28-يونيو-2023
gettyimages

الاتصال الهاتفي جاء بعد إعلان نتنياهو عن تلبية دعوة صينية لزيارة بكين (Getty)

على وقع الاضطرابات الداخلية تتجه حكومة نتنياهو صوب العلاقات الخارجية لتجد متنفّسا فيها، فخلال هذا الأسبوع أعلن في تل أبيب عن تلقي نتنياهو دعوة لزيارة الصين في وقت ناقش وزير خارجيته إيلي كوهين مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن التطبيع بين إسرائيل ودول عربية إلى جانب بحث الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية المحتلة وبحث تطورات الملف النووي الإيراني.

بالتزامن مع مباحثات كوهين وبلينكن، عقد رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو، جلسة حول التعامل مع إرهاب عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين

ما أهمية ذلك؟

  • المكالمة الهاتفية، جاءت بعد إعلان نتنياهو عن نيته زيارة الصين، وذلك بعد أحاديث طويل تدور حول عدم توجيه الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوة، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في خطوة غير مسبوقة في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عدة، عن غضب نتنياهو من هذه الخطوة، بحيث منع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من زيارة واشنطن، طالما لم تتحقق هذه الزيارة، ويأتي كل ذلك في سياق الضغط الأمريكي من أجل إحباط خطة التعديلات القضائية في إسرائيل.
  • يأتي التواصل في سياق الحديث عن سعي أمريكي من أجل التوصل إلى "تفاهم" أو "اتفاق صغير" مع إيران حول المشروع النووي.
  • والتواصل الأمريكي الإسرائيلي، جاء بالتزامن مع تصاعد في عنف المستوطنين بالضفة الغربية المحتلة، وتوجه الحكومة الإسرائيلية إلى المصادقة على بناء أكثر من 5000 وحدة استيطانية، وهي خطوات رفضتها الولايات المتحدة الأمريكية على مدار الأيام الماضية.
  • بايدن وجه دعوةً للرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، من أجل زيارة واشنطن، منتصف الشهر المقبل، لكنه قام بتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي.
  • رغم ما سبق، أكد موقع "يديعوت أحرونوت" أن العلاقة الأمنية بين تل أبيب وواشنطن في أعلى المستويات.

تنا

المستوطنون والاستيطان.. وإيران وتوسيع دائرة التطبيع

وفي التفاصيل، شهد يوم أمس الثلاثاء، إجراء مكالمة هاتفية بين وزير خارجية دولة الاحتلال ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية فقد شملت المباحثات الجهود الرامية لتوسيع دائرة التطبيع مع إسرائيل، والأوضاع الأمنية والميدانية في الضفة الغربية المحتلة.

وحول النقطة الأولى أشار بيان وزارة خارجية دولة الاحتلال إلى أن كوهين وبلينكن بحثا تحديد موعد جديد لاجتماع ما بات يعرف بـ"منتدى النقب" التطبيعي، الذي يضم إسرائيل والمغرب ومصر والبحرين والإمارات والولايات المتحدة، بعد تأجيله بسبب التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي. 

وذكر بيان الخارجية الإسرائيلية أن الطرفين بحثا "أن يعقد اجتماع المغرب بمشاركة دول جديدة، لا تربطها علاقات بإسرائيل".

ونقل بيان خارجية دولة الاحتلال عن كوهين قوله إن "توسيع دائرة التطبيع والسلام في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة سيعزز المنطقة بأسرها ويحقق الأمن والازدهار والاستقرار. سنواصل العمل لبناء وتعزيز علاقاتنا مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط وخارجه"، وفق تعبيره.

وجاء في بيان الخارجية الإسرائيلية أيضا أن كوهين أطلع نظيره الأميركي على "التقدم المحرز في الاتصالات مع الدول العربية والإسلامية التي ليس لإسرائيل اتفاقيات تطبيع معها حتى الآن، وشدد على أهمية الحفاظ على زخم العملية، من خلال تحديد موعد جديد لقمة وزراء خارجية ’منتدى النقب’ حيث يمكن استضافة ممثلين عن هذه الدول".

getty

وحول التطورات المستجدة بالضفة الغربية المحتلة، حمّل كوهين إيران مسؤولية التصعيد في الضفة، واعتبر كوهين أن "انتشار الإرهاب الإيراني هو ما يقف وراء التصعيد في الضفة الغربية"، على حدّ وصفه.

يشار إلى أن المستوطنين الإسرائيليين نفذوا هجمات إرهابية على عدة قرى فلسطينية تحت عيون سلطة الاحتلال.

وحول هذه النقطة أفاد موقع "والاه" العبري نقلًا عن مسؤول إسرائيلي أن بلينكن أبلغ كوهين أنّ على إسرائيل أن تفعل أكثر بكثير مما تفعله الآن لمنع هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، في حين جاء في بيان الخارجية الإسرائيلية أن "الحكومة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة" لمنع هجمات المستوطنين في الضفة.

وشدد كوهين بحسب البيان على "أهمية التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وزيادة التعاون الأمني ​​مع السلطة الفلسطينية من أجل منع المزيد من التصعيد في الضفة الغربية".

