21-مايو-2024
كتب عن إيران

أغلفة الكتب (الترا صوت)

فتح مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، إثر سقوط مروحية كانت تقلّهما مع مسؤولين آخرين، قبل يوم أمس الأحد؛ الباب على تساؤلات كثيرة حول مستقبل الحكم في إيران، والأثر الذي سيتركهُ غيابهما داخليًا وخارجيًا. كما استدعى فيضًا من التحليلات والتحليلات المضادة حول هاتين المسألتين وغيرهما من المسائل المرتبطة بنظام الحكم في إيران، مثل خلافة خامنئي في منصب المرشد الأعلى الذي كان رئيسي أبرز المرشحين لشغله.

في ظل هذه التساؤلات وفيض التحليلات والتحليلات المضادة، برزت الحاجة إلى فهم إيران من جوانب مختلفة لا بسبب موت رئيسي ومستقبل الحكم فيها، وإنما بوصفها دولة جاءت بثورة غيّرت شكل الشرق الأوسط، ولعبت دورًا كبيرًا في تشكيل المشهد الحالي في عدة دول عربية ابتداءً من العراق، ثم لبنان، فسوريا، وصولًا إلى اليمن. وكذلك بوصفها طرفًا مؤثرًا في صناعة التحالفات الإقليمية في المنطقة.

فمند الثورة الإسلامية أواخر السبعينيات، ثم الحرب الإيرانية – العراقية، والغزو الأميركي للعراق الذي انتهى بوصول الأحزاب والميليشيات الموالية لها إلى السلطة، فحرب تموز/يوليو 2006 في لبنان ودعم "حزب الله"، ثم الثورة السورية ودورها في دعم نظام الأسد وإجهاض ثورة السوريين وارتكاب الجرائم بحقهم بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر ميليشياتها متعددة الجنسيات، وصولًا إلى الحرب في اليمن وأخيرًا العدوان الإسرائيلي على غزة؛ وإيران حاضرة في المشهد السياسي في هذه الدول بل ومسؤولة عن صورته الحالية.

أمام ما سبق، يبدو أن فهم إيران أمرًا ضروريًا. وفي هذه المقالة 7 كتب عن إيران تساعد على فهمها منذ ما قبل الثورة الإسلامية، وصولًا إلى اللحظة الراهنة.


1- مدافع آية الله

في كتابه "مدافع آية الله" (1982)، يروي الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل قصة الثورة الإسلامية في إيران عام 1978 كما تابعها وعايشها. ويكتسب الكتاب أهميته من أن هيكل كان على دراية واسعة بالشأن الإيراني منذ ما قبل الثورة، حيث سبق أن زار إيران عدة مرات بوصفه صحيفًا، وتناول أزمة الخمسينيات والإطاحة بحكومة الرئيس محمد مصدق في كتاب بعنوان "إيران فوق بركان". إضافةً إلى قربه من قيادة الثورة وحواره الشهير مع الإمام الخميني في منفاه الفرنسي.

يرى هيكل في كتابه أن الثورة الإسلامية ليست ظاهرة منعزلة وإنما آخر فصل في عملية تاريخية طويلة يتوقف عند أبرز أحداثها وتحولاتها وصولًا إلى ما بعد الثورة ووصول الإسلاميين إلى السلطة. كما يستعرض جذورها التاريخية والأسباب التي أدت إلى اندلاعها. ويسلط الضوء، في هذا السياق، على محطات فارقة مفصلية في تاريخ إيران في عهد الشاه.

 

2- تاريخ إيران الحديثة

يخاطب أروند إبراهيميان في كتابه "تاريخ إيران الحديثة" (سلسلة عالم المعرفة، 2014/ ترجمة مجدي صبحي)، القارئ غير المتخصص الذي يريد فهم إيران وأسباب صعودها في المنطقة. ولذلك، يستخدم أسلوبًا مبسطًا في سرده لحكاية تحوّل إيران من دولة دخلت القرن العشرين بالثور والمحراث الخشبي، إلى أخرى خرجت منه ببرنامج نووي أثار، ولا يزال، الذعر في المنطقة والعالم.

يغطي الكتاب فترة تاريخية تمتد منذ أواخر القرن التاسع عشر وصولًا إلى بدايات القرن الحادي والعشرين، فيتوقف عند حكم القاجار، ثم الثورة الدستورية التي أدت إلى قيام ملكية دستورية، فانقلاب الشاه محمد علي على الثورة والعودة بالاستبداد إلى البلاد، عدا عن الحرب العالمية الأولى، ثم وصول الشاه رضا إلى السلطة وخلع السلالة القاجارية، وصعود السلالة البهلوية، وصولًا إلى الثورة الإسلامية.

 

3- نقد الذات

يضم كتاب "نقد الذات" (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2020/ ترجمة فاطمة الصمادي)، حوارًا مطولًا بين حسين علي منتظري، النائب السابق للإمام الخميني وخليفته حتى عام 1989، وابنه سعيد منتظري حول قضايا سياسية واجتماعية لا تزال، إلى هذه اللحظة، مثار جدل وأخذ ورد في الساحة السياسية الإيرانية.

وعبر هذا الحوار، يقدّم منتظري الذي عزله الخميني من منصبه نائبًا وخليفةً له، تفاصيل دقيقة لعملية صناعة القرار في إيران زمن الخميني، إلى جانب الصراعات المختلفة التي دارت بين تيارات وأجنحة المنظومة الحاكمة، وطبيعة الواقع الحقوقي والإنساني في البلاد، ومسائل وقضايا أخرى كان شاهدًا عليها ومطلّعًا على ما خفي منها.

