تظهر جميع استطلاعات الرأي الحالية، تقدمًا مريحًا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن باقي منافسيه في الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المنوي عقدها العام المقبل. ورغم ذلك ينقسم الدعم المالي المقدم للمرشح الجمهوري المفضل، من قبل يهود الولايات المتحدة، أو داعمي إسرائيل بينهم.
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن انقسام واضح في صفوف المتبرعين اليهود، لاختيار مرشح للحزب الجمهوري، في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي، الرئيس الحالي جو بايدن.
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن انقسام واضح في صفوف المتبرعين اليهود، لاختيار مرشح للحزب الجمهوري
وتشير الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن حملة ترامب تلقت تبرعًا بقيمة مليون دولار، من تشارلز كوشنر، وهو والد صهر ترامب، جاريد كوشنر.
كما تبرع أليكس أدجمي، بمبلغ 100 ألف دولار لحملة ترامب، وهو مدير عقاري، وأحد أبرز رؤساء الجالية اليهودية السورية في الولايات المتحدة، وقد منحه ترامب عفوًا رئاسيًا كاملاً مع 143 شخصية، خلال نهايته فترة الرئاسية، من الأحكام الصادرة بعد إدانته بغسيل الأموال نيابة عن "كالي كارتل" الكولومبية، كما تبرع شقيقه هاري بمبلغ 50 ألف دولار أخرى للحملة.
كما تبرع الرئيس التنفيذي لشركة "Vornado" للاستثمار العقاري في نيويورك حاييم شيرا، وهو ابن ستانلي شيرا، والذي يمكن القول إنه أقرب أصدقاء ترامب في المجتمع اليهودي، بالإضافة إلى والدته فريدا، بمبلغ 50 ألف دولار أمريكي إلى لجنة "مكافحة الإرهاب" المؤيدة لترامب.
كما قدم مستثمر الأسهم الخاصة المقيم في كاليفورنيا، سول فوكس، والذي كان مؤخرًا محور قصة تتعلق بالآثار الإسرائيلية التي وجدت في مقر إقامة ترامب بفلوريدا، تبرعات بلغت أكثر من 150 ألف دولار.
وتبرعت المستثمرة العقارية، والرئيسة السابق للحزب الجمهوري في شيكاغو، إلويز غيرسون، بمبلغ 109.420 دولارًا.
بدوره، تبرع الرئيس التنفيذي لمجموعة "Meridian Capital Group"، رالف هرتسكا، وهو يهودي أرثوذكسي من بروكلين، ويفتخر بالعمل الخيري لدعم الهوية اليهودية والمشاريع التوعية، بمبلغ 25 ألف دولار لحملة ترامب.
كما قدم أعضاء مجلس إدارة "التحالف اليهودي الجمهوري"، تبرعات ملحوظة لحملة ترامب ، بما في ذلك السفير الأمريكي السابق في أيسلندا، والمرشح الحالي لمجلس الشيوخ عن ولاية نيفادا جيفري غونتر، والمطور العقاري في نيويورك ورئيس مجلس إدارة "RJC" السابق جورج كلاين، وعضو جماعة الضغط جيف ميلر، المعروف بكونه من المقربين من رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي، ورئيس الحزب الجمهوري في لوس أنجلوس ريتشارد شيرمان.
حملة نيكي هيلي الأكثر دعمًا
ومع ذلك، تشير "هآرتس"، إلى أن الأرقام المنشورة تبدو "باهتة" مقارنةً بالمبالغ المالية التي ضخّها المتبرعين اليهود في حملة سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة في عهد ترامب، نيكي هيلي، والتي أعلنت ترشحها للحصول على دعم الحزب الجمهوري.
وحصلت لجنة العمل السياسي لحملة هيلي "ساندوا أمريكا"، على 5 ملايين دولار من مبتكر تطبيق "واتساب" جان كوم، كما تلقت الحملة أيضًا مبلغ 230 ألف دولار من أرملة والتر ستيرن رئيس معهد "هدسون"، إليزابيث ستيرن، و236.400 دولار من الملياردير والمدير العقاري في نيويورك، ليونارد ستيرن، ومن زوجته أليسون ستيرن. ومبلغ يقدر بحوالي 150 ألف دولار من قطب توريد السيارات في مينيسوتا، إليوت بادزين.
ومن بين الذين تبرعوا كذلك لحملة هيلي، المدير التنفيذي لوكالة نيو جيرسي للعلامات التجارية، والرئيسة الوطنية السابقة لـ "RJC" شيريل هالبيرن، ومؤسس جهاز المراقبة الإعلامية "CAMERA" الموالي لإسرائيل، جوش كاتزن، والمحامي إريك ليفين المقيم في نيويورك.
من بين أعضاء مجلس إدارة "RJC" البارزين الآخرين الذين يدعمون حملة هايلي، لي سامسون، وهو متبرع قديم للجالية اليهودية الأرثوذكسية، والذي سبق له أن قام بجمع تبرعات لترامب في منزله ببيفرلي هيلز.
