11-أغسطس-2023
إيشيكاوا تاكوبوكو وأعماله الكاملة

إيشيكاوا تاكوبوكو وأعماله الكاملة

إيشيكاوا تاكوبوكو (1886 – 1912)، واسمه الحقيقي هاجيميه إيشيكاوا، شاعر ياباني ولد في قرية قريبة من مدينة مورويكا بمحافظة إيواتيه شمال شرق اليابان، وعاش 27 عامًا فقط أصدر خلال السنوات الأخيرة منها عدة دواوين شعرية استطاع أن يحجز لنفسه من خلالها مكانة مميزة في المشهد الشعري الياباني.

اعتمد تاكوبوكو في كتابة قصائده على شكل جاء في مقدمة الطبعة العربية من أعماله الكاملة أنه يُعرف باسم "التانكا" ومعنى الكلمة "أغنية قصيرة"، وقد لعب دورًا كبيرًا في تحديث شكلها. كما أشارت المقدمة إلى أن تاكوبوكو من الشعراء اليابانيين الذين تأثروا باحتكاك الثقافة اليابانية بالثقافة الغربية مطلع القرن العشرين، وأنه حاول استثمار هذا الاحتكاك في قصائده من خلال تناول بعض المواضيع الغربية.

يُدوِّن تاكوبوكو في قصائده أفكاره التي يتأكد من خلالها: "من وجوده ومن أناه على حد تعبيره. لذلك سنلمس عنده نبرة يختلط فيها التمرد والشباب، المعرفة والكآبة، واختبار الحياة بحلوها ومرها".

المختارات هنا مأخوذة من كتاب "إيشيكاوا تاكوبوكو: الأعمال الكاملة" الذي صدرت طبعته الثانية عن "دار التكوين" عام 2020، ترجمة محمد عضيمة وكوتا كاريا.


الذين يصعب أن ننساهم 2

لا أدري متى؟

سمعت صوتها في الحلم فجأةً وفرحتُ،

آهٍ، لم أسمعهُ منذ وقتٍ طويل.

 

مسافرًا مشرّدًا

وباردَ الوجنتينِ

لم أقل لها شيئًا سوى السؤال عن الطريق.

 

لعل الكلام الذي قلته لكِ وكأني لا أبالي

سمعته أنتِ وكأنك لا تُبالين أيضًا

هذا فقط.

 

لعل مشاعري الآن هكذا:

على رُخامٍ صافٍ وباردٍ

تشعُّ شمسُ الرَّبيع بكلّ هدوء.

 

البؤبؤان الأسوادنِ

اللذان كأنهما يتنشقانِ الضَّوء من الوجود

يُقيمان في عينيَّ على الدَّوام.

 

الكلامُ المهمُ

الذي فَشلِتُ بقولهِ وقتذاك

يظلُّ مُقيمًا تحت جوانحي.

 

كصدعٍ

في طربوش اللمبة الأبيض تمامًا

يصعبُ إطفاء ذكريات التشرد والضياع.

 

حسراتُ ذلك الليل

على بقايا الحريق التي تركتُها في "هاكوداتيه"

لَمْ تزلْ باقيةً حتّى الآن.

 

خُصيلاتُ شعركِ المرخية حول الأُذنين

والتي يحكي الناس عن جمالها

بدت لي كما هي وأنتِ تكتبين.

 

لقد حان وقتُ

تفتّح أزهارِ البطاطس

لعلكِ تعشقينَ، أنتِ أيضًا، هذهِ الأزهار.

 

كما يفكرُ

الفتى الجبلي بالجبال

أفكرُ بكِ عندما تهجمُ الأحزان.