وكان منتظري ينتمي إلى تيار يقف على النقيض تمامًا من التوجهات الحالية لإيران، والتي صاغها علي خامنئي الذي كان يتزعم قبل وصوله إلى منصب المرشد الأعلى تيارًا سعى إلى تهميش منتظري وعَمِل على التحريض عليه لدى الخميني لعزله من منصبه.

وهو ما حدث في 26 آذار/مارس 1989، تاريخ عزله من منصبه من قِبل الخميني الذي أوضح أسباب العزل قائلًا: "اتضح تمامًا أنكم ستُسلِّمون من بعدي البلاد والثورة الإسلامية العزيزة والشعب الإيراني إلى أيدي الليبراليين، وعن طريقهم إلى المنافقين (مجاهدي خلق)، لذا فقدتم أهلية قيادة النظام في المستقبل ومشروعيته". وقد أدى عزله ووصول خامنئي إلى السلطة واقعًا جديدًا كان حسين منتظري والمقربين منه من بين ضحاياه.

 

4- التيارات السياسية في إيران: صراع رجال الدين والساسة

قدّمت فاطمة الصمادي في كتابها " التيارات السياسية في إيران: صراع رجال الدين والساسة" (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، طبعة ثانية مزيدة ومنقحة 2019)، خارطة معرفيًا تفصيلية للأحزاب والتيارات السياسية في إيران منذ ما بعد الثورة الإسلامية وصولًا إلى عام 2012.

تبدأ الصمادي من فترة ما بعد الثورة الإسلامية، فتستعرض القوى والأحزاب السياسية في تلك الفترة: "حزب توده"، و"مجاهدي خلق"، وما يُعرف بـ"خط الإمام" تعبيرًا عن توجهات الخميني السياسية. ثم تتوقف عند الخطابات الرائجة ما بعد الثورة مثل خطاب الإصلاحات، وخطاب البناء، والخطاب الأصولي، ومنها باتجاه الأحزاب المنقسمة بين اليمين والأصولية واليسار الإسلامي والتيار الإصلاحي وغيره.

كما تتوقف عند الثورة الخضراء أو ما يُعرف بـ"الحركة الخضراء" في 2009، التي تقدّم تعريفًا واسعًا عنها وعن أسبابها، وتناقش عددًا من الأطروحات التفسيرية بشأنها باعتبارها حركة الاحتجاج الأكبر في تاريخ الجمهورية الإسلامية. ثم تناقش حقبة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، ونشأة تيار الاعتدال وتحولاته.

 

5- بردة النبي: الدين والسياسة في إيران

يتناول روي متحدة في كتابه "بردة النبي: الدين والسياسة في إيران" (صدر في عدة طبعات عربية، ترجمة رضوان السيد)، دور رجل الدين في إيران ما قبل وبعد الثورة الإسلامية، ويقدّم دراسة واسعة ومفصلة عن شخصيته تشمل نشأة سلطته وتطورها وصولًا إلى ما أصبحت عليه اليوم بطريقة روائية، إذ يتمحور الكتاب حول رجل دين شيعي اتخذ المؤلف من سيرته ووسيلة لشرح طبيعة العلاقة بين الدين والسياسة في إيران، ودور رجال الدين في الحياة السياسية.

ويسلط الكتاب الضوء على مصادر الثقافة والتأثير لدى رجال الدين، ويعود في تاريخ إيران إلى حقب عديدة بائدة بهدف تكوين صورة أكثر شمولية بشأن واقع إيران اليوم بوصفها دولة إسلامية تُحكم من قِبل رجال الدين.

 

6- الخبرة الإيرانية: الانتقال من الثورة إلى الدولة

تبدأ أمل حمادة كتابها "الخبرة الإيرانية: الانتقال من الثورة إلى الدولة" (الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2008) من عام 1979 الذي شهد انتصار الثورة وإعلان الجمهورية الإسلامية في إيران بزعامة الخميني، وتستمر إلى ما بعد وفاته عام 1989.

وما بين هذين التاريخين، وأبعد قليلًا، تبحث حمادة في الانتقال التدريجي من الثورة إلى الدولة في إيران، وخاصةً في حقبتي كل من الرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ومحمد خاتمي. كما تناقش على التحولات التي شهدها المجتمع الإيراني سواء على صعيد تطور المجتمع المدني وتفاعلاته ومؤسساته، أو لناحية العلاقات الخارجية للدولة.

 

 

7- العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة

مؤلَّف موسوعي ضخم صادر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في عام 2011، ويتضمن 11 فصلًا تعالج العلاقة بين العرب وإيران بشمولية ونقدية منذ أن تزايد حضور الأخيرة في الحياة السياسية العربية بعد انتصار الثورة الإسلامية سنة 1979.

ويقدّم أصحاب هذه الفصول، وهم من أهل الخبرة والمعرفة، دراسة معمقة حول العلاقات العربية – الإيرانية الشائكة والمحاطة بالريبة، والتي تتداخل فيها سطوة التاريخ بالعقائد وبالمصالح المتنافرة. وتُدرس هذه العلاقات في سياق تاريخي وسياسي معًا يضع القارئ أمام وجهات نظر متعددة، وآراء مختلفة حول هذه المسألة.