17-أغسطس-2015

ريم سلمون/ سوريا

ربّما

أمدُّ أقدامي في الماء 
متجاهلةً الهواء الثقيل
يلاكمني الموجُ وأفكر،
أنهُ حلمٌ يمتدُّ من الطفولة 
أو ربما تحية القمر  
يصافحني بأيدٍ من فضة.

*

غياب

بماذا يشعر العمال 
في هذه الرمال المسفوعة بالشمس؟
أي صوت غائب يلوح لهم في
صهد الظهيرة؟ 
للوحشة صوتٌ بلون النهار. 

*

طفرة في الشعور

تعمدتُ أن أنظر إليها 
من خلال العبارة التي أحب: 
"أنا وحشة أعمدة التليغراف 
الممتدة طوال الطرق المقفرة " * ليوبولد سنغور. 
غير أنها بدت مبتهجة تلك الأعمدة 
تارةً تحادث السماء
وأخرى تسابق أترابها إلى نهاية غير مرئية. 

*

لا شعر يفوق ما يتراءى للأطفال

أ

يقول لي طفلي الصغير 
لو أن الشمس تبيع الشموس 
قطعةً من ضوء لا يعطب..

ب

تقول لي وقد كبرتْ 
لطالما اعتقدتُ في طفولتي 
أن الورقة الأخيرة من "الروزنامة" 
ستكون يوم القيامة! 

ت

ماما، من وضع الجبل وسط الحديقة؟ 

*

سطوع

‏أُقطّعُ اللوبياء في صباحٍ باكر جدًا 
كي أستعيد عادات أمي
تستظلُ بشجرة الدراق وإلى جانبها شايها 
وخضراوتها المبكرة..
تَمزجُ الندى بالأفكار.

امتلاء

الآنسة الوحيدة 
تمارس روتينها
بإبداع من ينتظر خلف باب موصد
منذ زمن بعيد.. 

*

رماد

سأنجو بجسدي -لو كان مهمًّا-
ذاكرتي قشٌّ محترق،
ووجوهكم رماد..

ذهول

‏أنا الراكض الغافلُ في دروب الغربة..
أعدو ولا يُنبهني 
إلا اللهاث إذ ينهكني، 
وحرقةٌ في صدر القصيدة..

*

حب

‏لأنهم عرفوا أن حبنا لهم
عميق مثل بئر، 
ملأوا قلوبنا بالحصى!

حنين

أدخل إلى موقع مواقيت الصلاة
لألتقيها! 
صلاة الفجر بتوقيت "دمشق" 
الآن.. 
تشمر أمي عن زنديها 
الآن.. يتوضأ الماء من مسام جسدها، 
ويتعطر.. 

*

إياب

حين أعود لن تعرفني الشام ولن أعرفها 
كلانا تغير بالقدر الذي يدمغنا 
بملامح الغرباء.. 
ستُفاجأ أمي.. ستقول:
كبرتِ كثيرًا في الغياب 
وسأخبرها أنني لم أحب أبدًا هذه المدرسة! 
وأنني أمضيت الحصص كلها في الصراخ، 
وتمزيق الورق! 

أنين

غنِّ أيها القصب الحزين
في بحّتك كلمات
غادروا قبل أن يقولوها.