22-فبراير-2024
أخلاقيات البحث العلمي

.احترام حقوق المشاركين في البحث يعتبر جزءًا أساسيًا من أخلاقيات البحث العلمي

أخلاقيات البحث العلمي من أساسيات البحث؛ إذ يشكل البحث العلمي أحد الركائز الأساسية  في بناء المعرفة وتطوير المجتمعات، ولهذا السبب فإنه يتطلب التزامًا أخلاقيًا عاليًا من قبل الباحثين والعلماء. وتعتبر الأخلاقيات جزءًا أساسيًا من عملية البحث العلمي، حيث تسهم في ضمان النزاهة والموثوقية والشفافية في النتائج والاستنتاجات. بالإضافة إلى ذلك يساهم الالتزام بالأخلاقيات في بناء سمعة الباحث وزيادة الثقة في النتائج التي يتوصل إليها، وبالتالي يسهم في تقدم المجتمع ورفع مستوى العلم والتكنولوجيا.

 

أخلاقيات البحث العلمي

أخلاقيات البحث العلمي تمثل مجموعة من المبادئ والقيم التي يجب على الباحثين احترامها والالتزام بها أثناء إجراء أبحاثهم. ومن أهم أخلاقيات البحث العلمي نذكر ما يأتي:

  1. النزاهة والأمانة

النزاهة والأمانة تعتبران من أهم أخلاقيات البحث العلمي، وتتمثل في الالتزام بالصدق والشفافية في جميع جوانب البحث. ويتضمن ذلك ما يأتي:

  • الصدق في التقديم: يجب على الباحثين أن يقدموا النتائج والمعلومات بصدق ودقة، دون تحريف أو تزوير البيانات لتناسب توقعاتهم أو لتحقيق أهداف معينة.
  • الشفافية في الإعلان: يتعين على الباحثين توضيح طرق البحث ومنهجيتهم وعملياتهم بوضوح، بما في ذلك تفاصيل العينات وطرق القياس المستخدمة، وذلك لتمكين الآخرين من إعادة تكريس النتائج وتحقيق المزيد من الاستنتاجات.
  • الاحترافية في التعامل مع البيانات: يجب على الباحثين التعامل بحرفية وأمانة مع البيانات، وعدم تحريفها أو تزويرها في أي وقت خلال عملية البحث.
  • التقدير لحقوق الملكية الفكرية: ينبغي على الباحثين احترام حقوق الملكية الفكرية للآخرين وعدم انتهاكها، سواء كانت ذات صلة بالأفكار أو البيانات أو النتائج المنشورة.
  • التعامل الأخلاقي مع المشاركين: يجب على الباحثين التعامل بأمانة ونزاهة مع جميع المشاركين في البحث، بما في ذلك المشاركين في التجارب أو الدراسات الميدانية، وضمان سلامتهم واحترام خصوصياتهم.

يتوجب على الباحثين الحفاظ على سرية المعلومات التي يتم الحصول عليها من المشاركين، وعدم كشفها أو نشرها دون موافقة صريحة منهم.

 

  1. احترام حقوق المشاركين

احترام حقوق المشاركين في البحث يعتبر جزءًا أساسيًا من أخلاقيات البحث العلمي، ويتضمن ذلك عدة جوانب مهمة، وهي:

  • موافقة المشاركين: يجب الحصول على موافقة مشروعة ومستنيرة من المشاركين قبل بدء أي نشاط بحثي يشملهم، سواء كانت تجاربًا ميدانية، استطلاعات، مقابلات، أو أي نوع آخر من التفاعلات البحثية.
  • سرية المعلومات: يتوجب على الباحثين الحفاظ على سرية المعلومات التي يتم الحصول عليها من المشاركين، وعدم كشفها أو نشرها دون موافقة صريحة منهم، ما لم تكن هذه المعلومات ذات طابع عام ولا تتعارض مع خصوصية المشاركين.
  • احترام الخصوصية والكرامة: ينبغي على الباحثين التعامل مع المشاركين بكل احترام وتقدير، وعدم التعرض لهم للمعاملات غير اللائقة أو المهينة، وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية خلال جميع مراحل البحث.
  • التفاعل الإيجابي: يجب على الباحثين التفاعل بشكل إيجابي مع المشاركين وتوفير بيئة تشجيعية ومحفزة للتعاون والمشاركة في البحث، مع تقديم الدعم والإرشاد اللازمين لهم في حال الحاجة.
  • الإبلاغ والتوضيح: يجب على الباحثين توضيح أهداف البحث وطبيعته للمشاركين بشكل صريح ومفهوم، وتقديم المعلومات بطريقة شافية تمكنهم من فهم ما يتوقع منهم والمزايا والمخاطر المحتملة.

