27-يونيو-2023
gettyimages

تحدث رونين بار عن استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة التخطيط للعمليات (Getty)

تحدث رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، اليوم الثلاثاء، عن دمج الذكاء الاصطناعي ضمن عمل الجهاز الأمني الإسرائيلي، الذي يوجه عمله بشكل أساسي ضد الفلسطينيين، مع ظهور عدة تقارير تتحدث عن دمج الذكاء الاصطناعي وتقنيات متقدمة في أدوات الرقابة الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة.

كشف رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي عن تطوير روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي شبيه بـ "ChatGPT"

وقال رئيس الشاباك رنين بار، لقد "أدركنا أننا لا نستطيع كسب هذه الحرب بالعصي والحجارة"، مشيرًا إلى إدخال التكنولوجيا في عمل الجهاز الأمني، وذلك خلال كلمة ألقاها في جامعة تل أبيب.

وأشار بار إلى أن الشاباك يستخدم قدرات المراقبة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، في مراقبة العمليات التي يتم التخطيط لها، موضحًا: "أصبح العمل التكنولوجي جزءًا مهمًا بشكل متزايد من العمل. لقد قمنا بدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في عمل المنظمة".

وحول عمل الذكاء الاصطناعي، قال: "تتمتع تقنية الذكاء الاصطناعي بالقدرة على المساعدة في تحديد الأنماط والابتعاد عنها، والتنبؤ بالاتجاهات وفرص تحقيقها واستخدامها كعامل مساعد على طاولة صنع القرار"، وفق قوله.

Getty

ويسعى الشاباك إلى دعم مشاريع الذكاء الاصطناعي من أجل استخدامها في المجال الأمني الإسرائيلي، وأوضح بار ذلك، بقوله: "نحن نركز الآن على مجال GenAI ونعتزم إنشاء حاضنة لمساعدة الشركات الناشئة ورجال الأعمال الذين يشاركون في هذا المجال، وتطوير المنتجات التي قد تلبي الاحتياجات الأمنية".

وكشف بار خلال حديثه في "أسبوع الإنترنت" أن جهازه الأمني طور روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي شبيه بـ ChatGPT يستخدم لتلبية الاحتياجات الأمنية في الجهاز المعروف عنه بملاحقة الفلسطينيين وتتبعهم.

وفي السياق نفسه، حذر بار من تداعيات التكنولوجيا على "الأمن القومي الإسرائيلي"، ودعا إلى تنظيم المجال، قائلًا: "من أجل تطوير القدرات النووية، كانت هناك حاجة إلى قدرات قوية، لتنشيط الذكاء الاصطناعي، فأنت تحتاج فقط إلى جهاز محمول واتصال بالشبكة"، مضيفًا أنه استخدم ChatGPT وطلب منه "شرح كيفية تحضير عبوة ناسفة"، وتمكن من الحصول على المعلومات بشكلٍ دقيق. 

وأشار بار إلى أن الشاباك يدرك التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، ولكن في نفس الوقت يدرك أيضًا الفرص الكامنة فيه.

getty

التكنولوجيا في خدمة الاحتلال

وعلى مدار السنوات الماضية، كشفت تقارير إعلامية وحقوقية عدة، عن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدمج تقنيات الرقابة ضمن الاحتلال الإسرائيلي، بهدف مراقبة وتتبع الفلسطينيين.

وفي مطلع شهر أيار/ مايو من العام الجاري، صدر تقرير عن منظمة العفو الدولية، يؤكد على استخدام الاحتلال لتقنيات رقابة للتعرف على الوجه.

وبحسب منظمة العفو الدولية تستخدم السلطات الإسرائيلية نظامًا تجريبيًا للتعرّف على الوجه يُعرف باسم "الذئب الأحمر (Red Wolf) لتعقب الفلسطينيين وجعل القيود القاسية المفروضة على حرية تنقلهم مؤتمتة". 

وفي التقرير الذي يحمل عنوان الأبارتهايد الرقمي، وثقت المنظمة كيف يشكل "الذئب الأحمر" جزءًا من شبكة مراقبة متنامية باستمرار "ترسخ سيطرة الحكومة الإسرائيلية على الفلسطينيين، وتساهم في الحفاظ على نظام الفصل العنصري الذي تُطبّقه إسرائيل". 

getty

وتعليقًا على معطيات التقرير، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار: "تستخدم السلطات الإسرائيلية أدوات مراقبة متطورة لتعزيز التفرقة والعزل إلى حد كبير وأتمتة نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. ففي المنطقة H-ـ2 في الخليل [بحسب تقسيمات اتفاقية الخليل 1996]، وثّقنا وجود نظام جديد للتعرّف على الوجه يُسمّى الذئب الأحمر يعزز القيود القاسية المفروضة على حرية تنقُّل الفلسطينيين، باستخدام بيانات بيومترية حُصِلَ عليها بصورة غير مشروعة لرصد تحركات الفلسطينيين حول المدينة والتحكّم بهم".

وحول عمل نظام المراقبة، أشارت المنظمة إلى أن "الذئب الأحمر" يُوسِّع قاعدة بياناته لوجوه الفلسطينيين بمرور الوقت. ووفقًا لشهادة أدلى بها لمنظمة كسر الصمت قائد عسكري إسرائيلي في الخليل، اتّضح أن الجنود يُكلَّفون بتدريب خوارزمية التعرف على الوجه الخاصة بـ"الذئب الأحمر" وتحسينها إلى أقصى حد حتى تستطيع البدء بالتعرف على الوجوه بدون تدخل الإنسان.

تنا

ووثّقت منظمة العفو الدولية ازدياد استخدام إسرائيل لتكنولوجيا التعرّف على الوجه ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة.

وفي عام 2021، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا حول تقنيات المراقبة الإسرائيلية للفلسطينيين/ات في مدينة الخليل. ويشير التقرير إلى دمج تقنيات التعرف على الوجوه مع شبكة الكاميرات المنتشرة في المدينة والأجهزة الذكية التي يحملها الجنود على الحواجز. 

وتقوم التقنية في أساسها على تطبيق "بلو وولف Blue Wolf" الذي يقوم على تطابق الصور التي يلتقطها الجنود لأهالي مدينة الخليل مع قاعدة بيانات موجودة أساسًا لدى الجيش الإسرائيلي، تحتوي على ملفات تعريف وبيانات حول الشخص الذي التقطت له صورة وملفه الأمني. 

على مدار السنوات الماضية، كشفت تقارير إعلامية وحقوقية عدة، عن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدمج تقنيات الرقابة ضمن الاحتلال الإسرائيلي، بهدف مراقبة وتتبع الفلسطينيين

وما سبق هو سطح الرقابة التقنية في فلسطين، حيث تنتشر على طرقات الضفة الغربية عمومًا آلاف الكاميرات التي تلتقط الصور بشكلٍ دائم، بالإضافة إلى منظومات تجسس ومراقبة أوسع تشمل الهواتف ومنصات التواصل الاجتماعي، التي تهدف كلها إلى وضع الفلسطيني تحت رقابة مستمرة، بهدف السيطرة على نشاطه السياسي.