في حلقة جديدة من مسلسل التطبيع العربي مع إسرائيل، تظهر السيناريست والإعلامية الكويتية فجر السعيد في ليلة رأس السنة مهنئة على حسابها في موقع تويتر المتابعين باللغتين العربية والعبرية، ومعلنة عن رغبتها بالتطبيع مع إسرائيل وتوطيد العلاقات معها، بحجة إرساء السلام.

لم يفوت الإعلام الإسرائيلي تصريحات فجر السعيد التطبيعية رغم عدم أهميتها على الصعيد الرسمي وافتقادها لشريحة كبيرة من الجمهور لتكون شخصية عامة

لم يفوت الإعلام الإسرائيلي تصريحات فجر السعيد رغم عدم أهميتها على الصعيد الرسمي وافتقادها لشريحة كبيرة من الجمهور لتكون شخصية عامة، إذ ظهرت في مقابلة تلفزيونية في الإعلام الإسرائيلي، بعد زيارتها لتل أبيب، كاشفة عن رأيها في دولة الاحتلال، الذي كان مقرونًا، حسب ما تقول بموت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، قائلة إن رأيها بإسرائيل "لم يكن وليد اللحظة عندما هبطت في مطار بن غوريون"، بينما انبنى حسب وصفها "منذ أن شاهدت جنازة رابين وقد حضرها جميع زعماء العالم والمنطقة، لكن لو كان المتوفى رئيسًا عربيًا لحضر القليل وربما اكتفوا ببطاقات تعزية".

اقرأ/ي أيضًا: تطبيع رعاة الإرهاب.. إسرائيل والسعودية على مائدة استخبارية واحدة

كما أشارت في مقابلتها على القناة الإسرائيلية إلى أنها تعرضت لتهديدات بالقتل، لكن الحملة التي شنها الكويتيون على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الكاتبة والتي دشنت فيها عدة وسوم منها #فجر_السعيد و#فجر_السعيد_لا_ تمثلني، تراوحت ما بين اتهامها بالخيانة والبحث عن طرق قانونية لمحاسبتها وخلت من أي تهديدات عكس ادعاء فجر السعيد، بينما طالب ناشطون بمحاسبتها بشكل قانوني كون الكويت أعلنت عام 1967 عن طريق أميرها صباح السالم الصباح، الحرب على "العصابات الصهيونية" في فلسطين، وأرسلت بحسب المرسوم الأميري قوات كويتية إلى مصر وشاركت في معارك النكسة وحرب الاستنزاف، فيما سقط من القوات عشرات القتلى، وهو مرسوم جارٍ قانونيًا حتى اللحظة.

ويقول المغرد الكويتي بندر الشلاحي في تغريدة له: "صدر مرسوم أميري بإعلان حرب مع اسرائيل في عام 1967/6/6 وهذا المرسوم لم يلغ حتى هذا الوقت".

ويضيف: "تطبيع #فجر_السعيد هذا يعتبر خيانة للكويت ويجب أن تحاسب عليه، وهي بذلك أيضًا تخالف جهود دولة #الكويت في مجلس الأمن الذي قامت به الكويت بجهود كبيرة لصالح القضية الفلسطينية وضد جرائم المحتل".

ويتهم المغرد "زائر الليل" السعيد بأنها "أحد ضباط الحرب الناعمة في جهاز الموساد الإسرائيلي، والتي تقود الحملة الإعلامية للتطبيع مع اليهود".

ويتساءل سالم الدوسري: "بعد مشاركة #فجر_السعيد في برنامج تلفزيوني إسرائيلي. هل مواد قانون مقاطعة إسرائيل تفرض عقوبات عليها؟ وهل تحريك دعوى قضائية تحتاج شكوى أو من اختصاص الداخلية".

وخاطب حساب "كويتية أصيلة" في تويتر وزارة الداخلية الكويتية بخصوص تطبيع السعيد، بالقول: "أليس هناك قانون يمنع التطبيع مع الصهاينة!!"، مبدية استغرابها من ظهور فجر السعيد "علانية بكل وقاحة على الإعلام الاسرائيلي؟؟!".

وتذهب المغردة السعودية أميرة، إلى الحديث عن تناقضات في مواقف فجر السعيد بسلسلة تغريدات قالت فيها: "تكرهين صدام لأنه احتل بلدك وتتهمين من يترحم عليه بأنه لم يراع شعور أهل الشهداء الكويتيين. وفي المقابل تطالبين بالتطبيع مع إسرائيل التي لا زالت تحتل فلسطين ولم تراع شعور أهل شهداء فلسطين!".

وتضيف: "أيضًا تترحمين على بوش المجرم وعندما قالوا لك العراقيين لماذا تترحمين على من قتل شعبنا ودمر العراق تبررين بأنك كويتية ولست عراقية. ولم يسئ لبلدك ولك حرية الترحم عليه، وفي المقابل تلومين لجين عمران لأنها شكرت حفيدة صدام على الهدية وتتهمينها بأنها لم تراع شعور الكويتيين".

وتلفت في ختام سلسلة تغريداتها، إلى أن "لجين سعودية وليست كويتية والمفروض تحترمين حريتها كما طلبت من العراقيين أن يحترموا حريتك بالترحم على بوش.. أنت إنسانة متناقضة تظهرين عكس ما تبطنين".

وكانت العلاقات الكويتية الفلسطينية الرسمية تدهورت خلال العقد الأخير من القرن الماضي، لكنها عادت لتتحسن بافتتاح سفارة فلسطينية في الكويت عام 2012 واستقبال 80 ألف لاجئ فلسطيني، ثم تبعها عام 2014 اتفاقية تعزيز العلاقات بين البلدين. وفي عام 2017 هاجم رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، وفد الاحتلال، خلال المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي، بمدينة سانت بطرسبورغ الروسية. 

