10-مايو-2024
وبحسب "NBC" عن مصادر مطلعة فإن "إسرائيل ترفض الموافقة على صفقة لا تمكنها من مواصلة العمليات في رفح حتى أثناء وقف إطلاق النار".

(Getty) قالت مصادر مصرية إن هناك جهود لاستئناف مفاوضات التهدئة ووقف لإطلاق النار في قطاع غزّة بعد أيام في الدوحة

تواصل إسرائيل قصفها وهجومها على مدينة رفح في ظل تعثر مفاوضات الهدنة بين حركة حماس وفصائل المقاومة وإسرائيل، التي ترفض تقديم أي التزام بإيقاف عدوانها على قطاع غزة.

وأعلنت حركة حماس، فجر الجمعة، بعد مغادرة وفدها من مصر حيث تجري المحادثات، أن "الكرة بالكامل في ملعب إسرائيل" للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة. 

وقالت حماس إن "الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجهًا للدوحة"، مضيفةً "عمليًا الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. وموقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل".

قال القيادي في حماس محمود مرداوي للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال تراجع عن ما تم الاتفاق عليه وصعد من عمليات الإبادة والقتل"

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن وفد حماس غادر القاهرة، بعد أن أكد موافقته على اقتراح الوسطاء بوقف إطلاق النار.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير في وقت متأخر من يوم الخميس إن الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة انتهت، وإن إسرائيل ستمضي في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة كما هو مخطط لها، بحسب ما ورد في "رويترز". كما أشار إلى أن "إسرائيل قدمت للوسطاء تحفظاتها بشأن اقتراح حماس بشأن صفقة التبادل".

بدوره، قال القيادي في حماس محمود مرداوي للتلفزيون العربي إن: "الاحتلال تراجع عن ما تم الاتفاق عليه وصعد من عمليات الإبادة والقتل"، مضيفًا: "الدلائل تشير إلى خلاف شكلي بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

واستمر في القول: "الولايات المتحدة كانت على علم بكل ما طرح بالمفاوضات ومرر للوفد الإسرائيلي". وأشار إلى أن طلب من حماس "الموافقة على صيغة العرض الأخير على أساس موافقة إسرائيل عليه".

وتابع القيادي في حماس: "شخصيات أميركية تعهدت للوسطاء بحماية الرئيس بايدن للاتفاق والقيام على تطبيقه".

استئناف الاتصال

قالت مصادر مصرية وأخرى دبلوماسية غربية في القاهرة لصحيفة وموقع "العربي الجديد" إن هناك جهود لاستئناف مفاوضات التهدئة ووقف لإطلاق النار في قطاع غزّة بعد أيام في الدوحة. 

وكشفت عن تلقّي كل من رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ومدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، اتصالين من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دعاهما خلالهما إلى استئناف المفاوضات في عاصمة بلاده.

وكشف مصدر مصري أن بيرنز "أكّد اليوم للمسؤولين المصريين المشاركين في الوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل أنه سيكون هناك اتصال هاتفي جديد بين الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال يومين، من أجل تسريع حسم العودة سريعًا للتفاوض والتوصل إلى اتفاق". 

وقال مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة تلعب بلاده دورًا في الجهود الرامية إلى التهدئة في المنطقة، إن "الحديث عن ضرب الحكومة الإسرائيلية عرض الحائط التحذيرات الأميركية الخاصة بعدم توسيع العملية العسكرية في قطاع غزّة واستكمال خطّة الاجتياح البرّي لمدينة رفح الفلسطينية، أمر غير وارد، خاصة أن الإدارة الأميركية أكّدت خلال اتصالات رفيعة المستوى، الساعات الماضية، أن الإجراءات العقابية لإسرائيل لن تقتصر على شحنة الأسلحة المعلقة، وأن هناك طلبات أخرى مقدّمة من الجيش الإسرائيلي بشأن نوعيات معينة من الأسلحة والذخائر غير الهجومية سيتم تعليق الاستجابة لها أيضًا".