بالإضافة للجمهوريين الرئيسين في ميشيغان، مثل الرأسمالي الاستثماري بوبي شوستاك، والرئيس السابق للحزب الجمهوري في ميشيغان رون وايزر، ومصرفي استثماري مقيم في تكساس عينه جورج دبليو بوش لرئاسة مجلس ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة يدعى فريد زيدمان.
وكانت هايلي مرشحة شهيرة لدى مجموعة "الائتلاف اليهودي الجمهوري"، إذ تلقّت تبرعات من 8 أعضاء على الأقل من مجلس إدارة المجموعة. وأشار 3 من أعضاء مجلس إدارة المجموعة سابقًا إلى هيلي على أنها "أفضل للجمهوريين اليهود والحزب الجمهوري وأمريكا".
كما تلقّت لجنة العمل السياسي الخاصة بحملتها أيضًا أموالًا من رئيس مركز الفكر والرأي "Tikvah Fund" روجر هيرتوغ، الذي كان وراء خطط الإصلاح القضائي في إسرائيل.
كما تبرع عضو مجلس الإدارة في مركز "Tikvah Fund"، جاي ليفكوفيتز، بمبلغ 26600 دولار للصناديق المرتبطة بحملة هيلي.
مبالغ معتبرة لحملة رون ديسانتيس
بدورها، تلقت حملة "لا تتراجع أبدًا" للمرشح الجمهوري الأوفر حظًا في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين بعد ترامب، حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، مبالغ مالية من مانحين يهود تقدر بالملايين. ويعرف عن ديسانتيس بمواقفه المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.
إذ تبرع قطب الأعمال والملياردير الأمريكي جيفري ياس بمبلغ 2.6 مليون دولار لصالح حملة ديسانتيس.
كما قدم مستثمر الأسهم الخاصة سول فوكس، الذي قام بالتبرع لحملة ترامب، مليون دولار لحملة ديسانتيس، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي لشركة صناعات عالمية ديفيد ميلستون، الذي تبرع بمبلغ قيمته مليون دولار.
ومن بين التبرعات المهمة الأخرى لحملة ديسانتيس، منحة بقيمة 256650 دولار من مطور العقارات في تكساس، إيرا ميتزنر، الذي يشارك في جامعة يشيفا، وشركة "Israel Bonds"، ومتحف "ياد فاشيم" التذكاري للهولوكوست.
مستوى من الشكوك
وتوضح "هآرتس"، أن أنماط التبرعات، التي شهدت تنوعًا كبيرًا وتناقضًا، تكشف عن مستوى من الشكوك في الانتخابات التمهيدية المقبلة، في حين يتعثر ترامب حاليًا، بسبب متاعبه القانونية في عدد من القضايا المتهم فيها.
ورغم ذلك، وحتى 30 حزيران/ يونيو، حصل الرئيس السابق دونالد ترامب على تبرعات أكبر من أي مرشح رئاسي آخر، بمبلغ 22.5 مليون دولار، متفوقًا حتى على الرئيس جو بايدن الذي تلقى 20.1 مليون دولار، بالإضافة إلى ديسانتيس الحاصل على 12.2 مليون دولار.
وعلى ترامب تخصيص موارد مالية كبيرة لسداد أتعابه القانونية. وآخر متاعبه القضائية، ما أصدرته هيئة محلفين كبرى في جورجيا عبر لائحة بـ13 اتهامًا إلى ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، بسبب اتهامات بمحاولة قلب هزيمته في انتخابات 2020.
الجمهوريون اليهود ورسم مستقبل الحزب
تاريخيًا، كان غالبية الناخبين اليهود في الولايات المتحدة يميلون للتصويت دائمًا إلى الحزب الديمقراطي.
وتشير الانتخابات النصفية لعام 2022 إلى اتجاهات متغيرة في التصويت اليهودي نحو الحزب الجمهوري، حيث أظهرت أن 33%من الناخبين اليهود يدعمون الحزب الجمهوري. وأظهرت استطلاعات أخرى تأييد 25% فقط للحزب الجمهوري.
في انتخابات 2020، حصل جو بايدن على 77% من أصوات اليهود
وفي انتخابات 2020، حصل جو بايدن على 77% من أصوات اليهود. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن اليهود الأرثوذكس يتحدون على نطاق واسع، من خلال تفضيل ترامب على بايدن في سباق الرئاسيات المرتقب عام 2024.
ولعب الجمهوريون اليهود دورًا كبيرًا في سياسة الحزب الجمهوري، وغالبًا ما كان قادة المجتمع اليهودي المحلي (بما في ذلك أعضاء مجلس إدارة الائتلاف اليهودي الجمهوري، الذي يعتبر نفسه جسرًا رئيسيًا بين الجمهوريين اليهود وصناع القرار في الحزب الجمهوري) من بين أهم مؤيدي المرشحين، في حين كان كبار المتبرعين اليهود غالبًا، ولا يزالون "قوة صانعي الملوك".