 

  1. تجنب التحريف والغش

تجنب التحريف والغش يعد جزءًا أساسيًا من أخلاقيات البحث العلمي، ويتضمن ذلك عدة جوانب مهمة. وهي:

  • الصدق والأمانة: يتعين على الباحثين تقديم المعلومات والنتائج بصدق وأمانة، دون تلاعب أو تحريف في البيانات أو التفسيرات. يجب أن تعكس البيانات المقدمة الحقائق والنتائج الفعلية للدراسة بدقة وصدق.
  • الشفافية: يجب على الباحثين توضيح طرق الجمع والتحليل والتفسير للبيانات بشكل واضح وشافٍ، مما يتيح للآخرين فهم الطريقة التي تم بها إجراء البحث والوصول إلى النتائج.
  • منع التحريف: يجب على الباحثين تجنب أي تلاعب أو تحريف في البيانات أو النتائج أو الاستنتاجات، سواء كان ذلك عن قصد لتحسين نتائج البحث أو لتوجيهها باتجاه معين.
  • احترام قوانين حقوق النشر والاقتباس: يجب على الباحثين احترام حقوق النشر وعدم استخدام المعلومات أو الأفكار أو النتائج دون إذن من صاحب الحق.
  • معالجة الانحرافات البحثية: في حالة وجود أية انحرافات بحثية أو تعارض مصالح، يجب على الباحثين الإفصاح عنها بشفافية والتعامل معها بطريقة تضمن عدالة وموضوعية البحث.

 

  1. التعاون والاعتراف

 ينبغي على الباحثين التعاون مع زملائهم والاعتراف بمساهماتهم في البحث وعدم سرقة أفكارهم أو نتائجهم. وإن تجنب التعاون وعدم الاعتراف بالمساهمات الأخرى للباحثين يعد انتهاكًا لأخلاقيات البحث العلمي ويتنافى مع مبادئ النزاهة والشفافية. ويتضمن ذلك ما يأتي:

  • النزاهة والأمانة: تتطلب أخلاقيات البحث العلمي النزاهة في التعامل مع مساهمات الآخرين والاعتراف بها. عدم الاعتراف بالمساهمات الحقيقية للآخرين يعتبر تجاوزًا لهذه القيمة الأساسية.
  • احترام حقوق الآخرين: تعكس الاعترافات والتعاونات الصحيحة احترامًا لحقوق الآخرين وتقديرًا لجهودهم ومساهماتهم في البحث العلمي.
  • الشفافية والنزاهة العلمية: يؤدي تجنب التعاون وعدم الاعتراف إلى فقدان الشفافية في عملية البحث، مما يؤثر سلبًا على مصداقية النتائج والاستنتاجات التي يتم الوصول إليها.
  • تعزيز الثقة في البحث العلمي: يعتبر الاعتراف بمساهمات الآخرين والتعاون المشروع سبيلاً لتعزيز الثقة والاحترام في المجتمع العلمي، وهو أمر ضروري لتقدم العلوم وتطورها.

 

  1. احترام العوامل البيئية والحيوية

احترام العوامل البيئية والحيوية يعد جزءًا هامًا من أخلاقيات البحث العلمي. ويتضمن ذلك ما يأتي:

  • المسؤولية البيئية: يجب على الباحثين أن يكونوا مسؤولين في تقدير تأثير أبحاثهم وأنشطتهم على البيئة والحياة البرية. ينبغي عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل التأثيرات السلبية على البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي.
  • الاستخدام الأخلاقي للموارد الطبيعية: يتعين على الباحثين استخدام الموارد الطبيعية بحكمة واعتدال، وتجنب الإسراف في استهلاك الموارد المحدودة، والبحث عن بدائل مستدامة وصديقة للبيئة.
  • حماية الحياة البرية والنظم البيئية: يجب على الباحثين احترام الحياة البرية والنظم البيئية، والعمل على حمايتها من التدهور والتلوث والانقراض، سواء كان ذلك من خلال تقديم المعرفة الجديدة أو تطبيق السياسات البيئية الفعالة.
  • تعزيز الوعي البيئي: يتعين على الباحثين تعزيز الوعي البيئي بين المجتمعات المحلية والعالمية، وتشجيع الممارسات المستدامة والمساهمة في حماية البيئة والتنوع البيولوجي.

