تتفاقم الأزمة الاقتصادية في كوبا مع نهاية العالم الحالي، بعدما وصلت نسبة التضخم إلى ما يزيد عن 40% بحسب تقارير حكومية كوبية، إلى جانب انتشار جائحة كورونا والحظر الأمريكي، مما حد بشكلٍ كبير من القدرات الشرائية للمواطنين في الجزيرة.

تتفاقم الأزمة الاقتصادية في كوبا مع نهاية العالم الحالي، بعدما وصلت نسبة التضخم إلى ما يزيد عن 40%

تسبب كل ذلك في أزمة اقتصادية كبيرة في هافانا، كان أبرز معالمها شح الأغذية إلى جانب التضخم االكبير، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.

وتشير الوكالة إلى أنه من الصعب في الجزيرة العثور على السلع الأساسية، مثل الدجاج ولحم البقر والبيض والحليب والدقيق في متاجر الدولة. وعندما تظهر هذه السلع غالبًا ما تكون بأسعار باهظة وفي المتاجر غير الرسمية، أو تلك التي لا يستطيع الوصول إليها إلا من يمتلك العملات الأجنبية.

وبحسب تقرير الوكالة فإن الأسعار تكون مرتفعةً نظرًا لمتوسط الرواتب في البلاد الذي يصل إلى حوالي 5000 بيزو شهريًا، وهو ما يعادل 29 دولارًا أمريكيًا بسعر الصرف غير الرسمي في الجزيرة.

تسببت ندرة المواد الغذائية والتضخم الكبير، إلى اندلاع احتجاجات في السنوات الأخيرة، فضلًا عن تزايد أعداد المهاجرين من كوبا، فقد أفادت السلطات الأمريكية بإيقاف 34675 كوبي في خليج المكسيك في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر، بزيادة 21٪ عن العدد في الشهر الذي سبقه.

وأصبح الاستياء أكثر وضوحًا خلال الانتخابات البلدية التي جرت في كوبا الشهر الماضي، عندما امتنع 31,5% من الناخبين عن المشاركة في الانتخابات، وهو رقم بعيد عن نسب الإقبال العالية خلال فترة حكم فيدل كاسترو، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس".

وعلى الرغم من كونه أعلى معدل امتناع عن التصويت شهدته الجزيرة منذ قيام الثورة الكوبية، إلا أن الحكومة ما زالت تشيد بالنتائج باعتبارها "انتصارًا"، لكن في خطاب وجهه إلى المشرعين الكوبيين الأسبوع الماضي، أقر الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بالنقائص في تعامل الحكومة مع مزيج من الأزمات المعقدة في البلاد، وخاصةً نقص الغذاء.

وقال الرئيس الكوبي "أشعر بسخط هائل، لم نتمكن من تحقيق النتائج التي يحتاجها الشعب الكوبي لتحقيق الازدهار الذي طال انتظاره، من خلال قيادة البلاد". وقوبل هذا الاعتراف بحفاوة بالغة في مجلس الكونجرس الكوبي، المؤلف فقط من أعضاء الحزب الشيوعي الكوبي.

على مدار الأعوام الماضية كانت كوبا تعاني من نقص في الغذاء والأدوية وانقطاع مستمر في الكهرباء

وعلى مدار الأعوام الماضية كانت كوبا تعاني من نقص في الغذاء والأدوية وانقطاع مستمر في الكهرباء بعد تدمير إعصار ضرب الجزيرة شبكة الكهرباء فيها، بالإضافة إلى نقص العملات الأجنبية والعقوبات الأمريكية، وانهيار قطاع السياحة الذي تعتمد عليه الجزيرة نتيجة جائحة كورونا، والحرب الروسية على أوكرانيا، والأزمة الاقتصادية التي تضرب الحليفة فنزويلا. ومع ذلك تتوقع الحكومة الكوبية انتعاشًا بسيطًا في الاقتصاد العام المقبل.