15-أبريل-2024
مقال عن تخصص إنترنت الأشياء

(freepik) يوسع إنترنت الأشياء قوة الإنترنت لما هو أبعد من أجهزة الحاسوب التقليدية والهواتف الذكية

تخصص إنترنت الأشياء هو أحد التخصصات التي ظهرت حديثًا، والتي يتجه العديد من الأشخاص إلى دراستها نظرًا للطلب المتزايد على المتخصصين في هذا المجال، ولما للعمل في هذا المجال من عوائد مادية جيدة، وقد بدأت العديد من المؤسسات بإدراك الإمكانات الهائلة لإنترنت الأشياء في أعمالها، الأمر الذي ساهم في تزايد الطلب على الأشخاص الذين يتمتعون بالمهارات اللازمة في هذا التخصص في سوق وظائف تكنولوجيا المعلومات، لذا سنعرض في هذا المقال أبرز المعلومات حول تخصص إنترنت الأشياء.

يعمل إنترنت الأشياء على توسيع قوة الإنترنت لما هو أبعد من أجهزة الحاسوب التقليدية والهواتف الذكية

ما هو تخصص إنترنت الأشياء؟

يقصد بتخصص إنترنت الأشياء (The Internet of Things (IoT)) بأنه أحد تخصصات علوم الحاسوب التي تهتم بدراسة شبكة الأجهزة المادية والمركبات والأجهزة الإلكترونية وغيرها من الأشياء التي تتميز بوجود أجهزة استشعار وبرامج وقدرات على الاتصال، بحيث تقوم تلك الأجهزة بجمع البيانات وتبادلها معًا عبر شبكة الإنترنت، الأمر الذي يمكنها من التفاعل مع بعضها البعض وأداء المهام بكفاءة عالية، إذ يعمل إنترنت الأشياء على توسيع قوة الإنترنت لما هو أبعد من أجهزة الحاسوب التقليدية والهواتف الذكية، إذ يسمح من خلاله للأشياء المادية أن تكون ذكية ومترابطة بحيث تتمكن من التواصل مع بعضها البعض والتواصل مع البشر كذلك، مما يعني إنشاء شبكة من الأجهزة المتصلة معًا، والتي تعمل على جمع البيانات ومشاركتها.

وتجدر الإشارة إلى أن النظام الرئيسي لإنترنت الأشياء يتضمن مجموعة من الأجهزة والبرامج والمكونات التي تشكل معًا شبكة مكونة من أجهزة استشعار ومحركات وأنظمة مدمجة تسمح للأجهزة الذكية بجمع البيانات وتنفيذ العمليات المطلوبة، إذ تعمل البرامج على إدارة وتحليل البيانات المجمعة وتساعد البنية التحتية للشبكة على تسهيل الاتصال ونقل البيانات بين الأجهزة، ويهدف إنترنت الأشياء إلى توفير الراحة والإنتاجية في مختلف المجالات، ومن أبرز الأمثلة عليه؛ المنازل الذكية التي يمكن فيها توصيل أجهزة إنترنت الأشياء؛ كأجهزة تنظيم الحرارة والإضاءة وأنظمة الأمان والتحكم فيها من خلال تطبيق هاتف ذكي أو جهاز مركزي بحيث يسمح لأصحاب تلك المنازل بأتمتة المهام الخاصة بها ومراقبة استخدام الطاقة وتعزيز الأمان.

يحتاج الطالب للحصول على درجة البكالوريوس في إنترنت الأشياء إلى دراسة ما لا يقل عن 5 سنوات

متطلبات دراسة تخصص إنترنت الأشياء

يحتاج الطالب للحصول على درجة البكالوريوس في إنترنت الأشياء إلى دراسة ما لا يقل عن 5 سنوات، وللحصول على درجة الماجستير إلى دراسة ما لا يقل عن عامين، لكل منهما خطة تفصيلية تضم مجموعة من المواد الدراسية المتعلقة بعلم الحاسوب وهندسة الاتصالات والبرمجيات وغيرها، ويتوقع من الطالب بعد تخرجه من الجامعة ودراسة إنترنت الأشياء أن يكون على علم شامل بكل مما يأتي:

  • اتصالات الجيل الخامس (5G).
  • الذكاء الاصطناعي وعلومه.
  • علم الروبوتات.
  • الحوسبة السحابية.
  • آلية عمل الطائرات دون طيار.
  • آلية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
  • تقنية البلوكشين.
  • الواقع المعزز والواقع الافتراضي.

