14-ديسمبر-2015

عادل السيوي/ مصر

النشيد الأول 

فقدتْ أعضائي القدرةَ على الحركة 
ولم تعد لي تسليةٌ سوى الكتابة
فوق أزرار الكيبورد 
عن زهرة الصبح.
 
كان بودِّي أن أكتب إليكَ 
من هذا البلد البعيد 
شيئًا ذا بال عنِّي 
ولكن عزيزي لويس 
حياتي فارغة تمامًا 
تبدأ ليلًا بتدخين سيجارة حشيش صغيرة 
والمكوث مدة ساعة ونصف الساعة أفكر فيك 
وحثِّك لي لأشرب المخدر حتى الموت. 
كبرت بعلَّة الطيور كما كنت تقول 
عن رغبتي بأن يكون لي جناحان مطويَّان 
للخلف.
 
الاندفاع قاتلٌ ليس إلَّا فتوقف عن التهكم 
والسخرية بينما تقرأ هذه السطور 
لم أكن سوى محظية 
تمنَّت لك الموت الهانئ في يوم قاهري ممطر 
بين أحضان رفاق الخيال 
هل لا تزال تلتقيهم لويس 
وتصر على تأليفهم بين شفاهك 
هل تعرف لكم أحببت أسماءهم
وتلك الطريقة الملتوية 
في الحكي عنهم 
بين الانتقال من مقهى لبارٍ 
وأنا بين أحضانك سعيدة 
لكوْني أرافق رجلًا جنتلمانًا
يراني أجمل امرأة في هذه 
المدينة المملَّة 
وبقدرة قادر بين حكاية وأخرى 
على لسانك 
أصدق بأنني "أليس"
وليست لقدميّ سوى التمشية في بلاد العجائب.
لمَ لا تزرني 
بودِّي أن آكل معك الآن وجبةً خفيفةً
وتسحبني كالكلبة من فراشي 
إلى غرفة الصالون لنلعب معًا 
في وجه "ليلى مراد" بالقلم الفلومستر
بينما يصرخ أحدنا
الأسرع في الشخبطة 
"كل هذه الروْح لي"
كنا مجنونيْن.. لويس
ولكم ملأ المرح أجواء غرفتنا الفقيرة 
إيهٍ لويس
إنني يقظة وممتلئة بزهرة الصبح.

 

النشيد الثاني 

يا زهرة الصبح 
أنت أختٌ لروْحي العليلة 
فلا تتركي اليأس يأكلني
من الداخل.
 
أنا ابنة لرائحة تخصُّك 
ولكم تأملت منظرك البهيّ بحنان 
ولم أفكر بأن أمسَّك بسوء
وكنت حذرةً من جموحي 
كما لم أفعل من قبل 
بينما أرفعك لأعلى بين يديّ 
وتكونين على مسافة قريبة من شفتيّ
وأظل أؤجل كالمازني
أن آكلك كالأسد 
وأهضمك كالنعامة
لكوني أراك يا زهرة الصبح 
وحيدة وحزينة كإلاهة اليونان
التي بودِّي أن أصادفها
مرة أخرى 
كأنني فريدا كالو 
وهي أم بديلة لي. 

النشيد الثالث

شلّحوني يا أوغاد خيالاتي المريضة
بودِّي أن أسير عارية في حِمَى حبيبي
ويقال عنه عنِّين أحبَّ امرأةً باهرة الجمال
ويقال عني بلهاء سباني رجلٌ أحمقٌ ذو لسان طويل للذود عن مفاتني
أنا ذات القدمين الثوريَّتين 
لم أكن له سوى بيت ومدينة 
للحاق بالباص الإلهي. 

النشيد الرابع 

كنوزي مخبَّأة في سراديب 
روْحي الكبيرة 
لأجل هذا الأرعن لويس 
أعددت برنامجًا قصصيًا لموته أمامي 
إذا لحس إصبعًا لفتاة أخرى 
أنا التي وضعتها في طريقه المُعتمة
ليتمادَى نحو نُكراني. 
ألست اليد الباطشة للذكور وهو مسلوب الإرادة 
كأنه دميتي القطنية النائمة أمامي 
بين كتاب الإنجيل وملاءة ملئت برسوم مقلَّدة 
لفرشاة اللعين ماتيس. 

النشيد الخامس 

أنا الحلوة العجوز 
ذات الأربعين ربيعًا 
المادُّة يديها بين تلك السحب 
لتُرَى بعينيه ملونةً بالغيوم
في نهاية فصل الصيف 
كأنها على وشك أن تمطر ثلوجًا 
لمَ لا يظن هذا المغرور لويس 
أنني بودِّي قبل السير عارية في حِماه 
أن أغسِّله مرات ومرات
فوق رصيف لمقهى وأزهار 
لألقي عليه محبة من عندي 
وأكون تلك العبدة الهائجة التي 
أهداها إليه ملك الحبشة 
كما خاطبني هذا الفتى الحلُّوف 
في رسالة حب. 

النشيد السادس 

كيف أبدو كالوصَّافة لحالي هذه 
إنني ثملة وخائفة 
وأجلس بروْح فقيرة 
ليس في حوْزتها من متاع الدنيا 
سوى حقيبة "أخطاء صغيرة 
وعدة أسباب للقسوة"
وبعض المجازات التي تسلبني كالخردة 
لأنقاض عزلة تتراءى.

بودِّي الانطلاق خفيفة
وسط موكب لحشود نائمة بين ضلوعي 
لكم اخترعت صوتًا حنونًا
يؤنسني في ظلمة لغرفة بنسيون 
وأكلت الوحشة وقطعتها بين أسناني 
ولا تزال نجاتي رهينةً لصوت 
على الطرف الآخر من التليفون 
يقول بملء صوتٍ مرتعشٍ لمخنَّث 
تعالِي إليَّ كجمْع من الأطفال حديثي الولادة 
بأسنانك الذهبية 
ليعتاد فتاي قوْل الألفاظ الليِّنة 
في سمْت طيف لرجل 
يراني الجميلة فينوس 
مصدقًا إياي
أنني صُنع يديه الشريفتين.

اقرأ/ي أيضًا:

قلبٌ تقضي العصافير حاجتها عليه

أشياء لا تحتاج إلى تماثيلَ لحملها