13-سبتمبر-2020

تسبّبت لحوادث الجماعيّة بخروج 8 سيّارات من السباق (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

توّج البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق ميرسيديس بسباق جائزة توسكانا الكبرى للفورمولا ون، والذي يجري للمرّة الأولى في حلبة موجيلو الإيطالية، الخاصّة بفريق فيراري، بمناسبة دخول الفريق الإيطالي العريق السباق رقم 1000 له بالفورمولا ون، والذي شهد العديد من التقلّبات والحوادث، وأسفر عن عدم إكمال ثمانية سائقين للسباق من أصل 20، نظرًا لما تخلّله من حوادث أدّت لدخول سيارة الأمان مرّة واحدة، ورفع الرايات الحمراء مرّتين، هذا الأمر يعني إيقاف السباق وانطلاقته من على خطّ البداية.

احتفلت الفورمولا ون مع فريق فيراري بالسباق رقم 1000 للفريق في بطولة العالم، وفي هذا الشأن تمّ ترتيب حلبة توسكانا الخاصّة بفريق فيراري لإجراء هذا السباق الاستثنائي، فوفقًا لفيروس كورونا وتبعاته تمّ إلغاء العديد من البطولات المقرّرة سابقًا، كجوائز سنغافورة واليابان والبرازيل والمكسيك وأمريكا الكبرى، وهنا تمّ جدولة السباقات بحيث تستضيف توسكانا السباق الأوّل في تاريخها بما يتزامن مع سباق فيراري رقم 1000 في البطولة، كون الحلبة تملك كافّة المعايير المثاليّة لإجراء هذا السباق، فريق فيراري هو الوحيد الذي خاض كافّة مسابقات بطولة الفورمولا ون ولم يغب عنها منذ انطلاقتها في عام 1950.

تسبّبت الحوادث الجماعيّة الخطرة في السباق بخروج 8 سائقين منه، وحده لويس هاميلتون حافظ على تركيزه ونال المركز الأوّل بجدارة

من أجل ذلك نظّمت فيراري قبل انطلاق السباق بساعات لمحة تكريميّة لأسطورته مايكيل شوماخر، والذي يعدّ أحد أبرز النجوم في تاريخ الفريق والفورمولا ون على حدّ سواء،  تمّ جلب مايك شوماخر متصدّر ترتيب الفورمولا اثنان، وهو ابن الأسطورة مايكل شوماخر، وأُعطي سيّارة والده التي فاز فيها ببطولة العالم 2004، وساق بها الحلبة قبيل انطلاق السباق بساعات، في خطوة جميلة تعطي شوماخر الأب عرفانًا بالجميل على ما صنعه من أمجاد مع الفريق الفلورنسي.

اقرأ/ي أيضًا: حطم رقم شوماخر القياسي.. لويس هاميلتون يفوز بجائزة إسبانيا الكبرى للفورمولا ون

للأسف يعيش فريق فيراري في أسوأ أيامه حاليًّا، قبل انطلاق سباقه رقم 1000 في تاريخه احتلّ مرتبة متأخّرة للغاية في ترتيب الصانعين والسائقين معًا، نال المركز السادس في ترتيب الصانعين، وأفضل سائقَيه ترتيبًا هو شارل لوكلير الذي يحتل المركز الثامن، والآمال شبه معدومة لنيل لقب الجائزة الكبرى في الألفيّة التاريخيّة، لكنّ عامل المفاجأة يبقى حاضرًا في حلبة غير مألوفة للجميع، هذا العامل هو بارقة الأمل الوحيدة لفريق شعاره الحصان الجامح.

بعد خيبة الجولة الماضية من بطولة العالم للفورمولا ون، حينما فشل فريق ميرسيديس متمثّلًا بسائقَيه هاميلتون وبوتاس في الصعود لمنصّة التتويج للمرّة الأولى هذا الموسم، وذلك ضمن جائزة إيطاليا الكبرى في حلبة مونزا، والتي شهدت الكثير من لحظات الجنون، أراد فريق ميرسيديس متصدّر الترتيب عودة مثاليّة لسائقَيه إلى منصّة التتويج، المؤشّرات كانت تدل على أن تحقيق ذلك هو مسألة وقت لا أكثر، فالتجارب التأهيليّة أسفرت عن صدارة هاميلتون، ووصافة بوتاس، الاثنان سينطلقان من المركزين الأوّل والثاني، يليهما بحكم العادة أبرز المنافسين سائق ريد بول ماكس فيرشتابن.

