08-نوفمبر-2015

مظاهرات 25 يناير 2011(محمد الشاهد/أ.ف.ب)

1 ـ 25 يناير هي العودة المكانية لـ"التحرير" في ذكرى كسر الصمت 25 يناير وهي كذلك عودة لنفس العناوين، "عيش حرية عدالة اجتماعية "، دون عناوين أخرى هي في الأصل عناوين تفرقة لا توحيد.

2ـ 25 يناير هي "لا تستوحشوا طريق الحقّ لقلة سالكيه"، والحقّ حق، والجادّة واضحة وبيّنة. إصرار للمضي في جادة الحق مع اليقين بنقائها رغم المطبات البادية، أفضل من زيغ عن الجادة وتقصير للطريق باسم الواقعية وتلافي المعوقات. هذه أول دروس 25 يناير الأولى التي يجب أن نستوعبها.

3ـ 25 يناير هي تجاوز للحزبي والبنيوي التقليدي لأفق شعبي يجد آليات تنظيمه نفسه بنفسه دون وصاية فوقية، والأفق هو الذي يصنع ويقود. وذلك لا يعني تجاوز الوسائل التقليدية للفعل السياسي وإقصاءها في معركة الحشد الميداني على الأرض ومعركة الإنهاك السياسي في غرف القرار السياسي. بالنهاية، لا خارطة طريق تُحدد إلا في الميادين. وهذا درس آخر يجب أن نتعلمه من 25 يناير الأولى.

25 يناير هي دفن للأحقاد المزروعة بين أبناء الصفّ الواحد

4ـ 25 يناير هي الحالة الشعبية للتعبير عن القهر وهي صرخة شعب في عيد الدّولة "الشرطة". هي التعبير الذي من الواجب حسن استغلاله وضبط توجيهه كي لا يكون مجرد موسم وقتي للفعل بل يجب تكثيفه فبعض الحمم لا تصنع بركانًا.

5ـ 25 يناير هي لا تخوين لمن لم يخن في 25 الأولى، وحتى من خانوا حينها وبعدها في 3 يوليو لا ترهيب، هي دفن للأحقاد المزروعة بين أبناء الصفّ الواحد.

6ـ 25 يناير هي خطاب الوحدة والتجميع على قاعدة وحدة الوطن لأن أكبر عدوّ للشخصية المصرية هو حديث الانتقام والثأر، وقرع الطبول لنوازل التصفية. ومن يظنّ أن قطرة دمّ قد تفيد لتحجيم قوى البعض، فليعلم أن هذه القطرة ستشرّع لشلالات دماء من الجانب الآخر.

7ـ 25 يناير هي أهمية النضال الالكتروني للإعداد والتنظيم فقد انطلقت فكرة 25 يناير الأولى في 2011 من مواقع التواصل الاجتماعي. ولتكن نقطة قوتنا أكثر تأثيرًا هذه المرة، والتهيئة والتحشيد عبر الإعلام الحديث لملايين الشباب هي مرحلة حاسمة في زمن الصّورة.

8ـ 25 يناير هي مقاومة بالسُخرية وإسقاط الأصنام وهدم البطولات المزيّفة وتعرية الحقائق.

9ـ 25 يناير هي تشبيك النضالات الميدانية وتوحيد الفعل النضالي على الأرض، كُتلة واحدة تواجه بقوّة لا مجموعات متفرقة تحمل الهزيمة في تفرقها. و25 يناير الأولى هي المرجع.

10ـ 25 يناير هي لا استئثار بالمهمة الثورية، ولا تسجيل لها كـ"ماركة" مسجلة، فلا أدعياء وكهنة لمعبد 25 يناير. الكلّ بيمناه يحمل علم مصر أما بيسراه إن شاء يحمل علمًا آخر، أو صورة، أو شعارًا أو غير ذلك أو ألا يحمل شيئًا ويقبض يديه نحو السماء، بالنهاية العلم المصري في اليمنى أولّا.

