في اليوم الـ193 من العدوان، شهد قطاع غزة قصفًا عنيفًا طال مناطق متفرقة، وتزامن مع توغل قوات الاحتلال في شمال القطاع، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينها وبين فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأفادت وسائل إعلام بتوغل آليات الاحتلال في بلدة بيت حانون، شمال القطاع، ومحاصرتها مدرسة مهدية الشوا التي تؤوي مئات النازحين وإطلاق النار عليها، تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة في محيطه.
وطلب جنود الاحتلال من الشبان داخل المدرسة الخروج إليهم بشكل منفرد، وقالت وسائل إعلام محلية إنهم جرّدوهم من ملابسهم، وأمروا النساء والأطفال بالتحرك خارج البلدة.
صعّد جيش الاحتلال من قصفه لشمال قطاع غزة تزامنًا مع توغل قواته في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا في المنطقة
وتوغلت آليات الاحتلال في بلدة بيت لاهيا، حيث تعرّضت منازل المدنيين لإطلاق نار كثيف من قِبلها. كما قصفت مدفعيته وطائراته المنطقة الشرقية من مخيم جباليا.
واستُشهد فلسطيني، وأُصيب 9 آخرون وصلوا إلى مستشفى العودة في شمال غزة، جراء قصف جوي استهدف مسجد الفاخورة في المخيم نفسه، الذي يُعد من أكثر المناطق المتضررة من العدوان المتواصل على القطاع منذ 193 يومًا.
وفي وسط قطاع غزة، تتواصل العملية العسكرية في مخيم النصيرات لليوم السابع على التوالي. وأفادت وسائل إعلام باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة في المخيم الجديد شمال النصيرات.
وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة ومكثفة استهدفت النصيرات، ومحيط مسجد معاذ بن جبل في المخيم الجديد، وبلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات، ومخيم دير البلح.
واستُشهد أكثر من 4 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف جوي استهدف منزلًا في حي تل السلطان بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، التي طال القصف مناطق متفرقة منها ليل الإثنين – الثلاثاء.
وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، رغم الدعوات الدولية لوقف الحرب وقرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، إلى 33.797 شهيدًا و76.465 مصابًا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي، أمس الإثنين، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 7 مجازر ضد المدنيين راح ضحيتها 68 شهيدًا و94 مصابًا، وهؤلاء الذين وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف منازل المواطنين في مناطق متفرقة من قطاع غزة تزامنا مع اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال.. التفاصيل مع مراسلنا أحمد البطة@Bata99m pic.twitter.com/mCIwqDkrJR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 16, 2024
مقبرة جماعية في مجمع الشفاء
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الإثنين، العثور على مقبرة جماعية لجثامين شهداء أعدمهم جيش الاحتلال ودفنهم داخل ساحة مجمع الشفاء الطبي، غرب مدينة غزة، أثناء عمليته العسكرية داخله.
وعُثر بداخل المقبرة التي تم اكتشافها في الباحة الأمامية للمجمع، على 10 جثث لفلسطينيين قتلهم الاحتلال ودفنهم خلال عمليته العسكرية التي استمرت قرابة أسبوعين داخل المجمع، الذي انسحبت قوات الاحتلال منه بعد تدميره بصورة كاملة.
وقال عضو لجنة الطوارئ الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، معتصم صلاح، إنه: "تم اكتشاف أول مقبرة جماعية في مجمع الشفاء الطبي بعد العثور على 10 جثث مدفونة أمام قسم الاستقبال بالمجمع (الساحة الأمامية للمجمع)".
وأضاف أن: "الجثث التي تم العثور عليها جزء منها متحلل وجزء عبارة عن أشلاء وبعضها تعود لنساء"، وأكمل قائلًا: "جاري التعامل مع هذه الجثث من قبل لجنة مشتركة تضم وزارتي الصحة والعدل والأدلة الجنائية والخدمات الطبية في وزارة الداخلية الفلسطينية".
معارك عنيفة وسط قطاع غزة
أما ميدانيًا، فقد أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أمس الإثنين، قصفها تموضعًا للتحكم والسيطرة لقوات الاحتلال في محيط جامعة فلسطين، شمال النصيرات وسط قطاع غزة، بقذائف الهاون.
ونشرت "سرايا القدس" مقطعًا مصورًا يوثق استهدافها جنود وتحصينات قوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة شرق جباليا، شمال قطاع غزة. وقالت "كتائب المجاهدين"، أمس الإثنين، إنها استهدفت جنود الاحتلال وتحصيناته في المكان نفسه والأسلحة ذاته.
موقع واللا الإسرائيلي عن مصادر: غالانت أبلغ وزير الدفاع الأميركي بألا مفر أمام إسرائيل من الرد على الهجوم الإيراني pic.twitter.com/UPbtQm9GAN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 16, 2024
وتخوض فصائل المقاومة الفلسطينية معارك عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال مخيم النصيرات، حيث بدأت الأخيرة تنفيذ عملية عسكرية مباغتة قبل عدة أيام، وبعد أيام قليلة على انسحابها من خانيونس جنوب القطاع.
وفي سياق التطورات الميدانية في غزة، استدعى جيش الاحتلال لواءين من قوات الاحتياط إلى القطاع لتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية، ومواصلة الجهد والاستعداد للدفاع والحفاظ على أمن سكان المستوطنات المحاذية للقطاع، وفق قوله.
وتأتي هذه الخطوة بعد وقت قصير على سحب جيش الاحتلال جميع ألويته من قطاع غزة، باستثناء لواء ناحال المكلّف بتأمين المنطقة الفاصلة بين شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه المعروفة بـ"طريق نتساريم".
وفي الوقت الذي تتواصل فيه العملية العسكرية في وسط القطاع، كانت هيئة البث الإسرائيلية قد أعلنت أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرر تأجيل العملية العسكرية في رفح على خلفية الهجوم الإيراني على الأراضي المحتلة.
وفي وقت سابق، مساء الإثنين، قالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، إن سلاح الجو الإسرائيلي أنهى استعداداته لهجوم محتمل على إيران، مضيفةً: "إسرائيل تخطط لهجوم محدود بشكل يسمح لإيران باحتوائه وعدم الرد عليه، وجر المنطقة إلى حرب شاملة".
وتابعت القناة: "في إسرائيل يريدون الإبقاء على غزة كساحة رئيسية ولا يريدون تحويلها إلى ساحة ثانوية من خلال التصعيد مع إيران".