04-يونيو-2019

محمد بن مفتاح/ تونس

معربد هذا الحلم

في خلايا يانعة

ومخاض بهيج يخاتل الصباح

صِرتَ على بعد ذراع مني

تزور قديم الرغبة

في السرّ والعلن

تقبض على قبس الدهشة

كمن يطلّ على أعشاش الطيور الصغيرة

فترفّ أجنحتها وتلتقط قمح البهجة..

وأنت تراقبني وتطارد الموج

كفجر يوقظ واحة باسقة

في البعد ألمح ثقوب الأبراج المهجورة

ولا ارى غير غربان تحوم في الشفق

لكنني ألمسك الآن بزند ناهد متوثّب

كالبحر محتضنًا قرى السواحل

أستغرق أكثر في تأملك

ليس في الجوار أحد سوانا

غير عطر النسوة يختطف لغة البحر..

أنذرتني بإشارات فصيحة للحب

بحكايا الصبايا المنحوتة في الصخر

وأنت تسيّج ناظري بتمائم الأصداف

فكيف بمن كانت ترصدك

في تحفزّ المحار لنيران الرمل

حين كنا نقفز بين شعاب الشوق

والنخيل المسترخي بين الأطواد

كنت هائمًا وسط الجلبة

مخطوفًا بأغنيات البحّارة

لكنك تنتظرني بهوس

بعنفوان الموج على منحدرات الجسد الصخري  

 وسط أعين الغجريات السافرات

كأعناق مستطيلة تزداد زوغانا

في خَفَرِ الوجوه..

 

استيقظنا باكرًا

طوينا شطآنًا من طين العناق

كذلك البطريق في أصقاع البعاد

يظلّ في متاهة حتى يلحق بقرينه

أما النوارس فهي تعلو في هبّة استيقاظاتنا

وحمولة قصائدنا المبثوثة

فوق حمم العناق

ورعدة أطرافنا على جزيرة الجمر..

نمضي في هدوء ونتوغل

نتحرّش بالطريق الملتوي

بنظرات عشوائية الى قبعات الصيادين

نكتم مساءات القرى الثرثارة

لاهثين نُسرع في اقتناص الجوارح المتلاطمة

نبدو امام أعينهم المُتطفلة

كأجرام تقدح صخبًا في كوكب الأسلاف

لكننا نعبر من هنا

من أرض الخلائق المشحونة بالقيظ

إلى رمال فنتازيّة تحركها أمواج السهد

ومفازات العبور الى تخوم الانجم

وأخاديد الهيام..

على هذا النحو كنّا نشقّ الخيالات

عند حافّة الأثير

نتحدّ مع قبائل الماء 

ونستأثر بظلالنا المتدافعة

في اعماق النجود والمحيطات..

 

اقرأ/ي أيضًا:

نوبةُ سعالٍ يغذيها الغبار

غبارٌ مرٌّ