يعد الإلمام بمفاهيم وبروتوكولات الشبكات من الأمور الضرورية للعمل في تخصص إنترنت الأشياء

المهارات المطلوبة للعمل في تخصص إنترنت الأشياء

يجب أن يمتلك من يرغب بدراسة والعمل في تخصص إنترنت الأشياء مجموعة من المهارات التقنية والشخصية ومعرفة جيدة بالبرمجة وفهمًا قويًا لنظام إنترنت الأشياء، وفيما يأتي أبرز المهارات المطلوبة للعمل في تخصص إنترنت الأشياء:

  • معرفة بلغات البرمجة: يعد إتقان لغات البرمجة من الأمور بالغة الأهمية للعمل في تخصص إنترنت الأشياء، ومن أبرز تلك اللغات؛ لغات C و++C، ولغة بايثون، ولغة جافا، وجميعها مستخدمة لتطوير إنترنت الأشياء وآلية عمله.
  • المعرفة الجيدة بالأجهزة: يعد فهم مكونات الأجهزة وتفاعلاتها معًا وآلية عملها من الأمور المهمة لتطوير إنترنت الأشياء، ويتضمن ذلك معرفة جيدة بوحدات التحكم الدقيقة، وأجهزة الاستشعار، والمحركات، والاتصالات المختلفة.
  • الفهم الجيد للشبكات والبروتوكولات: يعد الإلمام بمفاهيم وبروتوكولات الشبكات من الأمور الضرورية للعمل في تخصص إنترنت الأشياء، كما يعد فهم بروتوكولات الاتصال من الأمور الضرورية لإنشاء اتصال بين الأجهزة والسحابة الإلكترونية.
  • إدارة وتحليل البيانات: ينتج عن إنترنت الأشياء كمية هائلة من البيانات، والتي من الضروري لدارسي تخصص إنترنت الأشياء أن يكونوا قادرين على التعامل معها وتحليلها بشكل فعال، إذ تعد المعرفة الجيدة بأنظمة إدارة البيانات مثل؛ قواعد البيانات، وأدوات تحليل البيانات من الأمور الهامة لمطوري إنترنت الأشياء.
  • الأمن السيبراني: تعد المعرفة الجيدة بتقنيات الأمن السيبراني من المتطلبات الأساسية لدارسي تخصص إنترنت الأشياء، إذ إن شبكاتها وأجهزتها معرضة باستمرار لتهديدات أمنية مختلفة، وبالتالي فإن فهم الممارسات الأمنية وتقنيات التشفير وبروتوكولات الاتصال والمصادقة الآمنة أمرًا بالغ الأهمية لحماية أنظمة إنترنت الأشياء من التهديدات والهجمات السيبرانية.
  • الحوسبة السحابية: يعتمد إنترنت الأشياء على الأنظمة السحابية لتخزين البيانات ومعالجتها، وبالتالي فإن الإلمام بمنصات الحوسبة السحابية من الأمور الهامة لدارسي تخصص إنترنت الأشياء.
  • التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي: مع تطور إنترنت الأشياء، أصبح دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في أنظمته ذا أهمية متزايدة، لذا يجب أن يكون دارسو تخصص إنترنت الأشياء على معرفة بخوارزميات التعلم الآلي والتحليلات التنبؤية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز ذكاء وأتمتة إنترنت الأشياء.
  • التفكير التحليلي وحل المشكلات: يحتاج مطورو إنترنت الأشياء إلى امتلاك مهارات قوية في حل المشكلات وتحليلها لتحديد المشاكل التي تنشأ أثناء تطوير إنترنت الأشياء، واكتشاف الأخطاء فيها وإصلاحها.
  • التعاون والتواصل: غالبًا ما يتضمن تطوير إنترنت الأشياء العمل مع فرق عديدة ذات تخصصات مختلفة، وبالتالي يجب على دارسي تخصص إنترنت الأشياء أن يمتلكوا مهارات التعاون والتواصل والعمل الجماعي لضمان تنفيذ مشاريع تطوير إنترنت الأشياء بنجاح.

