من أجل الحفاظ على التراث الغنائي اليمني من الاندثار والسرقة، أسّس الملحن والمؤلف الموسيقي اليمني فؤاد الشرجبي البيت اليمني للموسيقى والفنون في العام 2007، ولكون الموسيقى لغة السلام يسعى البيت اليمني لمحو الأمية الموسيقية ونشر الوعي الموسيقي في أوساط اليمنيين، وتدريب وتأهيل الشباب الهواة للموسيقى. كما يسعى إلى إعادة مادة الموسيقى إلى المدارس، وتنمية وتبني المواهب في المجالات الفنية، وتكوين فرق موسيقية تساهم في دعم الحراك الفني وخلق مساحة من الجمال والمحبة والسلام في المجتمع، الذي تشوهت ذائقته الفنية بسبب الوضع غير المستقر في اليمن.

الهدف الأساسي للبيت اليمني للموسيقى والفنون هو رصد وتوثيق الغناء اليمني بكافة أشكاله وأنواعه

تخرج أكثر من 1500 طالب وطالبة من البيت اليمني للموسيقى، حيث منح للعشرات منهم الدبلوم في العديد من الآلات الموسيقية مثل البيانو والعود والجيتار والكمان، وكذلك في مجال الغناء، كما يلتزم البيت اليمني بمنهج دراسي حديث يتم تدريسه في العديد من المعاهد الموسيقية في أوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية.

اقرأ/ي أيضًا: في الحرب.. الزوامل اليمنية لا تقلّ ضراوة عن المدافع

الهدف الأساسي للبيت هو رصد وتوثيق الغناء اليمني بكافة أشكاله وأنواعه، وجمع أكبر كمية من التسجيلات الصوتية اليمنية القديمة والحديثة ووضعها في قاعدة بيانات تحفظها، وتدوين أمهات الغناء اليمني التي يزيد عمرها عن ثلاثمئة سنة، كما تهتم بإحياء الموروث الغنائي والإنشادي، بحسب حديث مؤسسه فؤاد الشرجبي لـ"ألترا صوت".

يهتم البيت اليمني بكافة أشكال وألوان الغناء في اليمن بشقيه الكلاسيكي والشعبي وتمكن بيت الفنون من جمع أكثر من ستين ألف تسجيل صوتي لأغانٍ تراثية وحديثة وشعبية، منها الدان والبال والزامل الإنشاد الديني والموشحات وأغاني صوفية بالإضافة إلى الأغاني الزراعية من مهاجل ومهايد ومغارد وملالاة وغيرها من أغاني المزارعين في كل المحافظات اليمنية.

في البيت اليمني للموسيقى والفنون (ألترا صوت)

كما تمكن العاملون في البيت اليمني من جمع عدد كبير من أغاني البحر والصيادين، سواء في ساحل البحر العربي، أو تهامة في ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى أغاني البدو الرحل وأغاني العمل وأغاني الأعراس والأفراح وأغاني الأطفال المصاحبة لألعابهم. ويؤكد الشرجبي أنهم" يقومون بجمع بتوثيق كل ماقيل لحنا وغناء في البلاد".

جمع البيت اليمني الأغاني والألحان من إذاعات عدن وصنعاء وحضرموت وتعز والحُديدة، وإذاعات دولية، بالإضافة إلى النزول والمسح الميداني وتسجيل ما تبقى في ذاكرة المسنين، وشراء بعض التسجيلات النادرة من جامعي التحف اليمنية.

الإهمال من قبل الدولة للتراث اليمني والفنون اليمنية العريقة الضاربة في أعماق التاريخ الإنساني، والسرقات المتكررة للألحان اليمنية من قبل دول الجوار وتشويه وتحريف الأغاني اليمنية هو ما دفع فؤاد الشرجبي لتأسيس البيت اليمني للموسيقى، إذ يشير إلى أن سبب السرقات المتكررة للألحان اليمنية هو غياب الدولة ثقافيًا وإعلاميًا على المستوى العربي والعالمي، وإهمال الدولة الواضح للثقافة والفنون والآداب، بالإضافة الى عدم المتابعة لمن سطوا على التراث اليمني، والعمل على حماية حقوق الملكية الفكرية للمبدع اليمني.

يعمل البيت اليمني على توثيق كل الغناء اليمني وتسجيل حقوق الملكية الفكرية، والحقوق المجاورة للمؤلف، وذلك من خلال القانون الدولي الذي يحمي هذه الحقوق، عبر منظمة الوايبو في جنيف، لمواجهة ظاهرة سرقة التراث الغنائي اليمني.

سبب السرقات المتكررة للألحان اليمنية يعود إلى غياب دور الدولة الثقافي والإعلامي

عدم الاستقرار والحروب العبثية التي تؤثر سلبيًا وبشكل مباشر على نشاطات بيت الموسيقى، بالإضافة إلى غياب الدعم المادي لمشاريع البحث الفني، أبرز ما يواجهه البيت اليمني للموسيقى.

اقرأ/ي أيضًا: ريم العيّاري.. انتصار الفنّ لأجل الفنّ

"في ظل ظروف مادية قاهرة نعجز فيها حتى على تسديد إيجارات ومصاريف التشغيل لمقر ومبنى البيت اليمني للموسيقى والفنون"، يقول فؤاد الشرجبي، ثم يختم: "أصبحنا في صراع دائم من أجل البقاء".

 

اقرأ/ي أيضًا:

إيمي هيتاري.. أغاني الأنمي بنكهة يمنية

فنّ أهلّيل.. غرام التصوّف والرّوحانيات الجزائري