25-يونيو-2023
لوحة الحصاد للرسام الهولندي بيتر بروغل الأكبر

لوحة الحصاد للرسام الهولندي بيتر بروغل الأكبر

في الحادي والعشرين من حزيران/ يونيو الجاري، بدأ رسميًا فصل الصيف الذي ينتظره كثيرون بمقدار ما يكرهه آخرون كُثر. ولكنه، مع ذلك، يبقى الفصل الذي يُخرج الناس من بيوتهم ويُعيد لهم ما يُصادره الشتاء منهم. كما يبقى أيضًا أكثر فصول العام ازدحامًا بالمشاريع الجماعية والفردية، ناهيك عن اللقاءات والأمسيات العائلية الطويلة، وغيرها من التفاصيل الأخرى التي تمنح هذا الفصل جاذبيته.

وكغيره من فصول العام، حاز الصيف على اهتمام العديد من الفنانين التشكيليين الذين اكتفى بعضهم بتصويره، بينما عبّر آخرون عن طبيعة نظرتهم إليه. أما المشترك بين هؤلاء جميعًا، فهو غزارة الألوان والعناصر أو التفاصيل التي تُشير إلى حيوية هذا الفصل سواء تعلق الأمر بالإنسان أو الطبيعة.

فيما يلي وقفة مع أشهر 5 لوحات عن الصيف.


1- الحصاد

تُعتبر لوحة "الحصاد" واحدة من أشهر وأهم اللوحات التي تصوّر فصل الصيف، وموسم الحصاد، في تاريخ الفن التشكيلي. كما تُعد أيضًا إحدى أهم وأجمل لوحات الفنان الهولندي بيتر بروغل الأكبر (1525 – 1569)، الذي رسمها عام 1565 إلى جانب 5 لوحات أخرى صوّر فيها فصول العام بتكليف من تاجر لوحات يُدعى نيكولاس جونغلنك.

يُجمع نقاد ومؤرخو الفن التشكيلي على أن اللوحة تحفة فنية خالدة سواء لناحية مهارة بروغل في تصوير طبيعة علاقة الإنسان بالطبيعة والأرض، أو لجهة دقة تفاصيل اللوحة وشكلها وألوانها المبهرة، خاصةً الأصفر الذهبي الذي يطغى عليها.

ويرى آخرون أنها أقرب إلى رواية لكثرة ما تتضمنه من تفاصيل ومشاهد تحكي الكثير عن طبيعة الحياة اليومية في الريف البلجيكي في الصيف، وموسم الحصاد، خلال القرن السادس عشر. إذ يظهر في اللوحة رجال يحصدون، ورجل يستريح في ظل شجرة إلى جانب نساء يأكلن الطعام، بالقرب من امرأتين تجمعان القمح في رزم تحملها نساء أخريات غير بعيدات عنهن. وخلف الحقل، ثمة كنسية، وعربة تحمل القمح، ورجال يسبحون في بركة صغيرة، وأطفال يلعبون، ومشاهد أخرى كثيرة.


اللوحة

2- بعد ظهر يوم أحد في جزيرة لا غراند جات

"بعد ظهر يوم أحد في جزيرة لا غراند جات" أهم لوحات الرسام الفرنسي جورج سورا (1859 – 1891) وأكثرها شهرةً على الإطلاق لأسباب عديدة، أهمها الأسلوب الذي رُسمت به، وهو "التنقيطية" الذي مثّل بداية اتجاه فني جديد كاد ليكون بديلًا للمدرسة الانطباعية لو أن سورا قام بتعليم أساسياته للآخرين.

رسم الفنان الفرنسي لوحته هذه بين عامي 1884 – 1886، وصوّر فيها مجموعة أشخاص يتنزهون على الجزيرة التي تحمل اللوحة اسمها في يوم صيفي. ورغم أنها أثارت حفيظة النقاد في البداية، إلا أنها شغلت فيما بعد تفكيرهم لسنوات طويلة حاولوا خلالها تفسير مضمونها ورسالتها الغامضة بحسب الكثير منهم.


اللوحة

3- القصة الثانية: أشعة الشمس

اشتهر الرسام الأمريكي إدوارد هوبر (1882 – 1967) بلوحاته التي تُعبّر عن هيمنة الوحدة على المجتمع الأمريكي خلال القرن الفائت، وتكشف مصير ما يُعرف بـ "الحلم الأمريكي" الذي تفضح لوحاته زيفه وتناقضاته.

وإلى جانب لوحاته هذه، رسم هوبر لوحات أخرى كثيرة تتناول مواضيع مختلفة، منها لوحة "القصة الثانية: أشعة الشمس" التي رسمها عام 1960، وصوّر فيها امرأة عجوز وشابة تتسكعان على شرفة منزلهما في يوم صيفي. ولعل أكثر ما يبدو لافتًا للانتباه في اللوحة هو ضوء الشمس، سواء خارج المنزل أو حتى داخله.


اللوحة

4- حقل الخشخاش

رسم الفنان الفرنسي كلود مونيه (1840 – 1926) أثناء إقامته في منطقة أرجنتوي بالضاحية الشمالية لباريس، الكثير من اللوحات التي صوّر فيها مناظر طبيعية عديدة في مختلف فصول العام، منها لوحته "حقل الخشخاش" التي رسمها في صيف عام 1873، وعُرضت أمام الجمهور في معرض انطباعي أُقيم عام 1874.

تُعتبر اللوحة واحدة من أكثر لوحات مونيه شهرةً. وفيها، رسم رائد الانطباعية امرأتين وفتاتين صغيرتين في حقل أخضر تملأ زهور الخشخاش نصفه الأيسر، بينما يطغى اللون الأخضر على النصف الأيمن.


اللوحة

5- مساء صيفي

تتمحور لوحات الرسام الروسي إسحاق ليفيتان (1860 – 1900) حول المناظر الطبيعية التي رسمها في فصول مختلفة، منها الصيف الذي صوّره في لوحات عديدة لعل أشهرها لوحة "مساء صيفي" التي رسمها عام 1899.

يرسم الفنان الروسي في لوحته هذه حقلًا بسيطًا لا يوجد ما يلفت الانتباه فيه سوى ضوء الشمس، لحظة غروبها، الذي يقسم الحقل إلى قسم معتم، إلى حد ما، وآخر مُضاء يفصل بين القسم الأول والسماء.


اللوحة