لكنّ كوهين أكّد أن حكومة الاحتلال "ستواصل محاربة ما سمّاه "الإرهاب الفلسطيني" حتى النهاية وحماية مواطنيها، لكنني أكدت له أننا ندين بشدة الأحداث التي ينفذ فيها المواطنون القانون بأيديهم"، على وصفه.

أمّا فيما يخص الملف النووي الإيراني فقد شدد كوهين على أن "وقف المشروع النووي الإيراني وتوسيع دائرة التطبيع سيجلب الاستقرار والازدهار الإقليمي".

وفي ملف منفصل يتعلق بإعفاء المواطنين الإسرائيليين من تأشيرة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية قال كوهين بحسب بيان الخارجية الإسرائيلية: "نحن في المراحل الأخيرة من العملية، وأقدر أنه في تشرين الأول/ أكتوبر من هذا العام سنكون قادرين على مباركة الإنجاز ونقل الأخبار السارة إلى مواطني إسرائيل".

اجتماع حكومي 

وبالتزامن مع مباحثات كوهين وبلينكن، عقد رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو، جلسة حول التعامل مع إرهاب عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وحضر المناقشة وزير الأمن غالانت، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، بالإضافة إلى عناصر أخرى من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وقال غالانت وبار وهاليفي في نقاش مع رئيس الوزراء أنه يجب وقف التصريحات التي تزيد من تعقيد التوترات في الضفة الغربية، والزيادة في دعم جيش الاحتلال بالضفة المحتلة، وفق موقع "والاه" العبري.

واقترح غالانت خلال المناقشة أن يقوم جميع وزراء الحكومة بنشر بيان مشترك يدين عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، فيما أيد نتنياهو الاقتراح ، لكن بن جفير عارضه، وفي النهاية لم يتم اتخاذ قرار في هذا الشأن.

وأشار مصدر مطلع على تفاصيل الاجتماع لـ"والاه"، إلى أن نتنياهو قال خلال الاجتماع إن إسرائيل تخسر شرعيتها الدولية وبالتالي تحتاج إلى التحرك ضد هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين.

getty

دعوة نتنياهو لزيارة الصين

في الأثناء أعلن مكتب نتنياهو أمس الثلاثاء عن تلقي رئيس وزراء دولة الاحتلال دعوة من الصين لزيارة بكين، لكن نتنياهو الذي قبل الدعوة حرص على التأكيد أن الولايات المتحدة لا تزال الحليف الرئيسي لإسرائيل، علمًا بأنّه ما يزال ينتظر دعوة مؤجلة من بايدن لزيارة البيت الأبيض.

كما أكّد البيان الصادر عن مكتب نتنياهو أن تل أبيب "أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالزيارة المتوقعة قبل شهر للصين"، مع الإشارة إلى أن واشنطن، بحسب وكالة رويترز، "تراقب عن كثب علاقات إسرائيل التجارية مع منافستها بكين".

وفي هذا الصدد صرّح مسؤولون إسرائيليون لموقع "يديعوت أحرونوت" بأن زيارة نتنياهو إلى الصين تهدف إلى "إرسال إشارة إلى واشنطن بأن لدى نتنياهو خيارات سياسية إضافية، في أعقاب المقاطعة التي يفرضها عليه بايدن حاليًا".

حيث ينتظر نتنياهو منذ 6 أشهر تلقي دعوة من بايدن لزيارة البيت الأبيض، جريًا على عادة الرؤساء الأمريكيين بدعوة رؤساء حكومات إسرائيل بعد كل تعيين.

Getty

وتؤكّد عدة مصادر أن السبب في عدم دعوة نتنياهو للبيت الأبيض هو خلافات بينه وبايدن تتعلق بالخطة التي تقودها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لتقويض القضاء وتعزيزها الاستيطان والتضييق على منظمات وجمعيات حقوق الإنسان.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن نتنياهو يضغط من كل القنوات لعقد لقاء مع بايدن، ويواجه صعوبة في "تحمل الذل والدرس الذي يقدمه بايدن"، مشيرةً إلى أن ما يحصل غير مسبوق، فيما يقوم نتنياهو بإرسال أشخاص بشكلٍ مستمر من "أجل توسل الاجتماع".

من جانبه، قال اللواء المتقاعد من جيش الاحتلال ومدير معهد دراسات الأمن القومي الحالي (INSS) تتمير هايمان:  إن "الزيارة إلى الصين لن تجعل البيت الأبيض يدعو نتنياهو، على العكس من ذلك، سوف تثير الغضب"، معتبرًا إعلان نتنياهو عن زيارة جاء في "توقيت سيء من الناحية التكتيكية".

نتنياهو يضغط من كل القنوات لعقد لقاء مع بايدن، ويواجه صعوبة في "تحمل الذل والدرس الذي يقدمه بايدن"، ويقوم بإرسال أشخاص بشكلٍ مستمر إلى واشنطن من "أجل توسل الاجتماع" مع بايدن

وأضاف هايمان: "إذا كان هناك شيء واحد يزعج الإدارة الأمريكية، فهو الخطاب حول ’التنوع من الدعم’ - أي محاولة إسرائيلية للتوفيق بين الولايات المتحدة ومنافسيها، وخاصة الصين، فالعلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة في خطر. لا توجد أشياء كثيرة يمكننا القيام بها للمساعدة، لكن يمكننا بالتأكيد إلحاق الضرر. هذا العمل مسرّع سلبي".