وأكّد مصدر آخر لـ"العربي الجديد" أن "هناك دافعًا قويًا لدى الإدارة الأميركية للجم خطط نتنياهو والوزراء المتشدّدين في حكومته، يرتبط بمعلومات استخبارية وصلت إليها عبر أكثر من مصدر، بينها مصادر انخرطت في مفاوضات الوساطة، متعلقة باستحالة الوصول إلى تحرير أسرى أحياء بسبب الخطط التي وضعتها فصائل المقاومة لتأمينهم". 

وكشف المصدر عن "ضغوط غربية واسعة لإيجاد صيغة تضمن وصول المساعدات الغذائية بشكل عاجل إلى القطاع، في ظلّ تحذيرات أممية من نفاد مخزون الأغذية في رفح في غضون ثلاثة أيام على أقصى تقدير".

وفي السياق نفسه، دعت وزارة الخارجية المصرية كلا من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل إلى إبداء "مرونة" من أجل التوصل "في أسرع وقت" إلى هدنة بغزة تتيح تبادل الأسرى بين الطرفين.

وقالت الخارجية المصرية في بيان إن "الوزير سامح شكري اتفق خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حدا للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع".

وأكد البيت الأبيض أن مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، غادر القاهرة أيضًا، لكنه نفى أن تكون المفاوضات قد انهارت.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي، للصحفيين: "سيغادر بيرنز المنطقة كما كان مقررًا في السابق، لكن المحاورين من الوفود الأخرى ما زالوا يجرون مناقشات في القاهرة، لذا فإن تلك المحادثات لا تزال مستمرة. سنبقى منخرطين، على أمل أن نتمكن من الحصول على شيء ما".

وذكرت مصادر مطلعة على المحادثات لموقع "بوليتيكو" الأميركي أن سبب مغادرة فرق التفاوض يتعلق، من بين أمور أخرى، بالقتال الإسرائيلي في شرق رفح.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن "حماس لا تزال مستعدة لبحث الصفقة، لكنها تركت طاولة المفاوضات فعليًا بسبب عملية رفح". وذكرت المصادر أن ذلك لا يعني أن المحادثات انهارت تمامًا.

وقال مصدر إسرائيلي، أمس، إنه "كانت هناك مفاوضات مكثفة حتى ساعات قليلة مضت، وقد نقلت إسرائيل تحفظاتها على اقتراح حماس، والتحفظات تشمل مقترحات مضادة".

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنه بالنسبة لصفقة التبادل فإن "إسرائيل متشائمة. وطالما لم تغير إسرائيل تفويض فريقها التفاوضي، وطالما لم تتراجع حماس عن مقترح يوم الإثنين، فمن الصعب رؤية تقارب هنا. وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات لم تنفجر لسبب بسيط: الأطراف لم تقترب قط من التوصل إلى اتفاق".

أكد البيت الأبيض أن مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، غادر القاهرة أيضًا، لكنه نفى أن تكون المفاوضات قد انهارت

وبحسب ما نقلته "NBC" عن مصادر مطلعة، فإن "إسرائيل ترفض الموافقة على صفقة لا تمكنها من مواصلة العمليات في رفح حتى أثناء وقف إطلاق النار".

وفي السياق نفسه، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي: "الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل تدفع قيادات حماس إلى تشديد موقفها في المفاوضات"، مضيفًا: "إسرائيل ليست معنيّة بإدارة قطاع غزة وستدخل قوات أجنبية إليه بعدما نثبت لهم أننا قضينا على حماس"، وفق تعبيره.

وأضاف: "ليس سهلًا التوصّل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية وهدفنا الأعلى القضاء على حماس"، متابعًا القول: "القوات الدولية ستكون مسؤولة عن إدارة المساعدات وإعادة الإعمار والنظام والأمن في غزة".