إذ قال الغانم فيه مخاطبًا رئيس الوفد الإسرائيلي: "اخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من الكرامة (..) يا محتل يا قاتل الأطفال"، مضيفًا أن "ما تمارسه إسرائيل هو إرهاب الدولة، وينطبق على هذا الغاصب المثل القائل إن لم تستح فاصنع ما شئت"، الأمر الذي أجبر الوفد البرلماني الإسرائيلي على الانسحاب من اجتماعات الاتحاد البرلماني أثناء إقرار التقرير الخاص بأوضاع النواب الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وحظي موقف مرزوق الغانم بإشادة أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، والصحف المحلية الكويتية.

وعطلت الكويت خلال عضويتها المؤقتة في مجلس الأمن عام 2018 قرارًا أمريكيًا يضع لوم التصعيد بين إسرائيل وقطاع غزة في أيار/مايو على الجانب الفلسطيني.

كما قدم المندوب الكويتي في مجلس الأمن منصور العتيبي، مشروعًا لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، حظي بموافقة الدول الأعضاء قبل أن يسقط بفعل "الفيتو" الأمريكي عليه.

ليأتي موقف فجر السعيد مخالفًا لتوجهات بلادها، ومندرجًا ضمن حملات إعلامية للتطبيع العربي مع إسرائيل عادة ما تدار في وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، بحجة معاداة إيران وتماشيًا مع متطلبات صفقة القرن، والتي بدأت تظهر آثارها بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان، والتسريبات التي تتحدث عن كشف علاقات دبلوماسية جديدة بين دولة الاحتلال ودول عربية أخرى.

كما لا ينسى للكويت قيادًة وشعبًا الدور الحاضن للشعب الفلسطيني والمتآخي جدًا منذ نكبته عبر استقبال كفاءات وعمالة فلسطينية سواء من اللاجئين أو من الضفة الغربية وغزة، ناهيك عن وجود قطاع واسع من المثقفين والقيادات الفلسطينية في الكويت وصولًا إلى مطلع سبعينيات القرن 20.

فجر السعيد وملكة جمال الجزائر

تقدم فجر السعيد برنامج "هنا الكويت" السياسي المنوع على محطة "سكوب"، والذي يشهد عادة سجالات وصفها المتابعون للبرنامج بأنها تتجاوز النقد إلى "الوقاحة".

وخصصت فجر السعيد فقرة في إحدى حلقات برنامجها للسخرية والتنمر من ملكة جمال الجزائر لعام 2019 خديجة بن حمو، وكان من بين ما قالته: "أعتقد أن اختيار خديجة جاء عن تصويت الجمهور الناقم للحكومة الجزائرية، وصوت لخديجة تعبيرًا عن غضبه من الحكومة. هذا التصويت مقلب قام به الجمهور الجزائري. هنا في الكويت لو كان الشعب لديه مشكلة مع الحكومة لصوت لياسة"، في إشارة إلى الممثلة الكويتية ياسة، لتدخل الأخيرة ضمن قائمة الإساءات التي قامت بها السعيد في شاشة برنامجها.

وترسم هذه السقطات الإعلامية الهائلة، كما رأى متابعون، طبيعة المسار المهني والسياسي للإعلامية الكويتية، التي تنحاز بشكل علني للتطبيع مع إسرائيل

التحرش بالسياسة

تضع السعيد في العبارة التعريفية في حسابها على تويتر عبارة "أتحرش بالسياسة"، في إشارة إلى بعض الأدوار السياسية التي تحاول الكاتبة لعبها سواء داخل الكويت أو خارجها، ما يعده البعض محاولات للشهرة ولفت الأنظار.

وكانت السعيد قد زارت العراق في حزيران/يونيو والتقت بعدة شخصيات سياسية عراقية منهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، ما تسبب بتعرضهم لانتقادات بسبب مواقف السعيد التطبيعية من إسرائيل، لاسيما أن الصدر يمثل أحد أشد الأطراف السياسية في العراق عداءً لإسرائيل.

وانتقدت النائبة عالية نصيف الشخصيات التي التقت السعيد، قائلة: "نستغرب موقف بعض العراقيين تجاه ربيبة المخابرات الإسرائيلية فجر السعيد، إذ كيف يوافق أي سياسي أو مثقف عراقي أن يستقبلها أو يزورها؟ عار على من يسمح بدخولها العراق".

اقرأ/ي أيضًا: عشقي في إسرائيل.. السعودية تُشهر التطبيع

ولكن فجر السعيد ناقضت نفسها بعد حملة الإدانة التي واجهتها بعد إشهارها لسلوكها التطبيع، لتوجه اللوم إلى العراق، بعد أن قامت صفحة "إسرائيل بالعربية" بالإعلان عن زيارة 3 وفود عراقية غير رسمية إلى إسرائيل.

يأتي موقف فجر السعيد مخالفًا لتوجهات بلادها وشعبها، ومندرجًا ضمن حملات إعلامية للتطبيع العربي مع إسرائيل عادة ما تدار في وسائل الإعلام السعودية والإماراتية

وعلقت السعيد على تغريدة "إسرائيل بالعربية" قائلة: "هذا تطبيع والا مو تطبيع ؟!!! ولماذا لا تنشر أسماؤهم؟!!!"، في إشارة إلى أنها ليست المطبعة الوحيدة، وأنه لا يجب أن تتم محاسبتها وحدها على ذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السعودية تستأنف رحلة تطبيعها الكامل مع إسرائيل.. تل أبيب محبوبة "العرب"!

السعودية وإسرائيل.. تعاون استخباراتي وثيق وقرع لطبول حرب في المنطقة!