26-مايو-2024
الجوع

يعاني أطفال غزة من الجوع والعطش

تواصل حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي تبعاتها على قطاع غزة، ما أسفر عن أوضاع مأساوية يعيشها سكان القطاع المحاصر، فثمة نقص هائل وحاد في أدنى مقومات الحياة، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع بشكل خيالي، بالتزامن مع شحّ للبضائع، ما جعل البعض يبيع ممتلكاته من أجل سدّ رمق أطفاله بشربة ماء أو لقمة عيش.

صحيفة العربي الجديد استعرضت في تقرير لها بعضًا من معاناة أهالي القطاع المحاصر، حيث لم تتمكن بعض العائلات في غزة من تحمّل النفقات المرتفعة للبقاء على قيد الحياة، في ظل عدم توافر أي دخل لهم خلال العدوان، فبدأوا البحث عن مقتنيات ثمينة لبيعها وتوفير مقومات الحياة.

"لست الوحيدة التي اضطرت إلى بيع مصوغاتها، فكثيرات في غزة بعن كل ما يملكن من أجل البقاء على قيد الحياة".

 

واستعرضت الصحيفة شهادات لبعض الأسر، حيث قالت أماني عيسى وهي من سكان مخيم البريج سابقًا، إنها لم تتوقع يومًا أن تبيع مصوغاتها التي جمعتها بعد سنوات طويلة من العمل والكد من أجل شراء قليل من الطعام. تركت عيسى بيتها في مخيم البريج بعد تدميره من قبل طيران الاحتلال إلى دير البلح، وتؤكد أنها لم تتردد في بيع الذهب من أجل إطعام أطفالها، وأنها أنفقت المال على توفير الطعام والمأوى لعائلتها.

وزادت أماني عيسى: "الأسعار جنونية في الأسواق، والتجار يحتكرون البضائع، ويجب أن نستمر في الحياة ومقاومة كابوس الحرب حتى لو بلقمة الطعام. كنت أدخر جزءاً من راتبي الشهري، وقد أنفقت ذلك كله، ثم بعت المجوهرات لتوفير الطعام. الحياة توقفت منذ بدء الحرب، والآمال والطموحات والأحلام ارتطمت بالواقع المختلط بالدم والدمار".

الجوع
الجوع يفتك بأبناء غزة

وذكرت عيسى إلى أنها كانت تجمع المجوهرات بعد الكثير من الكدّ والعمل من أجل مستقبل أنباءها، لكنّها صرفت كلّ ذلك من أجل الطعام والشراب: "لست الوحيدة التي اضطرت إلى بيع مصوغاتها، فكثيرات في غزة بعن كل ما يملكن من أجل البقاء على قيد الحياة".

الصحيفة عرضت شهادة أخرى لرجل اسمه عبد الله حمص "47 سنة" من محيم النصيرات، حيث باع عبد الله سيارته التي تعتبر مصدر دخله ودخل عائلته الوحيد، يقول عبد الله: "بعد نفاد كل ما أملك من أموال، بدأت التفكير جدياً في بيع السيارة التي جمعت ثمنها خلال عملي لسنوات على سيارات الأجرة. لن أنتظر موت أبنائي جوعاً وقهراً في ظل الأسعار الخرافية للمواد الغذائية. اضطررت إلى بيع السيارة بسعر يقلّ عن ثمنها الحقيقي نتيجة الحرب وحاجتي الماسة إلى المال".

شهادة أخرى تكشف الواقع المأساوي الذي يعيشه سكان قطاع غزة، خلال حملة الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال، علا محمود عمرها 38 سنة، هاجرت من مدينة غزة إلى إحدى مخيمات مدينة رفح، وباعت حاسوبها المحمول من أجل تأمين قوت أطفالها في ظل ظروف النزوح القاسية التي يعاني منها عدد كبير من المواطنين.

وقالت علا التي كانت تعمل في مجال التسويق الالكتروني: "كان الجهاز مصدر دخلي الوحيد في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي كان ولا يزال يعاني منها قطاع غزة، بسبب استمرار الحصار ومعدلات البطالة العالية. ترددت في بيع حاسوبي كثيراً، خصوصاً أن التجار سيشترونه بسعر قليل، لكن الحاجة كانت أكبر. بعته بنحو 1500 شيكل حوالي 400 دولار، علماً أن سعره قبل الحرب كان قرابة 3500 شيكل أي ما يعادل ألف دولار. المبلغ الذي تسلّمته نفد بعد أيام بسبب غلاء الأسعار، وهذا حال الجميع مع استمرار الحرب".