11ـ 25 يناير هي أن نفتكّ الدولة ونعمّدها باسم الشّعب فأن نفكّر خارجها مغامرة قد لا تُنتج إلا سرابًا، وشروط هذه المغامرة غير محصّلة بعد، والوحيد القادر على إعلانها هو شعب هذه الدولة.

12ـ 25 يناير هي أن يتواضع شيوخ السياسة للشباب. بعيدًا عن التمييز الجيلي الذي مبناه غالبًا نزعة إقصائية، فلينصت الشيوخ للشباب، وليدفعوهم للتخطيط والقيادة.

13ـ 25 يناير هي عدم استعداء الجالسين على الرّبوة، وعدم تسفيه المغلوبين على أمرهم وكبار السنّ الذين اُنهكوا طيلة عقود، هي الصوت الجامع والسفينة التي تحمل الكلّ.

14ـ 25 يناير هي خطاب قطعي رافض للإرهاب. وهي أن نقول مواجهة إرهاب دولة لا يبرّر إرهاب الشعب. هم اتهمونا بالإرهاب لأنه الأكسجين الذي يبرّرون به جرائمهم نحونا، ونحن نؤكد أن أكبر حليف موضوعي لإرهاب الجماعات هو إرهابهم.

25 يناير هي أن نفتكّ الدولة ونعمّدها باسم الشّعب فأن نفكّر خارجها مغامرة قد لا تُنتج إلا سرابًا

15ـ 25 يناير هي كشف الحقيقة والمساءلة والمحاسبة، دون نزعة ثأر ولا تلفيق، والعدل أساس العمران، والقضاء العادل هو الفيصل. لقد سفّهوا صوت العدالة، وصون هذا الصوت مهمة ثورية.

16ـ 25 يناير هي رفض للتعصب الديني والطائفية، وطن لا فرق فيه بين مسلم وقبطي إلا بعشق أرض مصر. واليد باليد في ساحات الميدان.

17ـ 25 يناير هي فلسطين البوصلة والجادّة المقدّسة التي حولها لا نختلف. هي ألا نخلف العهد وأن نحتضن قضية أمتنا ومقاومتها بعد أن تآمر عليها الخونة.

18ـ 25 يناير هي انحياز لنضالات الشعب العربي من عُمان إلى المغرب على قاعدة الثورة العربية المجيدة التي انطلقت ذات يوم في سيدي بوزيد في دواخل تونس. فهي أن نكون صوتًا للشعب العربي ومرآته.

19ـ 25 يناير هي أن نتعلّم من الماضي البعيد والقريب، هي ألا نكابر ونتكابر على بعضنا البعض، فهي الدرس الموصول. سيكتب التاريخ عن 25 يناير، ويقول كانت 25 يناير الأولى وكانت أخرى ثانية، فهي موجات متلاطمة على نفس الشاطئ.

20ـ 25 يناير هي فنّ شحذ الهمم، هي رامي عصام وحمزة نمرة وغيرهما، والدعم بالكلمة والفن، وهي كذلك واجب اختراق كل التمثلات الغنائية المُستحدثة وتحديدًا فن المهرجانات، فهي وجع المكلومين، وهي صوت رسائل الثورة من حيث نعلم ولا نعلم.

21ـ 25 يناير هي ثورة الصبار والنفس الطويل فهي ليست ساحة غنائم ولهث بين رجال الميادين للفعل السياسي التقليدي للعب في مساحتهم، بناء مساحة على قاعدة 25 يناير وتحصينها هي المهمة الأوليّة.

22ـ 25 يناير هي الإبداع في الفكرة، والإبداع في التصميم، هي الابتكار وروح الشباب، هي "الشهامة" و"الجدعنة" في المصري والمصرية، من سيناء لمطروح والإسكندرية للصعيد.

23ـ 25 يناير هي التفاؤل رغم كل إكراهات التشاؤم، وهي النقاء في "ترعة" الأوساخ، وهي البياض في عتمة السواد.

24ـ 25 يناير هي الفوضى الجميلة على ترنيمات صوت "الشعب يريد".

25ـ 25 يناير هي فكرة والفكرة لا تُعتقل ولا تموت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مَن يُنظم انهيار السيسي؟

قبل خراب الإسكندرية