بداية السباق كانت غريبة للغاية، حادث تصادم جماعي من اللفّة الأولى، أسفر عن خروج مخيّب لماكس فيرشتابن من السباق، كذلك الحال بالنسبة لبطل الجولة الماضية الفرنسي بيير غاسلي، دخلت سيّارة الأمان ريثما يتم إبعاد المتصادمين عن مناطق الخطر، وأثناء سماح سيّارة الأمان للسائقين باستئناف السباق، كان بوتاس متصدّرًا للترتيب مستفيدًا من انطلاقته الجيّدة، الكلّ خلفه وفقًا للقوانين لا يسمح له ببداية السباق قبله.

لكنّ تموّجه في القيادة الزائد عن اللزوم، سبّب إرباكًا لدى السائقين في الخلف الذي تباينت سرعتهم مع الانطلاق، الأمر الذي أسفر عن حادث آخر أكثر خطورة من قبله، سلسلة من الحوادث في هذه الانطلاقة أدّت لتهشيم سيّارات نيكولا لاتيفي، كيفن ماغنوسن، أنطونيو جيوفينازي وكارلوس ساينز، بالتالي انسحابهم من السباق، لحقهم بعد ذلك إستيبان أوكون، السباق ما زال في لفّته السابعة من أصل 59، وهنالك سبعة سائقين ودّعت سياراتهم المنافسة.

وهنا تمّ رفع الرايات الحمراء في السباق، نتيجة لكم التصادم الهائل الذي حدث، ما يعني إيقافه حتّى يتم تنظيف الحلبة من شظايا الاصطدام، والانطلاق من جديد وفقًا للترتيب الأخير، مع السماح للجميع بدخول مناطق الصيانة وتبديل الإطارات، ومع انطلاق السباق من جديد نجح هاميلتون في استرجاع المركز الأوّل، وسارت الأمور مثاليّة بالنسبة لفريق ميرسيدس حينما احتلّ سائقَيه المركزين الأوّل والثاني، والتنافس كان شديدًا على المركز الثالث بين دانيال ريكاردو ولانس سترول، قبل أن تنقلب الأمور مرّة أخرى في هذا السباق.

ففي اللفة 44 وبينما يطارد سترول منافسه ريكاردو على المركز الثالث، تعرّض إطار سيّارته الخلفي لثقب أدى لفقدانه السيطرة عليها، فارتطم بشكل قويّ للغاية على جدار الحماية، وتهشّمت سيّارته بشكل مرعب، وطمأن الجميع فور خروجه من سيأرته بأنّه سليم الجسد، هنا رُفعت الرايات الحمراء وتمّ إيقاف السباق مرة أخرى، حتّى يتم ترميم جدران الأمان من جديد، إضافة إلى إخماد الحريق الذي سبّبه الحادث وانتشال شظايا السيارة المتناثرة.

بقي 12 سيّارة في السباق فقط، عليهم جميعًا أن ينطلقوا من جديد وفق آخر ترتيب لهم قبل الحادث، حافظ هاميلتون على المقدّمة حتّى النهاية، وتلاه زميله بوتاس، والإثارة كانت حاضرة في المركز الثالث الذي ناله أخيرًا سائق ريد بول ألكسندر ألبون، وهذه هي المرّة الأولى التي يصعد لها لمنصّات التتويج، فيما عزّز هاميلتون رصيده في صدارة الترتيب بـ190 نقطة، يليه زميله بوتاس 135، ثمّ فيرشتابن 110، وعلى صعيد ترتيب الصانعين، تحلّق ميرسيديس عاليًا بـ325 نقطة، ثمّ ريد بول ريسينغ 173، بعد ذلك مكلارين 106.

وينال صاحب المركز الأوّل في كلّ سباق 25 نقطة له وللشركة المصنّعة، وصاحب المركز الثاني 18، والثالث 15، والرابع 12، والخامس 10، والسادس 8، والسابع 6، والثامن 4، والتاسع 3، والعاشر نقطة واحدة، فيما لا ينال من يحتل مراكز بعد ذلك أي نقطة من سائقين أو فرق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أكثر سباقات الفورمولا ون جنونًا.. بيير غاسلي يظفر بجائزة إيطاليا الكبرى

بثلاث عجلات فقط.. لويس هاميلتون يُنهي سباق سيلفرستون في المركز الأوّل