23-نوفمبر-2016

أحمد مصطفى/ مصر

افتتح اليوم "ملتقى القاهرة الدولي للترجمة"، الذي ينظمه "المجلس الأعلى للثقافة"، بالتعاون مع "المركز القومي للترجمة"، لمدة يومين. ويشارك في الملتقى، الذي يأتي بعد انقطاع دام نحو سبع سنوات تقريبًا، مجموعة من المترجمين المصريين والعرب، معظمهم رفد قائمة منشورات "المركز القومي" بترجمات عديدة، ولهم إسهامات في دور عربية مختلفة، إذ وجهت الدعوة لأكثر من 40 مترجمًا لتقديم محاضرات تتعلق بـ"التنمية مشروعًا للتنمية الثقافية"، وهو الشعار الذي اعتمده القائمون على الفعالية.

يعود "ملتقى القاهرة الدولي للترجمة" بعد انقطاع دام نحو سبع سنوات تقريبًا

وبحسب البرنامج الذي أعلن عنه في وقت سابق، فإن المحاضرات تتضمن العديد من المحاور، التي تركز على أثر الترجمة، وأهميتها في تبادل الثقافات بين الشعوب، بالإضافة لدورها في تنمية المجتمعات، من بينها على سبيل المثال محاضرة للمترجم، هشام المالكي، بعنوان "بناء برمجية حاسوبية للتدريب على الترجمة التتبعية من الصينية إلى العربية".

اقرأ/ي أيضًا: عن دور النشر وكتبها المترجمة

الملتقى الذي يستضيف فعالياته في اليوم الأول قاعة "المجلس الأعلى للثقافة"، وينقل فعالياته في اليوم الثاني لمقر "المركز القومي للترجمة"، سيتناوب في إلقاء كلمة حفله الافتتاحي، مقرر لجنة الترجمة، محمد حمدي إبراهيم، ورئيس المركز القومي للترجمة، أنور مغيث، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة، أمل الصبان، ووزير الثقافة حلمي النمنم، بالإضافة لكلمة بالنيابة عن المشاركين يلقيها عبد السلام المسدي.

ولن يكون محور الترجمة عن اللغة الصينية الوحيد، الذي يناقش الترجمات عن اللغات الحية الأخرى، إذ إنه سيتم طرح أفكار تتعلق بالترجمة عن اللغات الألمانية، والإسبانية، والكورية، والإنجليزية، واليونانية، وهناك أيضًا العبرية، ومن المعروف أنه نادرًا ما يتم رفد المكتبة العربية بترجمة عن الأخيرة، خوفًا من الاتهام بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.

ومن المحاضرات التي سيقدمها المشاركون في الملتقى، يتحدث عبد السلام المســدي عن "ترجمة المصطلح وأثرها في المعرفة الإنسانيّة"، وتناقش مارغريت موسى مسألة "النحو نَفَس النص... استحالة الدقة في ترجمة القرآن الكريم"، ويحاول أنس أبو الفتوح أن يجيب في محاضرته على سؤال "كيف نعبر بالنص الأدبي من ضفة إلى أخرى دون أن نفقده جمالياته؟".

من الغريب أن البلدان العربية تترجم كتبًا مهمة، لكنها تقوم بـ"تهذيبها"!

اقرأ/ي أيضًا: حقي صوتشين: هناك من يربط العربية بالدين فقط

كذلك تقدم رندة صبري محاضرة عن "تعدد الأساليب في نص واحد كتحد للترجمة: حديث عيسى بن هشام نموذجًا"، ويليها سعيد توفيق الذي يتحدث عن "إشكالية الدقة والدلالة الجمالية في ترجمة النص الفلسفي:، إلا أنه يسبق المحاضرتين آنفتي الذكر، المترجم نصر عبد الرحمن والذي يناقش موضوعًا شائكًا في الترجمة للغة العربية وهو "حدود أمانة المترجم: الوصاية على القارئ"، وهي من الإشكاليات التي يعانيها القارئ العربي، وتخضع لمزاجية ورقابة المترجم في العديد من الأحيان.

وينهي الملتقى فعالياته مساء غد الخميس، بتنظيم طاولة مستديرة، يديرها محمد حمدي إبراهيم، ويشارك فيها نحو 19 مترجمًا، يناقشون "استراتيجيات الترجمة العربية"، كما أنه يتضمن حفل الافتتاح تكريم وزير الثقافة الأسبق، جابر عصفور، لما قدمه من دور في "المشروع القومي للترجمة وتأسيس المركز القومي للترجمة"، بحسب إدارة الملتقى.

ومن نافل القول التذكير بإسهامات "المركز القومي للترجمة"، وما قدمه من ترجمات مختلفة، وتحوله إلى أحد أبرز المؤسسات الحكومية التي تُعنى بنقل أهم الأعمال إلى اللغة العربية، كما معظم المراكز المنتشرة في غالبية البلدان العربية.

واللافت في مثل هذه المراكز، أنها أنشئت في بلدان لا تزال تعمد سياسة الحجب والمنع في معارض الكتب المنظمة بشكل سنوي، إلا أنها وفي الجهة المقابلة، قدمت ترجمات لأهم الكلاسيكيات الفلسفية، والسياسية، والأدبية، التي كانت مهمة في تنمية المجتمعات التي أنتجتها ثقافيًا، لكنها وفي منحى مختلف تعمل على محاربة مؤلفيها، وحذف ما لا يتوافق مع توجهاتها الداخلية، وهو ما يجب مناقشته، أي تلك الأعمال التي تخضع لتهذيب وتشذيب قبل نشرها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 كلمات ألمانية عصية على الترجمة

خطايا الترجمة العربية