09-مارس-2018

إيف تانجي/ فرنسا

  • إلى راضي شوالي.. لأننا صغارًا كنا وصغارًا سنظلّ

أجلس في قلب العاصفة

أحاول أن ألتقط حبات مطر

أجمّعها في كفي وأشربها

أريد أن أحولها الي سحب في بطني

أرغب أن تسكنني العاصفة

فهذا اللون الرماديّ

الذي يلقي بضلاله على الجوّ

يستهويني وأريده أن يسكن جسدي..

*

 

وأنت؟

أنت..

أيّها الله..

كيف تقضي وقتك في ثنايا عالمك المجهول؟

أتعبث بحياة الخلق؟

أم تتذكّر أيامك السبعة التي أفنيتها في هندسة الكون؟

أتكره، مثلي، رائحة القهوة

وتشرب حليبًا كلّ صباح؟

أتأكل شاندويتشًا في السهرة

أم تتغذى على قطع السّحب؟

 

أيّها الله..

أعلم أنّك ضجر

ملايين الخطايا

التي تعاد منذ الأزل

يغطيك النعاس بجبّته

لكنّ الرعد يرعبك بمطرقته

 

أيّها الله..

كيف ترى حبل الزّمن؟

أتتذمّر، أنت أيضًا، من طوله؟

ألا تشعر بالنّدم لأنّك قلت له كن فكان؟

وظللنا نحن في سجنه الى الأبد

كدوامة تعجز عن التوقّف..

سجننا قُدَّتْ جدرانه من ذلك الحبل..

 

أيّها الله..

أنا أعلم أنّ سمعك ممتدّ

كشبكات تلتقط همهمات الرضيع في المهد

أعلم أنّك سمعتها عندما أَخْبَرَتْنِي أنّها تحبّني

لماذا تركتَها ضحيّةَ ظلمة القبر إذًا؟ 

عندما سمعتَ رهطًا من الرُّحَلِ في الصحراء

يثرثرون بصلوات لإلههم المصنوع من الحلوى

تركتهم مأدبة للطيور..

عندما علمتَ أنّ تلك العجوز بشفتيها الجريحتين

تطلب الخلاص والموت

لمَ تركتَها وحيدةً أمام جدار غرفة موحشة؟

 

أيّها الله..

من ثقب العالم

تطلّ على البشر

تمرّر أعمدة طويلة

تربطها بأناملك الصّماء

وتستمر في تحريكها بمزاجك..

ألم تملّ من اللّعب؟

 

(صمت يستبدّ بالأرجاء

لا من مجيب على الأسئلة

التي بقيت معلّقة في السماء..)

 

أيّها الله..

أأعدّ لك فنجانًا من القهوة؟

آه، نسيت أنّك مثلي..

تكره القهوة

وتشرب كوبًا من الحليب كلّ صباح

وأنت تتأمّل مأساة البشر..

 

اقرأ/ي أيضًا:

نارُ الحربِ دمُ السلام

شكاوى اللغة إلى ساكنيها