13-يوليو-2021

احتجاجات واسعة في كوبا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

تظاهر آلاف الكوبيين الغاضبين من الأزمة الاقتصاديّة التي تمر بها البلاد، رافعين شعارات، "حرّية" و"لتسقط الديكتاتوريّة"، حيث تشهد الجزيرة لأول مرة منذ تولى الحزب الشيوعي الحكم قبل أكثر من 60 سنة هذه الاحتجاجات غير المسبوقة. وخرج في هافانا مئات المتظاهرين في مسيرات متفرّقة، ووقعت اشتباكات بينهم وبين قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.

تظاهر آلاف الكوبيين الغاضبين من الأزمة الاقتصاديّة التي تمر بها البلاد، رافعين شعارات، "حرّية" و"لتسقط الديكتاتوريّة"

في سان أنتونيو دي لوس بانيوس، المدينة الصغيرة التي تبعد نحو 30 كيلومترًا عن هافانا، هتف آلاف المتظاهرين "تسقط الديكتاتوريّة"، "فليَرحلوا". وبث ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتوتير، الاحتجاجات المناهضة للحكومة على الهواء مباشرة، وعلى نطاق واسع في كل المدن التي شهدت المظاهرات، إلا أن خدمة الانترنت  قطعت عن معظم أرجاء البلاد بعد ظهر الأحد.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "قصة تحرير كوبا".. عالم ما بعد الديكتاتور

 

واعتُقل ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص، كما استخدمت الشرطة الهراوات  لضرب المحتجين، في حين انتشرت بشكل كبير قوات الأمن  المدعومة بأفراد من الجيش في عدد من المدن بحسب المعلومات التي نشرتها  وكالة فرانس برس. وكانت المظاهرات قد بدأت بطريقة عفويّة  صباح الأحد، في حدث نادر للغاية حيث التجمّعات الوحيدة المصرّح بها هي التجمعات الخاصة بالفعاليات التي يقوم بها الحزب الشيوعي الحاكم في المناسبات التي يتم الإعلان عنها.

هذا وقال الرئيس ميغيل دياز كانيل، في خطاب بثه التلفزيون الكوبي: "إنّ الأمر بالنضال قد صدر، الثوّار إلى الشارع"، متّهمًا الولايات المتحدة ومن ورائها المافيا الكوبيّة-الأمريكيّة، بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها البلاد. وأضاف: "ندعو جميع ثوّار البلاد، جميع الشيوعيّين، إلى الخروج للشوارع حيث ستحدث هذه الاستفزازات الآن وفي الأيّام القليلة المقبلة، وندعو إلى مواجهتها بطريقة حازمة وشجاعة".

وانتقل الرئيس الكوبي عصرًا إلى سان أنتونيو دي لوس بانيوس، برفقة عدد من أعضاء الحزب، الذين ساروا وهم يهتفون "تعيش كوبا"، "يعيش فيدل". هذا وقال برونو رودريغيز باريلا، وزير الخارجية الكوبي، "إن الرئيس ميغيل دياز كانيل في مدينة سان أنطونيو دي لوس بانوس، مع شعب ثوري حشد ضد الحملة الإمبريالية وعملائها المأجورين"، مضيفًا "إن مطالب الجماهير، رفع الحصار الاقتصادي عن الجزيرة".

من جانبه حذر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الأحد من أي استهداف للأشخاص الذين انضموا إلى الاحتجاجات. وأضاف أن "الولايات المتحدة تدعم حرية التعبير والتجمع في جميع أنحاء كوبا، وستدين بشدة أي عنف أو استهداف للمتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقوقهم".

تعيش كوبا أزمة اقتصادية منذ أشهر، تصاعدت بسبب القيود التي تفرضها الحكومة جراء جائحة كورونا، وما يصفه المتظاهرون بالإهمال الحكومي في التعاطي مع هذا الملف

وتعيش كوبا أزمة اقتصادية منذ أشهر، تصاعدت بسبب القيود التي تفرضها الحكومة جراء جائحة كورونا، وما يصفه المتظاهرون بالإهمال الحكومي في التعاطي مع هذا الملف، مضافة إلى العقوبات المفروضة. فقد سجلت البلاد رقمًا قياسيًا جديدًا من الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا. ومنذ بداية جائحة كورونا، اضطر الكوبيون إلى الانتظار في طوابير طويلة للحصول على الطعام، وباتوا يواجهون نقصًا في الأدوية، ما خلق حالة من التذمر وسط المواطنين وتسبب في اندلاع  الاحتجاجات.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"الهستيريا الجماعية" قد تفسر ما حدث للدبلوماسيين الأمريكيين في كوبا

لماذا يلجأ قادة العالم إلى الكذب؟