28-سبتمبر-2015

الرئيس الملياردير فلورنتينو بيريز (فيليب ماركو/أ.ف.ب/Getty)

لا يزال اسم رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، فلورينتينو بيريز، يهيمن على عناوين وأخبار كرة القدم حول العالم. الملياردير الأسطوري الذي تخلّى عن "أسطورة النادي الملكي الحيّة" إيكر كاسياس، لا تشفع له أمواله عند كثيرين. ريال مدريد، رغم كل شيء، ليس بخير، أما رئيسه؟ فبأحسن حال.

تقدّر ثروة بيريز في العام الحالي بحوالى 2 بليون دولار. وجمع بيريز ثروته هذه من مصدرين رئيسيين هما ترأسه لشركة "آ ثي سي" للهندسة والبناء منذ العام 1997 ومقرّها العاصمة الإسبانية مدريد، بالإضافة إلى ترأسه نادي ريال مدريد لسنوات. ويملك بيريز حصّة 12.5 في المئة في الشركة العالمية التي يترأسها والتي لديها فروع في ألمانيا والبرازيل والهند وتشيلي والمغرب وأستراليا. وكان لبيريز تجربة سياسية بسيطة في العام 1979، بعد انضمامه إلى حزب "اتحاد الوسط الديموقراطي" الذي تأسّس في فترة انتقال الحكم في إسبانيا من نظام حكم فرانسيسكو فرانكو الديكتاتوري إلى حكم ديموقراطي. وترأس الحزب أدولفو سواريث الذي كان قد شغل مناصب وزاريّة عدّة خلال فترة حكم فرانكو، قبل انحلال حزبه عام 1983. يمكن القول، إنه أوليغارشي. أوليغارشي كرة القدم. وهذا، أحيانًا، يثير سخط الجماهير.

تقدّر ثروة بيريز في العام الحالي بحوالى 2 بليون دولار جزء منها من رئاسته لريال مدريد

بعدما هدأت العاصفة، تنفع الذكرى. ذكرى تخلي كبير مدريد عن نجومه. صحيح أن إيكر كاسياس هو الذي أعلن عن رغبته في الرحيل عن ريال مدريد، لكن ذلك كان بسبب العلاقة السيئة مع "الملياردير". بعد كل شيء، يفتقد مشجّعو النادي الأبيض "أسطورتهم". يتذكرون تصريحات والدة كاسياس التي أكّدت فيها أنّ بيريز "طرد" ابنها من النادي وأنّ الأخير "لا يحبّ إيكر، بل لطالما كان يفضّل حراس المرمى الذين يتمتّعون بقامة طويلة، على عكس إيكر". ولم تكتفِ والدة كاسياس بهذا القدر من التصريحات التي وُصفت بـ"النارية"، بل وصلت إلى حدّ اتّهام بيريز باستعمال الصحافة لمهاجمة ابنها والتأكيد أنّ صافرات الإستهجان التي كان يتعرّض لها إيكر في سانتياغو برنابيو في الآونة الأخيرة أطلقتها بعض الجماهير بدعوة مباشرة من بيريز. أشياء كثيرة تدعو للسخط من بيريز.

جماهير "الملكي"، فكان لها الحصّة الأكبر من شنّ الهجومات على الرئيس. لا ينسى هؤلاء كلمة الوداع وبكاء حارس المرمى. لقد تأثّرت جماهير النادي بحزن قائد فريقها حزنًا عميقًا. الحارس والقائد الذي حصل على الألقاب وكتب التاريخ مع النادي لسنوات عديدة. لكن، أين أصبحت المطالبات باستقالة بيريز اليوم؟ تبخرت. لقد هدأت العاصفة.

كانت الصورة، قبل شهرين، في المؤتمر الذي هيمن عليه بيريز بمحاولاته الحثيثة لتنظيف صورته أمام الجماهير، ونفيه لأن يكون له أي علاقة برحيل كاسياس عن النادي، على النحو الآتي: هتافات جديدة من الجماهير التي كانت تودّع حارسها في المدرّجات. "فلتستقيل يا فلورينتينو!" و"سنطردك إلى الشارع يا فلورينتينو!" و"راموس لن يباع!" بالإضافة إلى هتاف الجماهير بإسم النجم "إيكر! إيكر! إيكر!" ولقبه "كابيتان! كابيتان!". كل هذا تبخر. أمّا الصحيفتان الإسبانيتان المختصّتان بالرياضة والمقرّبتان من النادي "الملكي"، "آس" و"ماركا"، فكانت تبثّان مقاطع الفيديو التي تظهر هتافات الجماهير المسيئة لبيريز وعنونت في صفحتيها الرئيسيتان في اليوم التالي عن هذا الحدث غير المألوف. والصورة اليوم، لا تختلف كثيرًا، تألق "القدّيس" أمس، مع بورتو ضدّ تشلسي، أما الريال، فيعاني.

ثمة من يقول إنّ بيريز قد يفعل أي شيء من أجل المال

صحيح أن الجماهير هدأن قليلاً حتّى سرّبت "ماركا" عبر موقعها مقطع فيديو يظهر بيريز وهو يتحدّث عن سبب رحيل كاسياس من النادي إلى رئيس إحدى بعثات ريال مدريد الذي زاره قائلاً: "رحل كاسياس لأنّ الكيل قد طفح بالنسبة إليه"، وأضاف أنّه (بيريز) كان قد سبق وتخلّص من جميع اللاعبين الذين يسبّبون له الإزعاج، لتعود جماهير "الملكي" وتشتعل الغضب من جديد. غضب يتكرر كل فترة، خاصةً بعدما يتألق نجومهم السابقين في فرقٍ جديدة.

يذكر أنّ فلورينتينو بيريز يعتبر ووفق وصف المحلّلين الرياضيين ومتابعي رياضة كرة القدم حول العالم من رؤساء نوادي كرة القدم "الماديّين" باعتبار أنّه لا يحترم اللاعبين ولا مسيرتهم مع النادي مهما كانت عظيمة. وهو نموذج واضح لأحد أكبر "رأسماليي" كرة القدم. يتابع البعض بالقول إنّ بيريز "قد يفعل أي شيء من أجل المال" ولو كان ذلك يتعارض مع اسم النادي ومبادئه.

ويشغل بيريز منصب رئيس نادي ريال مدريد الآن للمرّة الرابعة، حيث كانت ولايته الأولى منذ العام 2000 وحتّى 2006، ليعود ويقدّم ترشّحه على رئاسة النادي في 2009 والذي فاز بها كونه المرشّح الوحيد الذي باستطاعته تقديم المبلغ المطلوب للترشّح، ففاز بالمنصب للمرّة الثالثة. أمّا تولّيه رئاسة النادي للمرّة الرابعة فكانت عام 2013 بعد تعيينه للمدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على رأس الفريق الفنّي ليعود ويتخلّى عنه بطريقة مفاجئة في شهر أيار/مايو الماضي بعد عدم تحقيقه للنتائج المرجوّة مع الفريق، في طريقة مهينة للمدرب الإيطالي الكبير. بيريز، لا يحترم أحدًا، هذا هو السائد بين صفوف مشجعي ريال مدريد.

 

إقرأ/ي أيضًا:

 بواش ودي ماتيو والحظ ثالثهما!

بيريز يطرد لوبيتيغي من النادي.. ويورّط سولاري بتولّي المهمّة