اتجهت العديد من الجامعات العربية والأجنبية إلى إدراج هذا التخصص من ضمن التخصصات المتصلة بعلم الحاسوب وهندسة الاتصالات

مجالات العمل في تخصص إنترنت الأشياء

فيما يأتي أبرز المجالات التي يمكن لدارسي تخصص إنترنت الأشياء العمل فيها:

  1. هندسة إنترنت الأشياء

إن مهندسو إنترنت الأشياء متخصصون إنشاء وتنفيذ الأنظمة التي تتوافق مع الأجهزة والبرامج المادية، بحيث يبحثون ويختبرون الحلول الخاصة بإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى اختبار تقنيات إنترنت الأشياء للعثور على طرق لتحسينها، وتقديم الحلول المتعلقة بمشكلات الاتصال لشبكات الأجهزة أو الأنظمة الأساسية الخاصة بإنترنت الأشياء.

  • متوسط راتب مهندس إنترنت الأشياء: 132,233 دولارًا سنويًا.
  1. تصميم الويب

يعنى مصممو الويب بتطوير مواقع الويب للعملاء وفقًا لاحتياجاتهم، وغالبًا ما يبرمجونها للعمل مع مجموعة متنوعة من الأنظمة، مما يسمح لهم بدمج النظريات الخاصة بإنترنت الأشياء في عملهم، ويستخدم مطورو مواقع الويب المهارات الخاصة ببرمجة الحاسوب والتصميم الجرافيكي لتصميم مواقع عملية وجذابة، كما يعملون على إنشاء صفحات المواقع وتحسين مظهرها باستخدام مجموعة متنوعة من لغات البرمجة وفقًا لاحتياجات العملاء.

  • متوسط راتب مصمم الويب: 48,537 دولارًا سنويًا.
  1. هندسة البرمجيات

يختص مهندس البرمجيات بتصميم وتنفيذ الحلول للمشكلات المتعلقة بالبرمجيات وطريقة عملها وتطويرها وتحديثها باستمرار، وغالبًا ما يقود مهندس البرمجيات فريقًا من المحترفين في هذا المجال أثناء العمل على المشاريع المختلفة، ويتخذ القرارات المؤثرة في نتائج تلك المشاريع البرمجية، كما يبحث في مختلف المعايير التقنية والمعدات قبل بدء المشروع لتحديد الخيارات التي تعد الأفضل لتحقيق النتيجة المرجوة.

  • متوسط راتب مهندس البرمجيات: 134,019 دولارًا سنويًا.
  1. هندسة الشبكات

يختص مهندس الشبكات بتصميم وصيانة وتحديث شبكات الحاسوب لتتناسب مع احتياجات العملاء المختلفة، وغالبًا ما يستخدم مفاهيم إنترنت الأشياء لدمج الشبكات مع الأجهزة المادية مثل؛ شبكات الهاتف المحمول وشبكات الحاسوب، إذ يتحقق من توفر سرعة عالية الجودة لتلك الشبكات بحيث يتمكن العملاء من العمل عليها بكفاءة، كما يختص بتحديد وحل المشكلات التي تواجه الشبكات وتؤدي إلى بطء سرعتها وتأخير سير العمل، كما يعمل على إجراء صيانة روتينية على الشبكات للتأكد من عملها على النحو الصحيح.

  • متوسط راتب مهندس الشبكات: 83,834 دولارًا سنويًا.
  1. تطوير التطبيقات

يختص مطورو التطبيقات في تصميم وتحديث وإصدار البرامج للأجهزة وأنظمة التشغيل المختلفة، بالإضافة إلى تصميم التطبيقات التي تلبي احتياجات العملاء، وإنشاء تطبيقات تتوافق مع الأجهزة المادية وأنظمة التشغيل الخاصة بإنترنت الأشياء، وغالبًا ما يتخصصون في مجال واحد من مجالات تطوير التطبيقات مثل؛ تطوير تطبيقات مواقع الويب أو تطبيقات الهاتف المحمول أو تطبيقات الوسائط الاجتماعية.

  • متوسط راتب مطور التطبيقات: 80,523 دولارًا سنويًا.

 

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن إنترنت الأشياء من المجالات التي تشهد نموًا سريعًا في الوقت الحاضر، إذ لا يمكن تخيل الفرص الوظيفية التي يمكن أن يحظى بها دارسوه في المستقبل، لذا اتجهت العديد من الجامعات العربية والأجنبية إلى إدراج هذا التخصص من ضمن التخصصات المتصلة بعلم الحاسوب وهندسة الاتصالات، وزادت من تركيزها على تخريج أجيال قادرة على تطوير هذا المجال وتحسينه.