 

  1. الالتزام بالقوانين والتشريعات

الالتزام بالقوانين والتشريعات يعتبر جزءًا أساسيًا من أخلاقيات البحث العلمي، ويتضمن ذلك ما يأتي:

  • الامتثال للتشريعات الوطنية والدولية: يجب على الباحثين الامتثال لجميع القوانين والتشريعات المحلية والدولية المتعلقة بالبحث العلمي. هذا يشمل قوانين حماية البيانات، وقوانين حقوق الملكية الفكرية، وأي قوانين أخرى تنظم مجال البحث.
  • الاحترام والتقدير لحقوق البشر والحيوان: يجب على الباحثين احترام حقوق البشر والحيوان وعدم انتهاكها أثناء البحث. ينبغي أن يتم الحصول على موافقة مناسبة من الأفراد المشاركين في البحث والتعامل بعناية واحترام مع الحيوانات المستخدمة في التجارب.
  • الاحترام للسلامة والأمان: يجب على الباحثين اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لضمان سلامة المشاركين في البحث والحفاظ على بيئة العمل آمنة وصحية.
  • التبليغ الصحيح والشفاف: يجب على الباحثين تقديم المعلومات بشكل صحيح وشفاف دون تلاعب أو تضليل. ينبغي عرض النتائج بدقة وصدق وعرض الروابط المناسبة إلى المراجع والمصادر المستخدمة.
  • مراعاة الأخلاقيات المهنية: يجب على الباحثين مراعاة الأخلاقيات المهنية في التعامل مع زملائهم والمجتمع العلمي، والامتناع عن أي سلوك غير أخلاقي يمكن أن يؤثر سلبًا على سمعة البحث ومجال الدراسة.

 

  1. تجنب المصادر المزيفة

تجنب المصادر المزيفة يعتبر جزءًا أساسيًا من أخلاقيات البحث العلمي. ويتضمن ذلك ما يأتي:

  • الصدق والنزاهة: يتعلق الأمر بالحفاظ على مبادئ الصدق والنزاهة في عملية البحث. باستخدام المصادر المزيفة، يمكن أن يؤدي الباحثون إلى نتائج غير دقيقة وتشويه للحقائق العلمية.
  • سمعة الباحثين والمؤسسات: يمكن أن يؤدي الاعتماد على مصادر مزيفة إلى تقليل مصداقية الباحثين والمؤسسات التي ينتمون إليها، مما قد يؤثر سلبًا على سمعتهم في المجتمع العلمي والأكاديمي.
  • التأثير على النتائج والاستنتاجات: قد يؤدي استخدام المصادر المزيفة إلى تشويه النتائج والاستنتاجات الناتجة عن البحث، مما يؤثر على صحة النتائج وقدرتها على توجيه السياسات واتخاذ القرارات.
  • التأثير على التطور العلمي: يمكن أن يؤدي الاعتماد على مصادر مزيفة إلى تباطؤ التقدم العلمي وتعطيل عملية بناء المعرفة الصحيحة والموثوقة.
  • المسؤولية الأخلاقية: يتحمل الباحثون مسؤولية أخلاقية في ضمان صحة المعلومات التي يستخدمونها ونشرها. تجنب المصادر المزيفة يعكس الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والمسؤولية تجاه المجتمع العلمي والمجتمع بشكل عام.

 

  1. احترام حقوق الملكية الفكرية

احترام حقوق الملكية الفكرية هو جزء أساسي من أخلاقيات البحث العلمي. ويتضمن ذلك ما يأتي:

  • استخدام المصادر بشكل ملائم: يجب على الباحثين استخدام المصادر والمواد المنشورة بشكل ملائم وفقًا للقوانين والتشريعات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية. ينبغي عدم استخدام المعلومات بطريقة تنتهك حقوق المؤلفين أو تخالف القوانين المعمول بها.
  • الاقتباس الصحيح والإشارة إلى المصدر: يجب على الباحثين القيام بالاقتباس الصحيح والإشارة إلى المصادر التي استخدموها في بحوثهم ومقالاتهم. يساعد ذلك في منح الاعتراف لأصحاب الأعمال الأصلية والمساهمة في نشر المعرفة بشكل ملائم.
  • الحفاظ على حقوق المؤلفين والمبتكرين: ينبغي على الباحثين احترام حقوق المؤلفين والمبتكرين وعدم استخدام الأفكار أو النتائج بدون الحصول على الموافقة المناسبة أو دون الإشارة إلى المصادر المناسبة.
  • تجنب الانتهاكات والسرقة الفكرية: يجب على الباحثين تجنب الانتهاكات القانونية والسرقة الفكرية التي قد تنشأ نتيجة لاستخدام المحتوى أو الأفكار بدون الإذن الصريح من صاحبها.

 

تحدثنا خلال هذا المقال عن أخلاقيات البحث العلمي، ومن ضمنها النزاهة والأمانة، والالتزام بالأخلاقيات المهنية وتجنب النزاعات المصالح والتحيز في التفسيرات والاستنتاجات، وغيرها مما وضحناه هنا.