حقّق تشيلسي لقب الدوري الأوروبي للمرّة الثانية في تاريخه، بعدما تفوّق على جاره اللندني آرسنال بأربعة أهداف لواحد، في المباراة النهائيّة التي احتضنتها العاصمة الأذرباكو، ليفشل الآرسنال في بلوغ دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بعكس تشيلسي الذي خاض موسمًا طويلًا أنهاه بالمركز الثالث في البريميرليغ، وختمه ببطولة الدوري الأوروبي.

أيقن الجميع أن المباراة النهائيّة ستمثّل آخر ليلة يدرّب فيها الإيطالي ماوريسيو ساري البلوز، فالعلاقة مع رئيس النادي ليست على ما يرام، لذلك ودّ ساري لو يترك ذكرى طيّبة أمام الفريق، ويكسر النحس الذي لازمه في مسيرته التدريبية، فلم ينجح في الظفر بأيّ لقب طيلة مسيرته، وظلّ مختصًّا بإحراز المركز الثاني أكثر من غيره، وآخر هذه المرّات كانت في نهائي كأس الرابطة أمام مانشستر سيتي وحينها هُزم البلوز بركلات الترجيح.

دفع آرسنال ثمنًا باهظًا نتيجة للأخطاء الدفاعيّة الساذجة، وودّع الحارس  بيتر تشيك الملاعب برباعيّة في مرماه

كذلك شكّلت موقعة باكو اللقاء الأخير للنجمين بيتر تشيك وإيدين هازارد، الأوّل سيعتزل الكرة بقميص آرسنال بعد مسيرة حافلة في صفوف الفريقين، والثاني أعلنها صراحة أنّه سينتقل لريال مدريد للعب تحت قيادة زين الدين زيدان الموسم المقبل، فالفوز باللقب سيمنح هديّة وداعيّة لا تقدّر بثمن، أمام خصم يتوق بشدّة لحصد اللقب ويعوّل على مدرّبه أوناي إيمري المتخصّص في هذه البطولة، حيث نال كأسها ثلاث مرّات مع إشبيلية الإسباني.

مالت كفّة الترشيحات لصالح فريق آرسنال الذي يلعب بصفوف شبه مكتملة، ويدرّبه إيمري المختص بالدوري الأوروبي، بعكس تشيلسي الذي يقوده مدرّبًا لم يذق طعم البطولات في مسيرته، والمثقل بالغيابات نتيجة لإصابة عدد من اللاعبين البارزين منهم لوفتوس تشيك وروديغير، ولكن كما هو معروف بالنسبة لمباريات الديربي تتغيّر المعادلات بلمح البصر، وتلعب التفاصيل الصغيرة دورها، لذلك دخل الفريقان المباراة النهائية بحذر شديد، فغابت الخطورة عن مرمى الفريقين في دقائق اللقاء الأولى، باستثناء محاولة خجولة من أوباميانغ جاورت مرمى أريزا بالاغا، قبل أن يتشجّع لاغازيت ويندفع نحو أغلى حارس في العالم، هذا الأخير منع انفراد محقّق للمهاجم الفرنسي الذي طالب بركلة جزاء دون أن يتلقّى ردًا إيجابيًا من حكم اللقاء.

اقرأ/ي أيضًا: نهائي الدوري الأوروبي.. ارتباك في معسكر تشيلسي وفرصة تاريخية لآرسنال

بالمقابل ندرت محاولات تشيلسي الذي عاب لاعبيه الحذر الشديد، وكأن الفريق أراد استدراج آرسنال لمعركة خطّ الوسط شبه المحسومة لصالحه دون جدوى، ومع ختام الشوط الأوّل أنقذ حارس مرمى آرسنال بيتر تشيك مرماه من كرتين لتشيلسي، فأبعد تسديدتي بيدرو وإيميرسون، مقابل كرة قويّة من بعيد لآرسنال صوّبها تشاكا لامست عارضة كيبا، لينتهي الشوط الأوّل بتعادل سلبي وأداء بارد لا يليق بالفريقين، واستحواذ نسبي لآرسنال على الكرة، قبل أن يبدأ الإعصار الأزرق في الشوط الثاني.

دخل البلوز الشوط الثاني ضاغطين على مرمى حارسهم السابق، كانت تعاليم ساري واضحة في قلب الأمور لصالح فريقه مبكّرًا، وهو ما حدث بالفعل عبر الفرنسي جيرو، والذي تلقّى كرة عرضيّة منخفضة من إيميرسون وأودعها برأسه في مرمى فريقه السابق بالدقيقة 49، ليتساوى مع مهاجم آينتراخت فرانكفورت لوكا يوفيتش بصدارة هدّافي المسابقة برصيد 11 هدف، واصل آرسنال هفواته الدفاعيّة القاتلة وتلقّى الهدف الثاني بالدقيقة 60، عندما تلقّى بيدرو المتمركز في نقطة منطقة الجزاء دون رقابة كرة عرضيّة من هازارد، فوضعها سهلة في الشباك هدفًا ثانيًا، ليصبح اللاعب الإسباني خامس لاعب في التاريخ ينجح في التسجيل بنهائي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، حيث سجّل أول أهداف برشلونة بمرمى مانشستر يونايتد في نهائي دوري الأبطال 2011.

اقرأ/ي أيضًا: ركلات الحظ تنقذ البلوز.. تشيلسي يضرب موعدًا مع آرسنال في نهائي الدوري الأوروبي

لم يستفق آرسنال من صدمة الهدفين حتّى أضاف البلوز الهدف الثالث القاتل، حيث واصل الدفاع أداءه المخيّب وتسبّب بعرقلة جيرو داخل المنطقة المحرّمة، ليحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء صوّبها بنجاح نجم الفريق إيدين هازارد، هدفه الأول في البطولة بمباراته الأخيرة مع البلوز. رفض أوناي إيمري رفع الراية البيضاء رغم تأخّره بثلاثيّة في ربع ساعة، فأجرى تبديلين بدفعة واحدة علّه ينقذ ما يمكن إنقاذه، وبالفعل نجح أليكس إيوبي بعد دخوله بلحظات في تسجيل هدف تقليص الفارق، من تسديدة رائعة خارج منطقة الجزاء على يمين كيبا أريزابالاغا، أعاد الهدف روح المنافسة للغنرز، فاستوعب تشيلسي الأمر جيّدًا، وخمد الثورة الحمراء بأقسى طريقة عندما دوّن هازارد الهدف الرابع، مستغلًا كرة عرضيّة من الفرنسي جيرو.

لم تنفع محاولات آرسنال المتكرّرة في تسجيل هدف ثان، فيما أنقذ بيتر تشيك في مباراته الأخيرة فريق آرسنال من فضيحة كرويّة بعدما تصدّى لثلاثة أهداف محقّقة، فظفر ماوريسيو ساري بلقبه الأوّل في مسيرته التدريبيّة، وفشل آرسنال في الفوز بالبطولة من جهة، وفي بلوغ دوري أبطال أوروبا الموسم القادم من جهة أخرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قرعة متوازنة في الدوري الأوروبي.. وجريزمان أفضل لاعب بالمسابقة

وداع حزين لفينغر.. أتلتيكو مدريد ومارسيليا إلى نهائي الدوري الأوروبي