02-يوليو-2016

Getty

منذ بداية شهر رمضان المبارك، ونحن على موعد باستمرار مع "الترمضينة" والسكيتشات اليومية التي تحدث في الشارع العام. طرائف وأحداث غريبة لا يمكنك إلا أن تستمع إليها وتشاهدها دون أي تعليق. من بين الطرائف التي سمعت عنها هذ الأيام، أن متسولًا انتحل صفة شخص مريض للنصب على المواطنين. ورغم أنها ليست مضحكة على ما يبدو، لكن ما حدث على لسان هذا المريض ضحية المتسول قد أثارت سخريتي على نحو جعلني لا أثق بأمثال الأخير مرة أخرى.

يحكي هذا الشخص، أنه ذات مرة أحس بارتفاع في ضغط الدم نتيجة معاناته من داء السكري، فتوجه إلى طبيب مختص، ليمنحه ورقة مكتوب عليها اسمه والأدوية التي يجب أن يتبعها للتخفيف من مرضه. وبينما كان متجهُا نحو سيارته، حاملًا معه ورقة الطبيب وحقنة "الأنسولين" بعد أن اشتراها من الصيدلية، حدث أن سقطت في غفلة منه.

اقرأ/ي أيضًا: "قطع الطريق".. كرم سوداني فريد في رمضان

بعد أسبوع على وقوع الحادثة، لم يكن أمام هذا الشخص من حل آخر سوى اقتناء أدوية أخرى بعدما سقطت منه الأخرى في الشارع العام. ليتلقى فجأة اتصالًا من أحد أقربائه، ليخبره بأن شخصًا متسولًا قام باستغلال ورقته الطبية وحقنة الأنسولين للنصب على المواطنين، مدعيًا بأنه صاحبها، وبأنه يعاني داء السكري ويحتاج إلى عون من المحسنين لإنقاذ حياته.

لم يعلم هذا المتسول الذي كان يعد الفخ للمواطنين للنصب عليهم، أنه سيصادف أحد المقربين من صاحب ورقة الطبيب التي يحملها بين يديه. وبينما كان المتسول يجوب الشوارع مستعطفًا المواطنين قصد مساعدته على شراء الحقنة، حدث أن صادف شخصًا يقف على قارعة الطريق، مستعطفًا إياه بكلمات مؤثرة، حيث ادعى بأنه مهدد بالموت، وأن ظروفه المعوزة دفعته كرهًا للخروج إلى الشارع، كما ادعى أنه عاطل عن العمل وأنه أب لخمسة أطفال.

استوقف كلام المتسول هذا الشخص. وبينما كان يطلع على ورقة الطبيب لمده بالنقود، اكتشف أنها تحمل اسم ولقب ابن عمه، والذي لم يكن سوى المريض الذي سقطت منه الحقنة والورقة قبل ذلك. فاستغرب المتسول وأصيب بصعقة مفاجئة بعدما اكتشف أمره هذا الشخص، ليقول له "يخلق من الاسم أربعين". ثم انصرف تاركًا الورقة والحقنة بين يدي هذا الشخص. قبل أن يلوذ بالفرار نحو وجهة مجهولة.

قصص مماثلة قد تحدث يوميًا، بل كل ساعة، أبطالها شبكة نصب امتهن أفرادها هذه الحرفة وأبدعوا فيها بامتياز، بينهم من يستغل الأطفال لاستمالة المارة قصد مدهم بـ"مساعدات"، جنى من ورائها عدد منهم أموالًا طائلة، وبينهم من يدعي إصابته بالإعاقة أو مرض عضال لا ينفع معه علاج. ليبقى المواطن في "دار غفلون"، معتقدًا أن المسألة جادة وأن الحالة الإنسانية التي أمامه، تستدعي المبادرة من دون أي تفكير.

اقرأ/ي أيضًا:

صيام رمضان بالمغرب قد تفسده "ترمضينة"!

اللباس التقليدي يزيّن المغاربة في رمضان