتقطة بتاريخ أمس
على حدود صربيا،
يرتدي بدلة مطرية 
يقدّم ساقا عن الأخرى
في رقبته سلسالٌ طويل لحنظلة
يتوسط سولارا الأفغانية، بائعة الكولا، وماركيز السوري.

قلبي قطعة حديد صدئة،
وقلب حبيبتي قطعة من النحاس،
أمّا بيروت فمدينة ممغنطة،
هكذا قال عنّا الأمل.

أحدّق بالطريق مثل مخمور، 
أسند جثتي النحيلة على شاخصة عريضة
ثم أسقط مثل غيمةٍ في البحر.

صباحًا ترك الأمل لي رسالة عبر الفيسبوك، 
يسأل فيها عن عنوان سكني 
ربمّا سيزورني
أنا الذي تلبسّتني الوحدة
أنا الغريب

أرسلت إليه أخبره عن عنوان سكني بالتحديد: 
"بيروت، طريق الشام القديم، سنتر الصايغ"

عند الظهيرة شاهدتُ الأمل عن طريق الكاميرات
 واقفًا في مدخل البناية ينقل رقم الناطور إلى هاتفه.

-ألو مرحبا أنا الأمل ، أسأل في أي طابق يسكن الشاعر.
-هههههه، في كل مكان كما أنت، ربّما أصيب بعدوى الأمل.
-هذا  أنت يا...
- لك أي أنا، حاجة تحك صلعتك شايفك، اطلع عالتامن بانتظارك.

التقينا.