ألترا صوت - فريق التحرير
أشارت دراسة نشرتها مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" إلى وجود أدلة متزايدة على أن ارتفاع درجة حرارة المياه بسبب تغير المناخ قد يسبب خسائر كبيرة على الحياة البحرية في منطقة خط الاستواء، ويضاف هذا الضرر إلى ما يلحقه الإفراط في الصيد وزيادة نسبة التلوث بالحياة البحرية من مشاكل كثيرة.
يؤثر ارتفاع درجة حرارة سطح المياه بفعل التغير المناخي في المناطق الاستوائية على إمكانية بقاء الكثير من الأحياء البحرية
وتأتي أهمية الدراسة من كونها تشمل تحليل حوالي 40 ألف نوع من الأنواع البحرية وإظهار مدى تأثر التنوع البيولوجي البحري واستجابته للتغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض وغيرها من العوامل والمظاهر المناخية. وتبين وفق الدراسة أن مستويات الثراء في الأنواع البحرية تنخفض كلما تجاوزت درجة حرارة سطح البحر 20 درجة مئوية، وهذا يؤدي بدوره إلى تقلص الثروة البحرية المتنوعة على طول خط الاستواء بسبب الوضوح المثبت في ارتفاع حرارة مياه البحر في هذه المنطقة من العالم المصنفة بالغنى وتنوع الحياة البحرية فيها.
اقرأ/ي أيضًا: قمع تظاهرة للمعلمين في المغرب يثير انتقادات واسعة لأداء الشرطة
ومنذ عام 1995 عملت مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم على تحليل البيانات ومختلف العينات لتقييم انعكاسات التغير المناخي على ثراء الأنواع البحرية. وأكدت أبحاث المجلة تراجع الحياة البحرية منذ السبعينات وحتى عام 2010 بمقدار النصف في منطقة خط الاستواء بسبب الدفء المرتفع غير المناسب للكثير من الكائنات والأنواع البحرية للبقاء على قيد الحياة. في حين أظهرت الدراسات السابقة أن احترار المحيطات يدفع بعض الأنواع إلى الهجرة إلى المياه الأكثر برودة، تحاول الدراسة الجديدة قياس هذا التأثير على نطاق أوسع، حيث قامت بتحليل البيانات عن قرابة 40 ألف من الأنواع البحرية، بما فيها الأسماك والرخويات والطيور والمرجانات.
ووفق تقرير نشرته وكالة رويترز، أشار إلى أنه خلال فصل الصيف، ومع ارتفاع حرارة المياه، تتبدى بالعين المجردة أجسام نافقة من الكائنات البحرية تطفو على وجه المياه في منطقة البحر الكاريبي والمناطق الاستوائية حول العالم. وقال الباحث المشارك في الدراسة، وهو عالم مختص في البيولوجيا الجغرافية في جامعة غوته، تشايا شودري "إن تغير المناخ يؤثر بالفعل على توزيع تنوع الأنواع البحرية"، وأضاف "كانت التغيرات أكثر دراماتيكية في نصف الكرة الشمالي حيث ارتفعت درجة حرارة المياه بشكل أسرع".
فيما يشير الباحثون في الدراسة إلى أن مجموعة البيانات هي عينة تمثيلية من 20٪ من جميع الأنواع البحرية التي تعيش في المياه المفتوحة البحرية، وتبين أن بعض الكائنات البحرية استطاعت التكيف مع الحرارة بسبب قدرتها على الهجرة إلى أماكن أكثر برودة في المناطق المدارية، حيث يشير العلماء إلى أن الأنواع البحرية القادرة على التحرك لا تتوانى عن ذلك حفاظًا على نوعها. إلا أن هناك كائنات بحرية غير قادرة على التحرك والتكيف مع التغير المناخي مما يؤدي حتمًا إلى اندثارها، كما يمكن أن يدمر النظم الإيكولوجية، كذلك يؤثر بشكل سلبي على قطاع صيد الأسماك والسياحة التي تعتمد عليها بشكل كبير.
كما قال عالم البيئة في مركز لايبنتز للأبحاث البحرية المدارية، سيباستيان فيرس "في التاريخ الجيولوجي الممتد، حدث هذا التحول في غمضة عين" وأضاف "إن رؤية مثل هذه التغييرات تحدث بسرعة كبيرة أمر مقلق للغاية". ووافقه الرأي عالم البيئة والبيولوجيا في جامعة ديوك، ستيوارت بيم، وأشار إلى أن "مثل هذه التغييرات يمكن أن يكون لها تأثير كبير حقًا على بعض المجتمعات البشرية الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء الكوكب". وبالنسبة لكوبا، يمكن أن يؤدي هذا الأثر إلى تقويض جهود الدولة في إدارة ثروتها البحرية، وخاصة في ظل المشاريع المتعددة التي تقوم بها الدولة الكوبية مثل افتتاح مشاتل مخصصة لحماية الأنواع البحرية.
وتجدر الإشارة إلى نتائج دراسة أجراها مورياكي ياسوهارا، من جامعة أوكلاند، أكدت أنه في حين بلغ التنوع البيولوجي البحري ذروته عند خط الاستواء خلال العصر الجليدي الأخير، أي قبل 20 ألف سنة، إلا أنه أطيح بهذا التنوع بالفعل بعد الاحترار العالمي الناتج عن تطور الصناعة.
اقرأ/ي أيضًا:
انتقادات لدور فرنسا في الإبادة الجماعية في رواندا بعد الاعتراف بالمسؤولية
فضائح بالجملة لأمازون والشركة تقر بأن سائقيها يضطرون للتبول في عبوات بلاستيكية