14-أغسطس-2015

تحول الحرب الأطفال إلى مقاتلين صغار (الأناضول)

عانى أطفال سوريا على مدار أربع سنوات ظروفًا عنيفة حولتهم لأطفال كبار يواجهون تجارب قوية. صاروا أكثر قسوةً، وفي الوقت الذي من المفترض أن يكونوا فيه في المدراس والملاعب، أصبحوا يقطنون الخيم ومراكز الإيواء والشوارع.

ليس الهدف من هذا أن يسرد الأطفال ما حدث معهم خلال السنوات الفائتة، وأن يتذكروا لحظات مؤلمة من ذكريات الرحيل والقصف، ولذلك لم أتقصد فقط الحديث مع أطفال تعرضوا للتهجير من مناطقهم المقصوفة. اخترنا عدة نماذج أردنا أن تكون مختلفة.

الناس هنا يأتون ويرحلون

حرب الأسد على السوريين دمرت براءة ذلك الطفل وحولته إلى مقاتل صغير بدأ يعتاد على صوت المدافع والقذائف، يحلم بأن يكون قدوة وبطلا مثاليا للحرب، الروسيّة "الكلاشنكوف" والدوشكا والدبابة كلمات اعتيادية مستعملة دخلت قاموس الطفل ويومياته، إلى جانب ذلك أصبح يحلم هؤلاء الأطفال بالسفر، ويفكرون بالتهريب عن طريق البحر، وبإمكانهم تذكر أسماء فصائل مسلحة وأحزاب تتردد كثيرًا على مسامعهم.

ولإتمام هذا التقرير طرحنا أسئلة بسيطة عن أكثر الأشياء التي يحبها الطفل والأمور التي أصبح يحلم بها، مبتعدةً عن كل ما يخص الكلام عن التهجير والقصف وكل القسوة التي اختبرها وعاشها. قابلنا أطفالا تحت سن 18 عام، ويجدر التنويه إلى أن هذه الحوارات لم تأخذ شكلها الرسمي والاحترافي، إنما ننقل هنا ما جاء من أفواه أصحاب الكلمات.
 


محمد 13سنة، متطوع في ما يُعرف الدفاع الوطني في دمشق، من سكان منطقة التضامن في جنوب العاصمة
- منذ متى وأنت تحمل السلاح؟
- منذ سنتين
- وترغب بالاستمرار؟
- نعم. حتى نقتل أخر إرهابي في سوريا.
- من دفعك لذلك؟
- أمي.
في أي صف أنت؟
- تركت المدرسة من الصف السادس. أي قبل سنتين.
- ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
- سأتطوع في الجيش العربي السوري

علاء 7 سنوات يعيش في أحد مراكز الإيواء في دمشق، قادم من داريا
-  ماهي لعبتك المفضلة؟
- الدوشكا!
- ماهي الدوشكا؟
- سلاح يقتل بسرعة، كثيرًا ما نلعب لعبة الدوشكا أنا ورفاقي في المركز.
- ومن يكسب في النهاية؟
- نحن طبعًا

بتول 9 سنة من منطقة دف الشوك جنوب دمشق
- ما هو اسم القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة في سوريا؟
-  أبو علي رئيس الحاجز
- هل تخافين منه؟
- لا، فهو يحمينا.

أمل 11 سنة تعيش مع جدتها في منطقة قدسيا شمال دمشق، بعد أن توفي والداها في القصف على مخيم اليرموك
- ماذا تحبيّن أن تكوني في المستقبل؟
- حلاقة نسائية، مثل أمي
- هل تحبين المدرسة؟
- كنت أحب مدرستي القديمة، ولكن بعد أن دُمرت لم أعد أحب المدرسة.
- من دمر المدرسة؟
- الطائرة.

جلال 6 سنوات من مخيم اليرموك جنوب دمشق
- ما أكثر الألعاب المفضلة لديك؟
- لا أعرف
- ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
- الشهر المقبل سنذهب إلى ألمانيا
- تحب ألمانيا؟
- أحبها كثيراً، لأن أمي هناك.

حسام 12 سنة نازح مع عائلته من مدينة حمص، يعيش في منطقة الزاهرة
- أيهما أجمل دمشق أم حمص؟
- أحب حمص لأن بيتي فيها، ولكن دمشق أكبر... أحب دمشق أكثر.
- ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
- طيّار
- لماذا؟
- أضرب الناس ولا يروني.

رامي 10 سنوات نازح من منطقة الحجر الأسود، يسكن في منطقة دمر شمال دمشق
- ما أكثر الأشياء التي تحبّها؟
- المحشي
- أيضًا
- الجيش العربي السوري
- ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
- مهندس مثل عمي الشهيد.

أحمد 11 سنة من منطقة الهامة المحاصرة شمال دمشق
- ماذا ستفعل بعد أن ينتهي العام الدراسي؟
- سأذهب إلى السويد
- كيف؟
- عن طريق البحر
- ألاّ تخاف الغرق؟
- أبي سيكون بانتظاري.

طفل عمره 6 سنوات من منطقة ركن الدين شمال دمشق
- ماذا ستصبح عندما تكبر؟
- طبيب
- ما هي لعبتك المفضلة؟
- الحرب
- من هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة في سوريا؟
- حزب الله

هالة 12 سنة من مدينة حلب تعيش في إحدى مراكز الإيواء مع عائلتها
- تحبين المركز؟
- لا. لأن الناس هنا يأتون ويرحلون.
- وأنت راحلة؟
- لا
- من هدم البيت؟
- ( تضحك) لوحده.