09-نوفمبر-2016

لجنة الحكم التي تضم: أحلام، نانسي عجرم، وائل كفوري وحسن الشافعي (موقع mbc)

من دون أي إعلان مسبق، أطلقت قناة "أم بي سي" برنامجها "آراب أيدول". فبعد عامين على توقفه، عاد البرنامج الأكثر شعبية إلى جمهوره، فاقدًا جزءًا مهمًا من ألقه. وكأنها عودة لم تشكل فارقًا، لأبرز برامج الهواة في العالم العربي. لا بل جاءت بالتزامن مع "ذا فويس كيدز"، الذي يبدو أنه سيسرق الأضواء وسيفضي إلى نسب مشاهدة عالية.

لم تشكل انطلاقة "آراب أيدول" أي فارق في استعادة نسب المشاهدين على قناة "أم بي سي"

لم يُعرف السبب الذي دفع بالقناة إلى بث العمل من دون أيّ إعلانات أو حتى "بروفات" للجنة التحكيم. سقط فجأة في البرمجة. كان الجميع يتوقّع عرض البرنامج أواخر العام الحالي، لكن لم يكن في حسبان أحد أن يكون البثّ بهذه السرعة. رافق المشروع التلفزيوني طوال فترة غيابه، الكثير من الشائعات منها عدم عودته. وأيضًا تطلع المشاهدين إلى حلقة بداية تكون "دسمة" وتؤشر إلى موسم مليء بالمواهب اللامعة والقادرة على اجتذاب الجالسين في بيوتهم. لكن البرنامج في عودته في أولى حلقاته، لم يكن على قدر الحماسة التي توقعها الناس. وخيّب الآمال في حجم المواهب التي استقطبها وجدوى تقييمها، إذ إن معظم هذه المواهب يمكن أن توصف بأنها أقلّ من عادية. لا بل توغل بعضها في التكرار والنمطية والاستعراض الفارغ.

أقرأ/ي أيضًا: "The voice".. حكم على مين؟!

اللافت أن وائل كفوري وهو أحد أعضاء لجنة الحكم، رفض غالبية المشتركين، بحجة أن أصواتهم غير مميزة. فيما حاولت أحلام، أن تخفف من وطأة هذا الحكم، وتعيد الفرصة للمشترك لإثبات صوته وحضوره. وحاول القائمون على البرنامج أن ينقلوا الجدل بين وائل وأحلام لكي يثيروا انتتباه المشاهدين. مستخدمين إياه في مواقع التواصل، أو في إعادة مقاطع النقاش بينهما حول صوت أحد المشتركين. كما كان يحصل بين أحلام وراغب علامة في الموسمين الأوليين من البرنامج، والتي أفضت إلى خروج علامة من اللجنة.

استخدم القائمون على برنامج "آراب آيدول" خلاف وائل كفوري وأحلام في محاولة لإثارة انتباه المشاهدين

لكن بدا أن كل هذه الحيل، لا تعطي أي نتيجة فعالة. ولم تتحسن نسب المشاهدين، لأنه ببساطة كانت المواهب لا تستحق الاستعراض وهذا البذل من الجهد. والبارز أيضًا أن التركيز كان واضحًا على انضمام المواهب من المغرب إلى البرنامج، ولكن عدم التميّز كان السمة الجامعة بين المشتركين.

وحرّكت أحلام أوّل موسمين للبرنامج، خصوصًا بعد أن فهم راغب علامة اللعبة، وشاركها في ذلك. ولكن السحر انقلب على الساحر في الموسم الثاني، وما كان مزاحًا تحوَّل إلى خلاف شخصي، خرج منه راغب بتقديم استقالته من البرنامج، وبقيت أحلام على كرسيها، في محاولة لهزيمة راغب علامة معنويًا، ومتابعة البرنامج مع زميله، وائل كفوري، الذي خرج للمرة الثانية في لجنة تحكيم برنامج مواهب بعد تجربته الأولى في "إكس فاكتر" عام 2014.

 في السياق نفسه، استعملت mbc بعض اللقطات المستهلكة لإثارة انتباه المشاهد، منها المغني (صوته مزعج) الذي كشف أمام اللجنة أنه حلم بالفنانة الراحلة ذكرى وطلبت أن يشارك في "أراب آيدول" ويُسلّم على أحلام. هذا النوع من المشتركين كان يُجدي نفعًا في المواسم الأولى من أيّ برنامج مواهب لأنه كان محطّ سخرية، لكن مع تكرار تلك النماذج من المشتركين، أصبح الأمر غير مضحك. ويمكن اعتباره استخفافًا بالمشاهد، الذي يعرف جيدًا أن هذه لعبة غير نافعة، وهي مجرّد مشهد تمثيلي لا أكثر ولا أقل.

ويفتح "آراب أيدول" الباب أمام مزيد من برامج المواهب في العالم العربي، والتي حاولت تقليده. وقد بنى هذا البرنامج نجاحه على عِدَّة قواعد، جذبت المشاهد العادي، لمتابعته والوقوف على تفاصيل المشتركين الدقيقة فيه، حتّى فيما يتعلّق بحياتهم الخاصة. لكن هذه المرة يبدو أن البرنامج أخفق. ولم يسجّل سابقة نجاح للمشتركين الذين مروا به، أي أنّ البرنامج لا يؤدّي إلى تكريس المشتركين كنجوم مستقبلًا. الضوء الذي يمنحه هذا البرنامج للمواهب الغنائية اليافعة، ينطفئ بسرعة قياسيّة، تُشبه إلى حد ما المدة الخاصة بما يسمى بـ"مرحلة العروض المباشرة"، والتي لا تتجاوزعشرة أسابيع.

بدا أن برنامج "آراب آيدول" أخفق هذه المرة ولم يسجل سابقة نجاح للمشتركين الذين كانوا عاديين

تنتهي صلاحيّة كلّ المشتركين في برامج المواهب مع إعلان نتيجة الفائز. ولا تُشكِّل النتيجة سوى نهاية سعيدة لأسابيع من الانتظار والترقب. الواضح، أن ما ينقصُ العالم العربي اليوم، ليس اكتشاف المواهب فقط، وخروجهم إلى هواء الفضائيات العربية، واختراع القصص المسليّة للمشاهد، وتبني مشاكلهم مباشرة أمام المشاهد كنوع من الشفافية التي يستوردها المنتج العربي من الغرب، وذلك لكسب مزيد من الشهرة والنجاح والإعلانات.

ويبدو أن محطة "أم بي سي" لم تتمكَّن من صناعة نجم عربي مُكرَّس، على الرغم من شهرة ونجاح برنامجي "ذا فويس" و"آراب أيدول" لأسباب عديدة. لعلّ أهم هذه الأسباب هو الوضع العربي المتأزّم لجهة الثورات والأحداث الأمنية، والتي ترافقت مع بريق هذا النوع من البرامج. والسبب الثاني، هو تعثُّر شركات الإنتاج العربية بالكامل أمام وفرة المطربين القادمين، والابتعاد عن استثمار هذه المواهب، ورعايتها بشكل صحيح، لتأخذ مكانها على الخارطة الغنائية في العالم العربي.

أقرأ/ي أيضًا:

"The Voice Kids"، ماذا عن الطفولة؟!

أعطونا "الكنتاكي" وخذوا ما يدهش العالم