أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحييد زعيم تنظيم "داعش" أبو الحسين القرشي، في عملية للاستخبارات التركية بسوريا. جاء ذلك خلال لقاء تلفزيوني مع عدة قنوات تركية محلية، مساء الأحد، بحسب ما جاء في وكالة الأناضول.

وأوضح أردوغان أن "الاستخبارات التركية كانت تتعقب منذ زمن طويل أبو الحسين القرشي زعيم ما يسمى داعش، وتم تحييده أمس في عملية بسوريا".

بحسب مصادر محلية فإن العملية نفذت في منطقة جندريس بريف حلب الشمالي

وأشاد أردوغان بنشاط جهاز الاستخبارات التركية، قائلًا: "استخباراتنا تقوم حاليا بأعمال مهمة للغاية في مجال مكافحة الإرهاب، حتى إن هذا الجهاز بات يشرف على عقد لقاءات بين الاستخبارات الروسية والأمريكية".

وكان مصدر مطلع من "الشرطة العسكرية" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" تحدث لصحيفة "العربي الجديد"، وقال إن قياديًّا بارزًا في تنظيم "داعش" فجّر نفسه ليل الجمعة/ السبت الفائت، إثر عملية أمنية نفذها "جهاز الاستخبارات التركية" بالاشتراك مع مجموعات أمنية من "الجيش الوطني السوري" في ناحية جنديرس بريف حلب الشمالي، مؤكدًا أن الهدف من العملية كان إلقاء القبض على القيادي، لكنه فجّر نفسه. 

.

وبيّن المصدر لـ"العربي الجديد" أن العملية كانت سرية جدًا واقتصرت مهمة الشرطة العسكرية خلال العملية على تأمين الطرقات والحواجز للاستخبارات التركية، فيما لم يفصح المصدر عن اسم ومنصب القيادي، مكتفياً بالإشارة إلى أنه قيادي بارز بالتنظيم.

وكان تنظيم "داعش" قد أعلن مبايعة أبو الحسين الهاشمي القرشي في رسالة صوتية، نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، بعد إقراره بمقتل زعيمه الثالث أبو الحسن القرشي، وذلك بعد حصاره من قبل مجموعات محلية في ضواحي درعا جنوب سوريا، مما دفعه لتفجير نفسه.

Getty

حرب أوكرانيا والعنصرية

كما تطرق أردوغان إلى الحرب الروسية الأوكرانية، مبينًا أن أنقرة تقوم بوساطة ناجحة في عمليات تبادل الأسرى بين الطرفين. مشيرًا إلى نجاح عمليات شحن الحبوب عبر البحر الأسود، ومؤكدًا رغبة تركيا في تقديم الدعم للدول الأفريقية النامية عبر اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود.

 

Getty

وردًا على سؤال حول دخول حزب AFD الألماني المعادي للأجانب للبرلمان، قال أردوغان: "للأسف هذا التيار العنصري لا ينمو بألمانيا فقط. العنصرية وكراهية الإسلام والتمييز تنتشر بسرعة في الغرب مثل الخلية السرطانية. من ناحية أخرى، لم تظهر الدول الغربية بعد الإرادة الكافية لمواجهة هذا التهديد".

وتطرق إلى قضية مقتل 8 مواطنين أتراك على يد منتسبي جماعة "الاشتراكيون الوطنيون تحت الأرض" الألمانية، قائلًا: "القرار القضائي بحق هذه الجماعة لم يطمئن الرأي العام، فالسلطات الألمانية أخفت آلاف الأدلة المتعلقة بهذه الجماعة، ولم يتم محاسبة من قتلوا المواطنين الأتراك".

كان تنظيم "داعش" قد أعلن مبايعة أبو الحسين الهاشمي القرشي في رسالة صوتية، نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، بعد إقراره بمقتل زعيمه الثالث أبو الحسن القرشي

وأضاف الرئيس التركي: "سنظل نتابع هذه القضية وسنقوم بما يلزم بما في ذلك اللجوء إلى المحاكم الدولية المعنية من أجل الحصول على تعويضات مادية ومعنوية ومحاسبة الجناة". لافتًا النظر إلى انتشار الإسلاموفوبيا في الغرب، وحرق نسخ من القرآن في عدة دول أوروبية.